التحالف الوطني الكردي: تصريحات الرئيس السوري لا تصب في خدمة الحوار السوري السوري, وكانت رسالة خاطئة للنظام التركي
بلاغ

عقدت الهيئة التنفيذية للتحالف الوطني الكردي في سوريا (Hevbendî) اجتماعاً اعتيادياً لمناقشة آخر المستجدات على الساحتين القومية والوطنية, وكذلك التباحث في الوضع التنظيمي للتحالف.
حيث تم التأكيد على أهمية بذل كل أشكال النضال في التصدي للاحتلال التركي لمناطق واسعة من الشمال السوري ولا سيما عفرين و كري سبي و سري كانيه, والتي يتعرض سكانها لأبشع أنواع التنكيل والاضطهاد على يد قوات الاحتلال ومرتزقته, وبغطاء سياسي من الائتلاف السوري, ولعل أخطر تلك الممارسات هي المشروع العنصري الساعي إلى إحداث تغيير ديمغرافي فيها بتغيير طابعها القومي.
كما توقف الاجتماع على تطورات الأوضاع في إدلب في ظل الاقتتال الدامي بين قوات النظام السوري وبدعم روسي وبين قوات المعارضة وبدعم تركي, الأمر الذي خلق أزمة حادة بين أطراف الصراع فيها ولا سيما روسيا وتركيا, واللتان توصلتا لتفاهم مبدئي في موسكو يقضي بوقف اطلاق النار وإبعاد الطريق الدولي M4 عن العمليات العسكرية, ومحاربة الإرهاب… حيث اعتبر الاجتماع هذا التفاهم ولا غيره لن يحقق أية حلول ملموسة, فالحلول العسكرية أثبتت فشلها على تحقيق أهدافها طيلة سنوات الأزمة السورية, فلا بدّ من حلً سياسي شامل بمشاركة مختلف المكونات الوطنية السورية.
وفي الوقت الذي يتوجب فيه على الجميع الوقوف بمسؤولية وكل من موقعه للتعامل مع هذه التطورات الخطيرة والمتسارعة, ولا سيما الاحتلال التركي, ومسألة الإرهاب, والواقع الإنساني المأساوي للسوريين أطلق رئيس النظام السوري جملة من التصاريح, التي لا تصب في خدمة الحوار السوري السوري, ويفقد الثقة بين المكونات السورية “القومية والدينية والسياسية”, ولعلها كانت رسالة خاطئة للنظام التركي كمحاولة لاسترضائه من خلال التلاقي في السلوك العدائي تجاه الشعب الكردي في سوريا, هذا الشعب الأصيل والعريق في سوريا, والذي تثبت آثاره التاريخية قبل تاريخه الوطني في بناء سوريا الحديثة على مدى فداحة مثل هذه التصريحات اللامسؤولة.
كما جدد التحالف موقفه الداعم والمساند لمبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الهادفة لترتيب البيت الكردي وتحقيق المصالحة الكردية, وبالتالي العمل بالسرعة الممكنة على تشكيل مرجعية سياسية كردية شاملة تمثل تطلعات شعبنا الكردي في مختلف المحافل الوطنية والدولية, وتناضل جنباً إلى جنب مع القوى الوطنية الديمقراطية للوصول إلى حل وطني, يكون المدخل لصياغة دستور توافقي يقرّ بحقوق شعبنا الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية, وكذلك حقوق سائر المكونات الوطنية في بلدٍ ديمقراطي برلماني تعددي لامركزي.
كما تم الوقوف على الواقع الخدمي, وضرورة تلبية الإدارة الذاتية لمطالب المواطنين من خلال تحسين الحياة المعيشية, ومعالجة المشاكل الخدمية بأسرع وقت, ومكافحة ظاهرة البيروقراطية, والفساد والمحسوبيات.
وفي الشأن التنظيمي فقد تم مناقشة آليات من شأنها تفعيل التحالف تنظيمياً وسياسياً, ولأخذ دوره المأمول في الشارع الكردي والوطني, انطلاقاً من المبادئ التي تأسس عليها.
قامشلو 6 / آذار / 2020م
الهيئة التنفيذية
للتحالف الوطني الكردي في سوريا (Hevbendî)