توصل الجانبان، مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» و حزب الإرادة الشعبية، بعد مداولات وجهود مشتركة، إلى مذكرة تفاهم، تم التوقيع عليها في موسكو بتاريخ 31/8/2020م، بشكلٍ رسمي، من قبل إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية للمجلس و د. قدري جميل عضو هيئة رئاسة الحزب ورئيس منصة موسكو.
المذكرة تضمنت تفاهماً على نقاط أساسية تتلخص في:
(سوريا الجديدة، هي سوريا موحدة أرضا وشعباً، وهي دولة ديمقراطية تحقق المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، دستورها ديمقراطي يحقق صيغة متطورة للعلاقة بين اللامركزية التي تضمن ممارسة الشعب لسلطته المباشرة والمركزية في الشؤون الأساسية… الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة السورية… الالتزام بإيجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية في سوريا وفق العهود والمواثيق الدولية والإقرار الدستوري بحقوقهم، وبالحقوق القومية للسريان الأشوريين وجميع المكونات السورية ضمن وحدة سوريا وسيادتها الإقليمية… الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا ضرورة موضوعية وحاجة مجتمعية متعلقة بظروف البلد وحاجات المنطقة التي أنتجتها الأزمة الراهنة، ومن المهم الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية إيجاباً وسلباً، كشكل من أشكال سلطة الشعب في المناطق، ينبغي تطويره على المستوى الوطني العام… الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية العامة التي ينحصر بها حمل السلاح ولا تتدخل بالسياسة. وينبغي أن تكون قوات سورية الديمقراطية، التي أسهمت بشكل جدي في الحرب على الإرهاب وما تزال تعمل على تعزيز العيش المشترك؛ منخرطة ضمن هذه المؤسسة على أساس صيغ وآليات يتم التوافق عليها).
واتفق الطرفان على تعزيز التواصل والتنسيق على المستوى السياسي العام، وعلى مستوى العمل المباشر؛ وأكدا على ضرورة العمل المشترك لضمان إشراك مجلس سوريا الديمقراطية في العملية السياسية بكافة تفاصيلها وعلى رأسها اللجنة الدستورية السورية.
وعقب التوقيع، أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن اجتماع «سيرغي لافروف»، بكل من «قدري جميل» و «إلهام أحمد» في موسكو، وذكرت أن الاجتماع بحث بشكل مفصل القضايا الملحة للتسوية السورية، في سبيل التوصل إلى اتفاق شامل بين الأطراف السورية، على أساس قرار مجلس الأمن /2254/.
ولكن أنقرة بدت منزعجة من ذاك التفاهم واجتماع لافروف مع إلهام أحمد، إذ أصدرت الخارجية التركية بياناً دعت فيه موسكو إلى تجنب خطوات تخدم «أجندات» قوات سوريا الديمقراطية، وعبَّرت عن «قلقها» من استقبال روسيا لوفدٍ مقرب منها على مستوٍ عالٍ، حيث كان في اليوم التالي وفد تركي برئاسة سادات أونال نائب وزير الخارجية قد وصل إلى العاصمة موسكو، للتباحث في الأزمتين السورية والليبية، وأضاف بنداً جديداً على جدول أعماله في لقاءاته مع نظرائه الروس، وهو استقبال موسكو للزعيمة «إلهام أحمد».
ولفت قدري جميل في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط إلى أن «توقيع الاتفاق أملته الظروف الموضوعية جغرافياً لجهة أن العاصمة الروسية مناسبة للطرفين، فضلاً عن الإرادة السياسية التي تعكس تفضيل إنجاز اتفاق من هذا النوع في روسيا، وليس في بلد آخر». وقال إن الجانب الروسي «أعرب عن تأييد وارتياح للاتفاق، ووعد بدعمه»، وقلل جميل من أهمية الاعتراضات التركية على تمثيل المكون الكردي، وقال إن «موسكو والقاهرة ملتزمتان بحضور المنصات المختلفة، ولن يكون بمقدور أنقرة عرقلة ذلك».
هذا، ورغم الرضا الواضح لروسيا من مذكرة التفاهم الموقعة ورعايتها لها وإن بشكلٍ مستتر، ولكنها لا تتوانى منذ سنوات عن إطلاق تصريحات تحذيرية أحياناً عن «إنشاء كيان غير شرعي» أو تصف الإدارة الذاتية بـ «الكيان الانفصالي» وقوات سوريا الديمقراطية بأنها تهدد سيادة سوريا ووحدة أراضيها، تحت تأثير التنازع بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية التي لاتزال تتمتع بسيطرة ونفوذ واسع في مناطق شرق الفرات، لتتهم أمريكا بـ «تقسيم سوريا وانتهاك القانون الدولي».
* جريدة الوحـدة – العدد 322- أيلول 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).