فساد ممنهج في فرع المؤسسة السورية للحبوب بالقامشلي جريدة الوحـدة*
في الوقت الذي تُبذل فيه كل المساعي والجهود من أجل تأمين رغيف الخبز للشعب المنكوب، في ظل أجواء الحرب والحصار الاقتصادي المفروض عليه وعلى بلاده سوريا، يقوم الفاسدون من موظفي القطاع العام بهدر وإتلاف وسرقة مخزون القمح الذي يعد مصدراً مهماً من مصادر صمود الشعب في حربه ضد الإرهاب والتهديدات التركية المستمرة باحتلال وقضم المزيد من الأراضي السورية لحساب أعوانها من الفصائل السورية المسلحة.
من خلال جولة اطلاعيه أجراها محافظ الحسكة اللواء غسان خليل برفقة كل من السيد سطم هويدي عضو المكتب التنفيذي والمهندس رجب سلامة مدير الزراعة بتاريخ 18/11/2020 على مركز جرمز لتسويق الحبوب بريف القامشلي للاطلاع على واقع تخزين محصول القمح في المركز ومدى توفر الشروط الفنية اللازمة لحمايته من الأمطار والعوامل الجوية. تكشف وتبين من خلال الجولة مدى سوء عمليات تخزين محصول القمح المستلم خلال موسم ٢٠١٩ من حيث التشدير العشوائي للأكداس وعدم تغطيتها بشكل كامل، حيث استخدم لذلك غطاء قماشي فقط دون وجود عازل مطري ورطوبي (شادر بولي بروبلين)، مما أدى إلى تسرب مياه الأمطار إلى كميات كبيرة من المخزون وتعرضه للرطوبة وبالتالي للتعفن والتلف الكامل.
كما لُحِظ وجود كميات من أكياس القمح الجيد من أرضيات الأكداس تم وضعها بجانب القموح التالفة التي تم التعاقد على بيعها للمتعهد الخاص بأبخس الأسعار على أنها قموح تالفة وأرضيات.
لذا يتوجب على الجهات المختصة والمعنية المضي قدماً في كشف شبكة الفساد وتوسيع دائرة التحقيق للوصول إلى جميع المتورطين، فهو انتصار لحبة القمح ولرغيف المواطن ومصدر عيشه وأسباب صموده والحفاظ على المال العام وكشف لحلقة من حلقات الفساد التي آثرت مصلحتها الخاصة على مصلحة الوطن والمواطن، فمحاربة جميع أشكال الفساد وفي جميع مفاصل العمل لا تقل أهمية عن محاربة الإرهاب، فكلاهما مكمل لهدف الآخر.
* جريدة الوحـدة – العدد 324- تشرين الثاني 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).