“شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية” ترفض “التفاهمات الكردية- الكردية” ومخرجاتها
موقع يك.دم YEK-Dem
12 حزيران 2020م
منذ أن أطلق الجنرال مظلوم عبدي القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مبادرته لوحـدة الصف الكردي وتفاعل عموم الكُـرد السوريين معها بإيجابية، بدأت الأصوات النشاز وأصحاب العقول الشوفينية في الوسط العربي – موالاة أم معارضة – بالظهور ورفض أي تبلور وتطور للحضور والوجود الكردي في سوريا، بدفعٍ من أنقرة – أردوغان، خاصةً بُعيد إعلان التحالف الدولي المناهض للإرهاب دعمه لها وتواصل أمريكا عبر السفير ويليام روباك مع جميع الأطراف الكردية في سوريا ورعايته للحوارات الكردية- الكردية التي توِّجت بإصدار مشترك بين (المجلس الوطني الكردي، أحزاب الوحـدة الوطنية الكردية) بتاريخ 16 حزيران 2020م.
قبل أن تظهر أية نتائج عن تلك الحوارات، سوى تسريبات وتكهنات من هنا وهناك، انبرى أناس سموا أنفسهم بـ “شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية”، في 7 حزيران 2020م، إلى إصدار “بيان إلى الرأي العام” معنون “بخصوص تفاهمات الأحزاب الكردية على مستقبل الجزيرة السورية”، وصل أعداد الموقعين عليه إلى أكثر من /836/، الكثير منهم ليسوا من أبناء المنطقية الشرقية في سوريا، وكان بينهم شخصيات معروفة (رياض حجاب قيادي بعثي ورئيس وزراء سابق، برهان غليون، سمير نشار، أحمد طعمة…) وكُـرد موالين لتركيا يُعدَّدون على أصابع اليد، والبعض انسحب أو أعلن عدم علمه بإدراج اسمه.
جاء في البيان المذكور: “تشير المعلومات المسربة عن التفاهمات ما بين المجلس الوطني الكردي وميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي إلى توافق ما بين الطرفين على إبقاء الإدارة الذاتية – المفروضة بالقوة على السوريين – كحالة أمر واقع، من أجل تطويرها إلى فيدرالية أو حكم ذاتي يهدد وحدة سورية؛ وعلى الاحتفاظ بالقوات العسكرية والأمنية الكردية لـPYD – YPG مع إشراك – لم يحسم مقداره – لقوات بشمركة روج آفا، وعلى ضمان ذلك مع امتيازاتٍ أخرى في الدستور… ونظراً لتعرض هذه التفاهمات لقضايا مصيرية، تمس بشكل عام مصالح الشعب السوري، وتهدد بشكل خاص وجود باقي مكونات المنطقة، وأمنهم، وعيشهم المشترك… نحن الموقعين نستنكر هذه التفاهمات ونرفض مخرجاتها، ونؤكد استحالة فرض أي اتفاق – على أرض سورية – لا يقبل به السوريون “، وذلك بمنطق القطيعة مع الإدارة الذاتية القائمة ومؤسساتها، وتماشياً مع الإملاءات التركية وأجندات تنظيم الإخوان المسلمين.
وقد جاءت ردود الكُـرد بجميع أطرافهم السياسية ونشطائهم على صفحات التواصل الاجتماعي بإدانة مضمون البيان من تقييم خاطئ ومجحف للحوارات الكردية- الكردية واستناده إلى تسريبات وتكهنات غير صحيحة، وعدم اعترافه بحقوقهم أو بالإدارة الذاتية القائمة، إلى جانب انتقادات صريحة من كتَّاب ومثقفين سوريين.
ومن بينها، تصريح مشترك للحزبين (التقدمي الديمقراطي الكردي في سوريا، الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا)، بتاريخ 10 حزيران، جاء فيه: “الغريب في الأمر أن أصحاب هذا البيان والذين يتباكون على وحدة سوريا وسلامتها كان ينبغي عليهم أن يرسلوا رسائل اطمئنان إلى كافة مكونات الشعب السوري، بدلاً من أن يزرعوا بذور الفتنة بين المكونات، لتأليب الرأي العام العربي السوري ضد الكرد، واتهامهم بالانفصال وغيرها من التهم التي باتت معروفة للقاصي والداني والرأي العام الرسمي والشعبي، هذه التهم التي زرعتها العقلية الشوفينية البعثية في عقول البعض من السوريين. ويبدو أن الذين يدعون بأنهم معارضون ويسعون إلى بناء نظام ديمقراطي في البلاد لا زالوا ينهلون من ذلك المنهل نفسه”. وأضاف “إن هذا البيان تعبير سافر عن إرادة الدولة التركية التي تحتل أجزاء واسعة من بلادنا، ولا يخجل الموقعون على البيان من احتلال تركيا لبلادهم، وإرسال أبناء سوريا الى ساحات القتال كمرتزقه الى ليبيا. وبات همهم وشغلهم الشاغل اتهام الكرد بالانفصال وغيرها من التهم الباطلة”، وعبَّر الحزبان عن إدانتهما الشديدة لـ “مثل هذه النبرة العدائية التي تعتبر شكلاً من الاستعلاء القومي، والنزعة الشوفينية تجاه الشعب الكردي…”، وأهابا “بأبناء المنطقة الشرقية التحلي باليقظة والحذر حيال هذه الدسائس، وعدم الانجرار وراءها، ووأدها في مهدها”، كما ناشدا “كافة القوى الوطنية والديمقراطية اتخاذ موقف حيال هؤلاء الذين يسيئون للعلاقات والنسيج الاجتماعي والوطني السوري”.
ومن جهتها قالت /76/ منظمة حقوقية ومدنية كردية وسورية، بينها (المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا، مركز ليكولين للدراسات والأبحاث القانونية، المركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية…)، في بيان إلى الرأي العام بتاريخ 10 حزيران: لقد حاول من عمل على صياغة هذا البيان- شخصيات وتشكيلات سورية في المنطقة الشرقية- ضرب اللحمة الوطنية عميقاً، عبر بث خطاب عدائي يحض على الكراهية بين أبناء البلد الواحد، ويدفع إلى استطالة أمد الحرب المدمرة، وإلى المزيد من التمزق في النسيج السوري، من خلال فزاعة التقسيم التي أضحت المفردة الأكثر ابتذالاً لكل من تسول نفسه في تسويق مشاريعه المشبوهة”، وأكدت على أنه “حقيقةً يهدف إلى ضرب التماسك المجتمعي ومرتكزات السلم الأهلي في عموم سوريا”. وأضافت “نحمّل من عمل على صياغة البيان ومن عملوا على إعادة نشره في العديد من مواقع شبكة التواصل الاجتماعي ومن لم يبادر بنفي توقيعه، مسؤولية خلق وتأجيج صراعات لطالما تم تحاشيها من قبل مكونات المنطقة على امتداد سنوات الحرب العشر، نافخين في نار الفتنة التي لم يتح لها أن تجد التسلل المرهون عليه إلى النسيج المجتمعي المتآخي”.
كما أصدر حزب الاتحاد السرياني توضيحاً إلى الرأي العام في 9 حزيران، مؤكداً على موقفه الداعم للحوار بين الأطراف الكردية، وأفاد أن بيان “شخصيات وتشكيلات سورية…” يسعى إلى بث الفتنة بين المكونات وخلق حالة لا استقرار، ويُعتبر استمراراً لأشكال الحرب ضد الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا وضد أي خطوات إيجابية نحو الحل السياسي في سوريا.