مصر في مواجهة أطماع تركيا جريدة الوحـدة*
خلال جدول أعمال الدورية العادية /154/ لمجلس جامعة الدول العربية، التي انعقدت في 9 أيلول 2020م، عبر الاتصال المرئي في ظل جائحة كورونا، ألقى وزير الخارجية المصري سامح شكري كلمةً، أكد فيها وقوف مصر إلى جانب القضية الفلسطينية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، ودعا للتوقف تماماً عن أي خطوات أحادية من شأنها تقويض فرص إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما تطرق إلى قضايا مَصرية وعربية أخرى، مركزاً على التدخلات التركية في شؤون بلدان عربية، وقال: «رأينا ورصدنا، كما رأى ورصد الجميع، التدخلات التركية المزعزعة لاستقرار ليبيا، والتي تنطوي على ممارسات من شأنها إطالة الصراع، ليس في ليبيا فقط، ولكن في المنطقة بأسرها، ومن ذلك انخراط تركيا الموثق في نقل المرتزقة والعناصر الإرهابية من الأراضي السورية، في مسعى لاستنساخ أوضاع أنشأها التدخل التركي في سوريا على الساحة الليبية، ضاربة بالمواثيق والأعراف الدولية عرض الحائط، سعياً وراء أمل زائف باستعادة ماض لم يحمل لمنطقتنا سوى عدم الاستقرار». وشدد على أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أطماع تركية تتبدى في شمال العراق وسوريا وليبيا بشكل خاص.
وحيال الأزمة السورية أضاف شكري: «التدخلات التركية السافرة – التي يمكن وصفها بحالة الاحتلال – مستمرة في سوريا، ونؤكد هنا مجدداً أنه لا بديل لاستئناف العملية السياسية بها، وصولاً للتسوية السلمية الشاملة، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وعن الاعتداءات التركية على شمال العراق، قال شكري: «نعيد التأكيد على دعمنا الكامل لجمهورية العراق الشقيقة في مواجهة الاعتداءات التركية المستمرة على حدودها، معلنين تضامننا الكامل مع الحكومة العراقية في أي إجراءات تتخذها في مواجهة هذه التدخلات السافرة».
وفي ختام كلمته أكد الوزير شكري على إيمان مصر التام بأهمية تدعيم كافة أطر العمل العربي المشترك والإيمان بأهميتها لمستقبل دول المنظومة العربية.
ويُذكر أن مصر طوّرت علاقاتها مع اليونان وقبرص وثمة تفاهم بينها حول التنقيب عن الغاز في مياه المتوسط، ووقعت مصر اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع اليونان، مما شكل عقبة أساسية أمام أطماع تركيا في التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية في إطار احتلالها للقبرص الشمالية منذ عام 1975م، وأمام محاولاتها لتوسيع نفوذها وتعزيز دورها في شمال أفريقيا وشرق المتوسط.
* جريدة الوحـدة – العدد 322- أيلول 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).