حرائق في الساحل التهمت غابات وثروات زراعية وبنى تحتية جريدة الوحـدة*
اندلعت حرائق هائلة بين 8-12 تشرين الأول 2020م في محافظات طرطوس واللاذقية وحمص، عددها /156/، منها /95/ حريقاً في اللاذقية و/49/ حريقاً في طرطوس و/12/ حريقاً في حمص، تم إخمادها بجهود وإمكانات سورية محلية ومشاركة طوافات لبنانية في عمليات الإطفاء، إضافةً إلى إخماد حرائق متفرقة أخرى إلى أواخر الشهر، التي توقفت بهبوط درجات حرارة المناخ وهطول الأمطار.
= خسائر كبيرة وأضرار بيئية
وأشار وزير الزراعة السوري حسب وكالة سانا-21/10/2020، إلى أن «الحرائق أتت على مناطق حراجية لا تقل عن /6000/ هكتار تضم غابات غنية بالغطاء النباتي ومنها /600/ هكتار في منطقة بللوران باتجاه وادي قنديل خلال خمس ساعات نتيجة سرعة الرياح وبلغت المساحات المتضررة الإجمالية نحو /8900/ هكتار مزروعة بالأشجار المثمرة من زيتون وحمضيات، احترق منها أكثر من /2/ مليون شجرة مثمرة يبلغ إنتاجها /22/ ألف طن وهذا يعني خسارة الإنتاج السنوي ومصدر الرزق لعدة سنوات».
وحسب سانا-18/10/2020، إن المساحات المتضررة جراء الحرائق التي شهدها ريف حمص الغربي /2853/ دونماً، وعدد الأسر المتضررة /376/ أسرة. وأن الأضرار شملت أشجاراً مثمرة ومعدات وأدوات زراعية ومداجن وشبكات ري وخراطيم سقاية وبيوتاً بلاستيكية.
أما في محافظة طرطوس، وحسب سانا-17/10/2020م، بلغ عدد الأسر المتضررة /3972/ أسرة، في حين تجاوزت المساحات المتضررة في المحافظة /12242/ دونماً، كما تجاوزت مساحة الغطاء الحراجي المتضررة /10778/ دونماً. إضافةً إلى تضرر /7/ مداجن و /69/ بيتاً محمياً و /68/ خلية نحل.
وفي محافظة اللاذقية، حسب سانا-15/10/2020، المساحة المتضررة بلغت /7190/ هكتاراً، تشكل /9/ بالمئة من نسبة مساحة الأشجار المثمرة على مستوى المحافظة، وبلغ عدد الأشجار المتضررة ما بين ميتة وقطع /1455623/ وتشكل /6.6/ بالمئة من عدد الأشجار في المحافظة والبالغ عددها /22/ مليوناً و/150/ ألف شجرة. وشملت الأضرار /4500/ طن ثمار الزيتون و /17/ ألف طن حمضيات، و/65/ رأساً من الأبقار و /6799/ خلية نحل، إضافةً إلى أدوات زراعية ومستلزمات.
ما عدا الأضرار التي لحقت بالبيئة بشكل عام والحيوانات البرية وبمنازل سكنية، وبقطاع الكهرباء، في الكابلات والأبراج الخشبية والحديدية والمحولات الكهربائية ولوحات استطاعة الطاقة، وكذلك بشبكات الاتصالات ومياه الشرب والري أيضاً، التي باشرت المؤسسات الحكومية بإصلاحها.
كما أن الحريق المندلع في مستودعات دائرة التخزين التابعة للمؤسسة العامة للتبغ في منطقة القرداحة بريف اللاذقية أدى إلى انهيار الكتلة الشمالية الشرقية من المبنى. وبسبب قرب الحرائق في بعض المناطق من المباني، تم إخلاء منازل ومشفى «باسل» في القرداحة من الساكنين والمرضى.
= تعويضات وتسهيلات
هذا وقرر مجلس الوزراء السوري منح تعويضات للفلاحين المتضررين، وصدر مرسوم بإعفاء القروض الممنوحة سابقاً من المصرف الزراعي التعاوني للمتضررين نتيجة الحرائق من كافة الفوائد العقدية وفوائد وغرامات التأخير المترتبة عليها. إضافةً إلى تخصيص المناطق المتضررة من الحرائق في محافظتي اللاذقية وطرطوس بمبلغ مليارين و/370/ مليوناً لمشاريع خدمية، ومساعدات مالية من جهات محلية ودولية أخرى.
= تضامن من حزبين كرديين
ومن جانبهما أصدر حزبا «التقدمي و الوحـدة» الكرديين في سوريا تصريحاً بتاريخ 12/10/2020م، أعربا فيه عن تضامنهما ووقوفهما إلى «جانب الأخوة المتضررين في هذه المحنة الكبيرة التي هي بحق بمثابة كارثة وطنية». وأكدا على أن النيران التي التهمت آلاف الهكتارات ومنازل لمواطني قرى تلك المناطق، تسببت في كارثة بيئية واقتصادية كبيرة، ستترك آثارها على حياة الناس لسنوات طويلة، وأن ما التهمته النيران لن يعوض على مدى عشرات السنين.
= تركيا لم تشارك في إطفاء الحرائق
العلاقات التركية السورية شهدت تطوراً كبيراً بين أعوام 2002-2011م، لدى وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، وقد تم توقيع حوالي /50/ اتفاقية بين البلدين، شملت حماية الغابات وإطفاء الحرائق، وقد أنشئت مراكز مشتركة لأجل ذلك في الجانب السوري، ولكنها أغلقت مع بدء الأزمة السورية وتدهور العلاقات بين البلدين.
رغم فداحة الحرائق الأخيرة التي وقعت في مناطق الساحل السوري، ومخاطر امتدادها إلى الحدود التركية أو إلى الداخل السوري، منه مناطق ريف إدلب الغربي والشمالي الواقعة ضمن نفوذ تركيا، لم تتحرك أنقرة لتقديم المساعدة والمشاركة في إخماد الحرائق من خلال آلية ممكنة.
في هذا الصدد قال الكاتب بدرخان علي في صفحته – فيس بوك، 10/10/2020م: «الحرائق الكارثية التي تحصل هذه الأيام في منطقة الساحل السوري، تستدعي من تركيا القيام بتدخل سريع على الجانب السوري أيضاً، نظراً للترابط الوثيق بين المنطقتين وتداعيات ذلك على الجانبين… بإمكان الانتداب الروسي على سوريا أن يرتب مثل هذا التدخل الإنساني العاجل للمساعدة في إطفاء الحرائق، ومشاركة طيران مخصص لهذا الغرض من الجانب التركي… نظراً لتطوّر البنية التحتية في تركيا وتطوّر منظومة الدفاع المدني ومنظومة الإسعاف في تركيا مقارنةً بتهالكها في سوريا حالياً».
هذا ولم تسلم هذه الكارثة البيئية والإنسانية من التسييس والمناكفات والنزعات المتخلفة، خاصةً في صفحات التواصل الاجتماعي وبين أبناء البلد الواحد.
* جريدة الوحـدة – العدد 323- تشرين الأول 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).