بعد عامين من النزوح عن الديار، والدان وطفلتهما استشهدوا بقصف تركي على المدنيين
جريدة الوحـدة*
خوشناف /22/ عاماً وشقيقته خناف /20/ عاماً في بلاد المهجر ألمانيا، حاولا كثيراً لم شمل عائلتهما بعد المصاب الكبير الذي وقع على عفرين، ولكن الإجراءات البيروقراطية الشديدة منعت والديهما وشقيقتهما من اللجوء إلى جوارهما، الذين اضطروا للبقاء في مكان نزوحهم (قرية آقئُبيه- شيروا بريف حلب الشمالي)، إبان العدوان التركي على المنطقة، وهم بشوق كبير للعودة إلى ديارهم.
جاء وقع الخبر على «خوشناف و خناف» كالصاعقة، وكانا ينتظران إلى الصباح إخراج والديهما (حسن حاج عزت محمد /55/ عاماً من قرية بريمجة- معبطلي، فاطمة أحمد علي /46/ عاماً من بلدة بعدينا) وشقيقتهما (سيروشت حسن محمد /12/ عاماً) أحياءً من تحت أنقاض منزلٍ في «آقئُبيه» استهدفته المدفعية التركية بقذائف عديدة، والتي أدت لجرح ثلاثة مدنيين آخرين، واستمرت طوال ليلة الثلاثاء 25 شباط، فمنعت فرق الإنقاذ من العمل وانتشال الجثامين إلى الفجر؛ كان هول الجريمة فظيعاً، إذ فارق الثلاثةُ حياتهم تحت سقفٍ منهار.
كانت أسرة الفقيد تعيش حياةً طبيعية هنية في عفرين، حيث أن الشهيد حسن التزم بقضية شعبه الكردي منذ ريعان شبابه، فتم فصله من معهد المعلمين بحلب (صف خاص) الذي دخله بعد نيل الشهادة الثانوية بتهمة (خطر على أمن الدولة)، كما أن الفقيدة فاطمة انتسبت إلى صفوف حزب الوحـدة (يكيتي) عام 1991م، لتناضل دفاعاً عن حقوق المرأة وقضية الكُـرد في سوريا، إلى أن تركت التنظيم الحزبي عام 1996م، بسبب التزاماتها الأسرية والتفرغ لعملها الوظيفي كخريجة عن «مدرسة التمريض العام»، إذ عملت في مستوصفات «بعدينا و عفرين و نبل»، وعُرفت بإخلاصها في العمل، وبقيت مناصرة للمبادئ التي آمنت بها إلى آخر يومٍ في حياتها، أما «سيروشت» فراشة الوالدين «حسن و فاطمة» كانت تشع بالحيوية والحنان، وهي تلميذة مدرسةٍ ابتدائية.
بمراسم لائقة تم تشييع جثامين الشهداء الثلاثة إلى جانب جثمان المواطنة الكردية (أمونة منصور عمر /40/ عاماً) التي استشهدت إثر قصف تركي على قرية «كالوته»- شيروا أيضاً، في 27 شباط، من قبل مؤسسة عوائل الشهداء- الإدارة الذاتية في مناطق الشهباء وشيروا- شمال حلب، ووريت الثرى في مقبرة الشهداء- فافين، بحضور حشدٍ جماهيري، وسط صرخات التنديد بجرائم الاحتلال التركي ومرتزقته.
نتقدّم إلى أهالي الشهداء ومحبيهم بأحرّ التعازي، متمنين لهم الصبر والسلوان.