قاتل الشهيدة هفرين خلف، في أحضان الإئتلاف السوري- الإخواني جريدة الوحـدة*
رأى العالم بأم عينه فيديوهات لبعض مشاهد عملية الإعدام الميداني للشهيدة المهندسة هفرين خلف /35/ عاماً – الرئيس المشترك لحزب سوريا المستقبل، وسائق سيارتها ومرافقها، في 12/10/2019م، على الطريق الدولي منبج – القامشلي، أثناء توجهها إلى عملها في مدينة الرقة، وذلك بعد أن وصلت مجموعة من ميليشيا «أحرار الشرقية» المنضوية في «الجيش الوطني السوري» ومتزعمها المدعو حاتم أبو شقرا المتحدر من محافظة دير الزور إلى الطريق الدولي، إبان العدوان الذي شنَّه الجيش التركي على مناطق سري كانيه/رأس العين و كري سبي/تل أبيض في 9/10/2019م تحت مسمى «عملية نبع السلام».
لم تُقتل «خلف ورفيقاها» إثر اشتباكاتٍ بين مرافقيها وتلك الميليشيات، بل تم القبض عليهم وهم أحياء، وأجهز المسلحون عليهم بوابل من الرصاص عن قرب، وقاموا بسحل جثمان «هفرين» وضربه بأدوات حادة وتشويهه.
مقتل هفرين- أيقونة السلام حرَّكت الضمير العالمي، وتلقى إدانات واسعة، مما حدا بما يسمى «الجيش الوطني السوري» المرتبط بـ «الحكومة السورية المؤقتة» يوم الأحد 13/10/2019، إلى الإعلان عن نيته لتشكيل لجنة تحقيق في القضية؛ ولكن دون أن تعلن أية جهة عن نتائج تحقيق ومحاكمة معينة أو محاسبة أحد المسلحين عن الجريمة التي ارتكبوها وضح النهار والتي تصنف جريمة حرب مخالفة للقانون الدولي الإنساني، رغم مرور أكثر من عام عليها.
والأنكى من ذلك، تبين مؤخراً، أن «أبو شقرا» متزعم الشرقية وأحد القاتلين الرئيسيين للشهيدة ورفيقيها، يحظى بالاحترام والتقدير لدى الائتلاف السوري- الإخوان الذي يشكل غطاءً سياسياً لتلك الميليشيات، حيث تم نشر صور من قبل المكتب الإعلامي للائتلاف لاجتماع عُقد برئاسة نصر الحريري رئيس الائتلاف ووفدٍ مرافق له ضمّ عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية للائتلاف وممثل المجلس الوطني الكري «ENKS»، مع عددٍ من متزعمي الميليشيات، بينهم «أبو شقرا» الجالس في صدارة طاولة الاجتماع.
هذا، ومن جهتها استنكرت /23/ منظمة حقوقية ومدنية وجهة إعلامية، بينها «جمعية الشعوب المهددة- ألمانيا، المرصد السوري لحقوق الانسان، الهيئة القانونية الكردية، مركز ليكولين للدراسات والابحاث القانونية» استضافة الائتلاف لأحد مجرمي الحرب، وقالت في بيانها الصادر بتاريخ 24/11/2020:
((استقبل الائتلاف الوطني السوري الممثل برئيسه نصر الحريري وبحضور كل من:
– عبد الباسط عبد اللطيف: الأمين العام للائتلاف الوطني.
– رياض الحسن: أمين سر الهيئة السياسية.
– عبد الله كدو: عضو الهيئة السياسية.
– أحمد الشحادي: منسق مكتب الائتلاف في ريف حلب.
وفداً عسكرياً لقادة ما يسمى بالجيش الوطني السوري من أبناء المنطقة الشرقية في مقر الائتلاف بمدينة اعزاز، بتاريخ يوم الاثنين الواقع في 23/11/2020.
حيث كان يتقدم الوفد المستضيف المتهم بارتكاب جرائم حرب… المدعو أحمد حسان فياض الهايس (حاتم ابو شقرا) قائد فصيل تجمع أحرار الشرقية الذي أشرف شخصياً على عملية الإعدام الميداني للسياسية الكردية والرئيسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف واثنين من مرافقيها بتاريخ 12 تشرين الأول 2019، بالقرب من قرية الارتوازية الواقعة على الطريق الدولي السريع M4 شمال الرقة.)).
وأكدت على أن هذا الأمر يثبت مدى تورط الائتلاف في «تمثيل وتشجيع ودعم الفصائل المرتزقة التي ترتكب يومياً العشرات من الجرائم المشينة بحق المدنيين في المناطق المحتلة من قتل واعتقال واختطاف وتعذيب وطلب للفدية، إضافة إلى جرائم الاغتصاب والزواج بالإكراه وسلب ونهب للمحاصيل الزراعية وقطع وحرق للأشجار المثمرة». وطالب البيان المنظمات والهيئات الأممية بـ «تحميل الائتلاف الوطني السوري المسؤولية مناصفةً مع دولة الاحتلال تركيا عن جرائم الحرب التي ترتكب في المناطق السورية ذات الغالبية والخصوصية الكردية بشكل يومي وممنهج»، بينما طالب المجتمع الدولي بـ «وضع الائتلاف على لائحة المنظمات الداعمة والممولة للإرهاب وقطع كل أشكال الدعم المادي والمعنوي عنها، ورفض التعامل معه كممثل للشعب السوري».
* جريدة الوحـدة – العدد 324- تشرين الثاني 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).