رحيل السياسي الوطني السوري البارز محمد عبد المجيد منجونة جريدة الوحـدة*
غادر الحياة، والوطن الذي أحبه وناضل من أجله يعيش أحلك الظروف، ولا يزال شعبه يئن تحت وطأة مآسيه؛ وهو الذي نبه إلى أن انزلاق «الثورة» إلى الخيار العسكري سيقود البلد إلى الكارثة، والذي قال في حوارٍ له مع «زمان الوصل» بتاريخ 24 كانون الأول 2012: «ندعو كل الوطنيين الشرفاء للتمسك بهذا النهج- الحل السياسي- حفاظاً على ما تبقى من سوريا، ولوقف نزيف الدم المستمر والتشريد والدمار… نحن نناضل من أجل سوريا المدنية الديمقراطية التعددية البرلمانية والعدالة الاجتماعية وهذا التوجه يستدعي منا أن نخرج بعقولنا ونتعالى عن الأنا وندع الكل يعمل لبناء الدولة والإنسان…».
لقد رحل المحامي محمد عبد المجيد منجونة يوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2020م، وهو من مواليد حلب عام 1937م، وكان ناشطاً سياسياً منذ أيام شبابه، شغل منصب وزير عام 1972، وانسحب من الوزارة بقرار من حزبه، وقد تعرض للاعتقال السياسي بين عامي 1980- 1990م، فعاد إلى عمله السياسي بعد الإفراج عنه، حيث شغل منصب الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا، وعضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي.
وقد نعى المكتب السياسي لحزبه، قائلاً: «خسرت سورية، أحد أبنائها الأبرار الأخ المحامي محمد عبد المجيد منجونه، القامة الوطنية الذي تفرد بالنضال طوال حياته في مواجهة الفساد والاستبداد، مدافعاً عن حقوق المظلومين في العمل النقابي وفي المحاكم المتنوعة، ممسكاً بالثوابت التي تربى عليها وزرعها بين رفاق دربه…».
ظل الفقيد متمسكاً بالنضال السلمي الديمقراطي، رافضاً العنف والتدخل الخارجي، ودعا للحل السياسي للأزمة السورية مراراً، وبقي في مدينته حلب إلى آخر يومٍ من حياته، متابعاً عمله باقتدار، لطالما اتسم بالعقلانية والاتزان.
كان من الأسماء البارزة في نشاطات «ربيع دمشق» ومساهماً في تأسيس «إعلان دمشق» عن طريق حزبه، ومؤسساً لمنتدى «عبد الرحمن الكواكبي» في حلب والذي أغلق في 2002م كمعظم المنتديات.
هذا وبعث محي الدين شيخ آلي- سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا برقية عزاء، في30 كانون الثاني 2020م، فيما يلي نصها:
«الأخ الأستاذ حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي …
الأخ الأستاذ أحمد العسراوي الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في سوريا…
الإخوة أعضاء قيادة الحزب…
نشارككم الحزن والأسى برحيل الأخ الفاضل الأستاذ محمد عبد المجيد منجونة أحد أبرز رموز النضال في الداخل السوري دفاعاً عن قضايا الشعب ونبذ العنف والرهان على الخارج، فكان موضع احترام الجميع.
نيابةً عن حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا وجميع أعضائه ومؤازريه أتقدم منكم ومن خلالكم إلى ذوي الفقيد الكبير وجميع أصدقائه ومحبيه بأخلص التعازي، راجين لكم الصبر والسلوان.».
وُري جثمان الراحل في مقبرةٍ بحلب، بحضور حشدٍ من محبيه، وقد نعاه ناشطون على صفحات التواصل الاجتماعي وشخصيات وطنية وأحزاب وأطر سياسية، وقدّموا التعازي لعائلته وأصدقائه وحزبه وللشعب السوري الذي فقد ابناً باراً، وطنياً ومخلصاً لبلده سوريا.
- جريدة الوحـدة – العدد 316 – كانون الثاني 2020 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).