حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) هو حزبٌ كرديٌّ، يؤمنُ بالنضال السلمي والتعددية السياسية في البلاد، ويناضل بالوسائل السلمية المشروعة لينالَ الشعبُ الكرديُّ حقوقَه المشروعةَ في إطار وحدة البلاد، حيث يرى الحزب أن من حق كل شعوب العالم التمتع بحقوقها المشروعة التي أقرّتها مبادئ الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية.
يرفض حزب الوحـدة تدخلَ الدول في شؤون الدول الأخرى، كما يرفض كل شكل من أشكال التدخل في سورية، ويرفض الحزب الارتماء في أحضان المحاور السياسية الخارجية أو التبعية لها، فغاية الحزب هي البحث عن بناء الشخصية الكردية السورية، دون نسيان الاحترام المتبادل مع بقية الأحزاب في الأجزاء الكردستانية الأخرى، كما يرفض الحزب أن يقبض المال السياسي من طرف كردستاني أو من جهة خارجية، لسبب بسيط وواضح، ألا وهو أن كل من يدفع لك المال لا يدفع لسواد عينيك أو حباً بك أو لأنه جمعية خيرية، بل يدفع كي تكون تابعاً له ومردداً خطابه السياسي، وكي تبقى مهمّشاً ومصفّقاً له.
يرى الحزب أن الشعوب العربية والتركية والفارسية والكردية ليست عدوةً لبعضها بعضاً، فما يجمع الشعوب – كل شعوب العالم – يفوق بكثيرٍ ما تقوم به الأنظمة من افتعال الحروب وزراعة الأحقاد والكراهية؛ الشعوب ليست مسؤولةً عن جريرة الأنظمة، و من الإجحاف أن نحمّلَ شعباً جريرة ما اقترفته السلطات التي تتحكم به أو أحد الأحزاب المنتمية إليه.
يرى الحزب أن العدو الأول للبشرية هو الجهل وما يتناسل منه من أمراض، ويؤمن بالحوار بين الشعوب ويفضله على لغة السلاح والعنف ومنطق القوة، ويرى أن كل شعب خدم البشرية حسب طاقاته وإمكانياته.
ليس من عادة حزب الوحـدة محاربة كاتب أو صحفي أو مثقف حتى لو تهجم عليه وعلى سياسته، وفي كل عام يقوم الحزب بتكريم الصحفيين المتميزين، وقد كان هذا التكريم جارياً على قدم وساق حتى الأعوام الأخيرة، وإن خَفَ بريقه الآن لأسباب يعرفها كل متابع لما يجري في سورية.
مصادر الحزب المالية هي الاشتراكات الحزبية والتبرعات المالية السنوية التي يقوم بدفعها رفاق الحزب وأصدقائه ومحبيه.
كل الهيئات الحزبية تُنتخَب، ولا يوجد تعيين في الحزب، والاجتماعات الحزبية شهرية، وكل هيئة حزبية تتخذ قراراتها وفق الصلاحيات الممنوحة لها حسب النظام الداخلي وحين تجتمع تكتب تقاريرها التنظيمية باللغة الكردية.
حزب الوحـدة لا يدّعي امتلاكَ الحقيقةِ كلِّها، ولا يدّعي تمثيل الكُـرد كلهم، حيث يعمل وفق طاقاته وإمكاناته، ولا يملك العصا السحرية كي يَعِد الشعب بتحقيق طموحات ونيل حقوقه بين ليلةٍ وضحاها، وغيره أيضاً لا يملك تلك العصا؛ الظروف الداخلية والإقليمية والدولية أكبر من الجميع، وإذا كان الهروب إلى الماضي مشكلةً، فإن الهروب إلى المستقبل مشكلةٌ أكبر، لقد انتهى المفعول التخديري للشعارات الكبيرة والوعود الخلبية.
أحياناً تصدر من الحزب مواقف أو بيانات تثير دهشة واستغراب كثيرين وربما استهجان البعض، لكن وبعد مدة، ستة أشهر أو سنة أو سنتين، يتّضح أن الموقف الذي اتّخذه الحزب فيه الكثير من الصحة والحقيقة، وفي هذا المجال هناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد ذلك، منها:
١- في منتصف التسعينيات وأثناء الحرب الكردية – الكردية في إقليم كردستان العراق بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، أصدر حزب الوحـدة بياناً، ذكر فيه: إن هذه الحرب هي خسارة للشعب الكردي وقضيته وهي لا تخدم الكرد ويجب أن لا يراق الدم الكردي بسلاح أخيه الكردي، وهذه الحرب هي هدية مجانية لأعداء الكرد… المفارقة أن الاتحاد الوطني الكردستاني حين قرأ البيان قال عن «الوحـدة»: (محسوبٌ على الحزب الديمقراطي الكردستاني) والحزب الديمقراطي الكردستاني حين قرأ البيان عن «الوحـدة»: ( محسوبٌ على الاتحاد الوطني الكردستاني)؛ بعد أكثر من عقدين سيظهر الملا بختيار ليعترف وعلى قناة تلفزيونية إن تلك الحرب كانت خسارة للطرفين وللشعب الكردي وأنه كان يتمنى ألا تتعمق الجراح بين الطرفين.
٢- قال حزب الوحـدة إن مصير النظام السوري هو الزوال، لكن ليس كما تدّعي وتهلل فضائيات (الجزيرة، العربية، الوصال، صفا) وغيرها والتي كانت تعتقد أن مسألة سقوط النظام هي مسألة وقت ليس إلا، أو كما كان يتوهم الكثير من السياسيين الذين كانوا يحللون من خلال اللقاءات الإعلامية أنه وخلال عدة مظاهرات وعدة أشهر سيسقط النظام السوري… من له ذاكرة ستقفز إلى ذاكرته الكثير من تلك الأسماء… قالها سكرتير «الوحـدة»: سورية ليست تونس ومصر وليبيا، الوضع في سورية يختلف عن الوضع في تلك الدول؛ مرّت تسع سنوات، وتم تهجير ملايين المواطنين من ديارهم، وقُتِل وفُقد واعتقل الملايين لدى جهاتٍ عديدة، وترك مئات الآلاف من الطلبة والتلاميذ مقاعد الدراسة، وشهد البلد دماراً شاملاً على كافة الصعد وخسر الكثير من أصحاب المؤهلات والكوادر، ولا يزال الدمار ونزيف الدم مستمرٌ… كم تمنينا أن تكون نظرة الحزب تلك خاطئة، ولم يقع ما حدث.
«الوحـدة» يقف على مسافةٍ واحدة من جميع الأحزاب الكردية والكردستانية، ويرغب أن تتعزز علاقته معها على أساس التعامل بالمثل والاحترام المتبادل، وليس على أساس التبعية وسياسة المحاور.
* جريدة الوحـدة – العدد 322- أيلول 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).