أخبارالقسم العام

قاتـل «أولف بالمـه» لم يكن كرديًـا! جريدة الوحـدة*

بعد /34/ عاماً أماطت الشرطة السويدية اللثام عن نتائج تحقيقاتها في جريمة مقتل السياسي السويدي الشهير «أولف بالمه»-رئيس الوزراء في حينه، والتي أنهتها في مؤتمر صحفي، الأربعاء 10 حزيران 2020م، قال فيه كبير المدعين في القضية كريستر بيترسون: «إن القضية أغلقت لأن المشتبه به الرئيسي، ستيغ إنغستروم، توفي عام 2000م»؛ والذي انتحر عن عمرٍ يناهز /66/ عاماً.

وقال بيترسون: إن إنغستروم، المعروف أيضاً باسم سكانديامانين، لعمله في شركة«سكانديا-Skandia» للتأمين، كان يكره بالمه وسياساته بشدة. كان واحداً من الأشخاص الذين عُثر عليهم في مسرح الجريمة عقب وصول الشرطة واعتبر لفترة وجيزة مشتبهاً به محتملاً.

الراحل بالمه كان من مواليد 1927م وذو خلفية ارستقراطية، انضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1949م، وتدرج في هيئاته إلى أن تزعمه في عام 1969م، وأصبح رئيساً للوزراء بين /1969-1976/، وأُعيد انتخابه في 1982م رئيساً للوزراء، وكان معروفاً بانتقاداته للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، إذ أدان غزو تشيكوسلوفاكيا عام 1968م وقصف فيتنام عام 1972م ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وشجب النظام الفاشي للجنرال فرانكو في إسبانيا، وشن حملة انتقادات لاذعة ضد انتشار الأسلحة النووية، وأقام علاقات رسمية مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكان مناصراً لحق الشعوب في تقرير مصيرها. وكان ذو شعبية بين السويديين، إذ زاد من قوة النقابات العمالية وحسَّن من الرعاية الصحية وأوجه الضمان الاجتماعي، إضافةً إلى إصلاحات سياسية.

وكان دائم الحضور بين شعبه، إلى حد التجوال في السويد أحياناً دون حمايةٍ أمنية، ففي مساء 28 شباط 1986م، خرج مع زوجته إلى مركز ستوكهولم ليحضر فيلماً، إلاّ أنه بعد خروجهما من دار السينما وسيره بين العامة في الشارع، اُستهدف من الخلف بعدة رصاصات، فأُسعف إلى مشفى، لكنه فارق الحياة؛ ولاذ المجرم بالفرار دون أن يتم القبض عليه أو التعرف عليه بشكل مفيد.

في الذكرى الثلاثين لوفاته، قال الممثل الكوميدي يوهانس فينلاوغسون، في برنامجٍ ساخر وناقد لعدم قدرة السويد على فك لغز جريمة مقتله، عبر أثير المحطة الثالثة P3 للإذاعة السويدية: «تركيز التحقيق على حزب العمال الكردستاني (PKK) في العام الأول، كان أكثر إثارةً للسخرية. فعندما يتم النظر عن كثب في هذا الجانب، يتضح تركيز التحقيقات على مكالمة هاتفية مع اثنان من الأكراد كانا يتحدثان عن حفل زفاف، حيث تم تشفير كلمة «حفل زفاف» على أنها كلمة سر تعني «ارتكاب جريمة قتل». يمكن أن يكون ذلك صحيحاً، لكن لماذا يجب اعتبار أولوف بالمه هو المقصود بالزواج».

وبخصوص هذا الجانب، أكدَّ محي الدين شيخ آلي- سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، في العديد من المناسبات والمقالات على أن تركيا كانت تسعى جاهدةً لإلصاق التهمة بالأكراد، إذ قال في كلمةٍ ألقاها أمام مؤتمرٍ دولي حول شمال وشرق سوريا، انعقد في مبنى البرلمان الأوروبي- بلجيكا، يومي 11-12/12/2019م: «حكومة تركيا منفعلة ومتوترة كثيراً، تُجدد عقليتها القديمة وإعلامها القديم المشروخ جداً، مثلما حاول الإعلام التركي إلصاق تهمة اغتيال الخالد أولف بالمه بالأكراد، تتذكرون ذلك جيداً، وحاول الإعلام التركي إلصاق تهمة محاولة اغتيال بابا الفاتيكان بشخصية كردية، ظلماً وبهتاناً، افتراءً وكذباً؛ الإعلام التركي بالأمس واليوم يلعب دوراً سلبياً في تشويه الوعي في شرق المتوسط ولدى عموم شعوب المنطقة والعالم».

ومن جانبه – حسب وسائل إعلام عديدة-علَّق مارتن نجل الراحل أولف بالمه على المؤتمر الصحفي الذي عقدته الشرطة السويدية، قائلاً «إنه أيضاً يرى بأن قاتل والده هو رجل سكانديا ستيغ انغستروم الذي توصلت إليه نتائج التحقيقات الجنائية».

وذكرت وكالة فرات للأنباء في تقرير لها بتاريخ 14 حزيران 2020، بأن أحمد كاراموش الرئيس المشترك للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK وجَّه رسالةً إلى رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن ووزير الداخلية ميخائيل دامبرغ، بخصوص قضية بالمه واتهام الكُـرد بقتله، وأنه قال في بيانٍ له: «يجب على السويد تقديم الاعتذار للكرد. كما يجب أن تعتذر لحركة حرية كردستان. ويجب على الحكومة السويدية أن تنهي صفة «المنظمة الإرهابية» عن حزب العمال الكردستاني PKK، كما يجب على الدول الأوروبية الأخرى أن تفعل الأمر ذاته. هذا هو المطلب الوحيد للشعب الكردي»، موضحاً أنه بعد إعلان الحكومة السويدية حزب PKK منظمة «إرهابية» قامت دول أوروبية أخرى بنفس الشيء، مضيفاً «أن الكرد كانوا ضحايا لسنوات، نريد إنهاء هذا على الفور…»؛ حيث أشار كاراموش، حسب الوكالة، إلى أنه «بعد اغتيال بالمه في السويد، نظروا إلى الجالية الكردية باعتبارها إرهابية وإجرامية. وقد اتُهم المناضلين من أجل الحرية الكردستانية وحزب العمال الكردستاني بأنهم إرهابيون. دفع الكرد ثمناً باهظاً، وتعرضوا لجرائم خطيرة جداً».

التاريخ يكشف زيف ادعاءات الأنظمة المستبدة والناكرة لوجود الشعوب وحقوقها.

* جريدة الوحـدة – العدد 321- آب 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى