عفرين تحت الاحتلال (323): استشهاد مدني واعتداء على آخر، اعتقال تعسفي، سرقات وانتهاكات متفرقة، مقتل عنصرين
في سياق الاحتلال التركي المستمرّ، تواصل المؤسسات الدينية التركية رعايتها للأنشطة الدينية المكثّفة التي تشهدها المنطقة منذ عام 2018م؛ ففي 23 نيسان الماضي، زار وفدٌ رسمي برئاسة نائبي والي هاتاي التركية “منسقَي منطقة غصن الزيتون- إبراهيم غونش İbrahim GÜNEŞ وأمين قايماق Emin KAYMAK” مدينة عفرين للاطلاع على واقع التعليم في روضات “براعم الجنة” و”توزيع هدايا ومبالغ مالية للأطفال” و “تكريم المعلمات”؛ وفي 27 نيسان، زار وفدٌ من إفتاء أنطاليا التركية المدينة للاطلاع على “حلقات تحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث”، وقام “بتوزيع الهدايا على الطلاب والطالبات” و”تكريم الكوادر التعليمية”!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= استشهاد مدني:
يوم الإثنين 5/5/2025م، تعرّض المواطن “محمد ديب عبدو محمد/ديبو عبدو ديبو /68/ عاماً” من أهالي قرية “باسليه/باصلحايا”- جبل ليلون لانفجار لغمٍ أرضي من بقايا ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري”، أثناء عملية تنظيف حقل زيتون له من الألغام من قبل خبير نزع ألغام على نفقته، فأدى إلى إصابته بجروح بليغة ونزيف حاد، وتوفي لدى إسعافه إلى مشفى بحلب؛ الشهيد ديبو كان نازحاً إلى قرية “آقئبيه/عقيبة” المجاورة، حيث أهالي قرية “باسليه” ممنوعين من العودة إلى قريتهم، لأن الجيش التركي استحلّها وبنى فيها قاعدة عسكرية منذ عام 2018م.
= الاعتداء على مدني:
مساء الجمعة 2/5/2025م، لدى وصول الشاب “محمد محمد جبر” إلى قرية “شوربه” – مابتا/معبطلي، قادماً من بلدته ميدانكي، بقصد القيام بعمله في مجال توزيع شبكة الانترنت، خرج مسلّحون من مقرّ لميليشيات “فرقة الحمزات” وأوقفوه واعتدوا عليه بالضرب بغية ابتزازه؛ وقد تجنّب “جبر” تقديم شكوى لدى جهاز الأمن العام خوفاً من اعتداءات لاحقة.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 25/4/2025م، حاجز الأمن العام في مفرق مدينة أعزاز على طريق حلب – عفرين، اعتقل المواطن “وليد محمد محمد /52/ عاماً” من أهالي قرية “سعرنجكه”- شرّا/شرّان، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية، أثناء عودته إلى حلب من أول زيارةٍ له إلى قريته في ذاك اليوم منذ عام 2018م، وأُطلق سراحه في 6/5/2025م.
= السرقات:
– في 6/5/2025م، قام مسلّحان ملثمان يستقلان دراجة نارية بتشليح وسرقة جهازي هاتف جوّال ومبالغ مالية من شابين كانا يعملان ضمن حقل زيتون قرب مفرق قرية “قاسم” على طريق راجو – زركا، وهما من أهالي قرية “كيلا” – بلبل القريبة من الموقع.
– في قرية “تلف” جنوب غرب مدينة عفرين، بتاريخ 3/5/2025م، قام لصوص مسلّحون بسرقة مجموعة طاقة كهرضوئية (لوحات وأنفرتر وبطارية) من منزل المواطنة “نازلية مصطفى” أرملة المرحوم خليل عبدي، أثناء غيابها عن البيت؛ وبتاريخ 7/5/2025م، لصوص آخرون سرقوا لواقط أنترنت عدد/2/ من منزلين في القرية.
– جموع من المستقدمين يقومون بسرقة الورق من كروم العنب العائدة لأهالي قرى “زركا، كيلا، كُريه” المتجاورة في ناحيتي راجو وبلبل، في وادي جرقا وسهل سدّ عشونه، حيث يقوم المسلّحون باستطلاع الحقول نهاراً، وأحياناً ينتحلون صفة الأمن العام؛ على سبيل المثال، دخل مسلّحان ملثمان يستقلان دراجة نارية وينتحلان صفة الأمن العام إلى كرم عنب عائد للمواطن “محمد ميمو” في قرية “كيلا”، وحاولا سرقة ما تيسر لهما، إلّا أنّ شقيقة “ميمو” التي كانت برفقته بدأت بالصراخ، فاضطّر المسلّحان للرحيل.
= انتهاكات أخرى:
– مساء الجمعة 26/4/2025م، لدى اعتراض بعض أصحاب حقول الزيتون من أهالي بلدة “ميدان أكبس” – راجو، من بينهم مختار البلدة، على رعي قطعان الماشية بين الأشجار، قام الرعاة المسلّحين المنتمين لميليشيات “فيلق الشام” بإطلاق الرصاص نحوهم وتهديدهم.
– بتاريخ 30/4/2025م، بعد أن ذهب مختار قرية “بليلكو”- راجو المواطن “محمد حسين” برفقة قريبه “شيخو محو” وعامل من المستقدمين، إلى كرم عنب عائد له قرب قرية “خراب سلوك” المجاورة، وجدوا قطيع من الماشية يرعى ضمنه، فحاولوا إبعاده، إلّا أنّ صاحب الماشية المدعو “إبراهيم ناصر/ أبو مثنى” من المستقدمين ومن معه اعتدوا عليهم، وشارك فيه أفراد آخرين من أقرباء “أبو مثنى”، فوقعت مشاجرة بين الطرفين، وأدت إلى إصابة البعض بجروح ورضوض.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 27/4/2025م، اكتشف مقتل عنصرين من ميليشيات “فرقة المعتصم” داخل مبنى “فيلا” في قرية “جومكه” شرقي مدينة عفرين، الذي كان مقرّاً عسكرياً للفرقة منذ عام 2018م؛ وسارع بعض الجهات والأشخاص إلى اتهام قوات سوريا الديمقراطية بالعملية، في محاولةٍ لتشويه سمعتها وخلق فتنةٍ بين العرب والكُـرد وإفشال الاتفاقية الموقعة بين الرئيس أحمد الشرع والقائد مظلوم عبدي، ولكنّ وكالة سانا الرسمية نقلت عن مديرية الأمن العام في حلب أنها “بعد أقل من 12 ساعة من اكتشاف حادثة قتل عنصرين من الجيش العربي السوري في عفرين” كشفت ملابسات الحادثة وألقت القبض على القاتل، و”أنّ سبب الحادثة يعود لخلاف شخصي بين عناصر المجموعة، ولا يوجد أي ارتباطات خارجية”.
هذا، ولازال الوضع في ظل الاحتلال التركي غير آمن، معظم الانتهاكات والجرائم المرتكبة لا تسجل ولا تُجرى فيها تحقيقات نزيهة من قبل السلطات العديدة القائمة، والفاعلون يفلتون من العقاب بسهولة، وبإمكان مسلّح ما أن يبتز ويهدد سكّان قرية بأكملها.
10/05/2025م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– زيارة وفد رسمي برئاسة نائبي والي هاتاي التركية إلى عفرين، 23/4/2025م.
– زيارة وفد من إفتاء أنطاليا التركية إلى عفرين، 27/4/2025م.
– الشهيد “محمد ديب عبدو محمد”.
==========
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: