أخبارالقسم العام

بانوراما المواقف: عدوان تركي على الكُـرد وسوريا بمسحةٍ دينية إسلامية… إدانات عربية ودولية واسعة

موقع يك.دم (YEK-DEM)

10 تشرين الأول 2019

شنّ الجيش التركي في الساعة الرابعة بتوقيت دمشق من عصر الأربعاء 9 تشرين الأول 2019 عدواناً على شمال وشرق سوريا، بدءاً من كوباني إلى تل أبيض وسري كانيه، مروراً بالدرباسية وقامشلو، وصولاً إلى عين ديوار، بقصفٍ مكثف من الطيران الحربي الذي انطلق من مطاري ديار بكر وأنجرليك العسكريين وبالمدفعية الثقيلة على مواقع مدنية وعسكرية (181 هدفاً حسب وزارة الدفاع التركية)، أدى إلى وقوع أضرارٍ مادية وضحايا شهداء (5 مدنيين، 3 عسكريين) وعشرات الجرحى ونزوح عشرات الآلاف من السكان؛ ولدى محاولة القوات الغازية بالدخول براً في الليل تصدت لها قوات سوريا الديمقراطية ببسالة، ودمرت لها أربع دبابات.

ذلك بعد حملات إعلامية واسعة وتحشدات عسكرية مكثفة ونقل مجاميع من ميليشيات سورية إرهابية متطرفة لمساندة الجيش التركي، وبمختلف صنوف الأسلحة، وباستنفار كامل أركان وإمكانات الدولة، وبقيادةٍ مباشرة من اجتماعٍ تنسيقي في المجمع الرئاسي بأنقرة (الذي ترأسه رجب طيب أردوغان، بحضور رئيس البرلمان ووزير الدفاع ووزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات ورئيس أركان الجيش وغيرهم)، وقد أعلن أردوغان حملته العسكرية بسلسلة من التغريدات، بالتزامن مع إعلان وزارة الدفاع بدء العملية تحت مسمى (نبع السلام)، حيث قال: “أقبل كافة أفراد الجيش المحمدي”، وأطلق مغردين أتراك هاشتاغ “المحمديون”، كما أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية أنها أبلغت جميع المساجد في تركيا بقراءة “سورة الفتح” بعد صلاة فجر الخميس 10 تشرين الأول، والتي رددها الجنود الأتراك وعناصر الميليشيات أثناء نقلهم بالحافلات، نفس الخطوة التي شهدتها تركيا قبيل عدوانها على عفرين بداية 2018م، وقال شيخٌ مقرّب من أردوغان “متين بالكان لوكلو” في خطبة الجمعة الماضية لجنود أتراك “لا تتركوا كردي مصاب، اقتلوهم فوراً، لا تدعوهم يعيشون في الجبال أو في المدن أو الوديان، اقتلوهم للتقرب من الله”، وعنونت صحيفة “يني أكيت” الإسلامية الأصولية والمؤيدة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، صدرها بـ “أخبروا الكفار أن جيش محمد قادم”…. أي أن الغزو التركي ضد الكُـرد وسوريا يتم بمسحةٍ جهادية دينية إسلامية ضد منطقةٍ آمنة، غالبية سكانها من المسلمين، لأجل إحلال سفك دماء أبنائها؛ حيث أن خطاب الكراهية المعتمد لدى تركيا- العدالة والتنمية وحلفائها تنظيمات الإسلام الساسي في العداء ضد الكُـرد عموماً لم يخلو يوماً من تُهم (الكفار والملاحدة).

هذا وقد نال العدوان التركي إدانات دولية واسعة، وستُعقد اليوم جلسةً طارئة لمجلس الأمن الدولي بطلب من بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة بصدده، وستعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية يوم السبت المقبل لبحث “العدوان التركي” على الأراضي السورية.

= الداخل التركي:

كان قد وافق البرلمان التركي في وقتٍ سابق على تمديد بقاء الجيش التركي في العراق وسوريا، بجميع كتله الموالية والمعارضة، عدا نواب حزب الشعوب الديمقراطي HDP الذي أدان بدء العملية العسكرية التركية، وجاء في بيانه “ندين بحزم هذا الهجوم الذي يستهدف الشعب الكردي والديمقراطية في تركيا… والذي شنته السلطات من أجل مستقبلها السياسي، يعتبر كذلك اعتداء على الشعوب التي تقطن المناطق الحدودية، وخاصة الإيزيديين والتركمان والأرمن والأشوريين والعرب “؛ بينما غرَّد كل من عبد الله غول و أحمد داوود أوغلو و كمال كليتشدار أوغلو بـ “نجاح جنود تركيا في قتالهم وعودتهم بأمان”، في تأييد واضح للعملية التركية إلى جانب مواقف الحركة القومية MHP المؤيدة.

= قطر:

بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع الرئيس التركي في مكالمة هاتفي، آخر تطورات الوضع في سوريا.

= الائتلاف السوري المعارض:

قال في بيان صحفي، “يدعم الائتلاف الجيش الوطني ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان في جهودها، ويؤكد استعداد الجيش الوطني للتعاون والعمل المشترك مع الأشقاء في تركيا”، وأكد أنه “وجَّه الحكومة السورية المؤقتة للاستعداد للعمل في أي منطقة يتم تحريرها، وبذل كامل الجهود لتشكيل مجالس محلية”، مُبدياً سعيه المتواصل لإنهاء (سلطة ألأمر الواقع)، مسمياً قوات “قسد” بالإرهابيين، في إشارة إلى تعاونها وتوافقها الكامل مع تركيا لاحتلال مناطق شمال وشرق سوريا. ومن جهتها أعلنت ما تسمى بـ “هيئة الأركان العامة للجيش الوطني السوري” مشاركتها رسمياً مع الجيش التركي في العدوان على شمال وشرق سوريا.

=روسيا:

دعت روسيا إلى عدم “تقويض التسوية السلمية” للنزاع في سوريا، وقالت أنها لم تُبلغ بانسحاب وحدات من الجيش التركي من بعض مناطق شمال وشرق يوريا.

= إيران:

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني تركيا إلى ضبط النفس وتجنب أي عمل عسكري في شمال سوريا، وينبغي اتباع مسار سليم لإزالة مخاوفها. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعربت عن معارضة طهران لأي عمليات عسكرية تركية محتملة في شرق الفرات، وقالت سينجم عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة.

= أمريكا:

كتب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام المعروف بدعمه للرئيس دونالد ترامب: “لنصلي من أجل حلفائنا الأكراد الذين تم التخلي عنهم بشكل معيب من قبل إدارة ترامب”، مضيفاً: “سأقوم بكل الجهود في الكونغرس لجعل أردوغان يدفع الثمن غاليا جداً”. وخاطب تركيا قائلاً: “ليس لديكِ الضوء الأخضر لدخول شمال سوريا… هناك معارضة كبيرة من الحزبين في الكونغرس، وهو ما يجب أن تروه كخطّ أحمر لا يجب تجاوزه”، وأضاف: “إذا كنتم تريدون تدمير ما تبقى من علاقة هشة، فإن الغزو العسكري لسوريا سيؤدي المهمة”.

في وقتٍ صدرت فيه مواقف متناقضة من الإدارة الأمريكية، ولكنها أفضت في النهاية إلى انسحاب وحدات من الجيش الأمريكي في مناطق قرب الشريط الحدودي، في 7 تشرين الأول، بعد اتصال هاتفي مباشر بين ترامب وأردوغان، وبالتالي السماح لتركيا بتنفيذ عدوانها. وحاول الرئيس دونالد ترامب مراراً تبرير موقفه المختلف عن الكثيرين في الأوساط السياسية والسلطات الأمريكية، حيث لم يبدي معارضةً لهجوم تركيا، بينما حذَّرها من تخطي (الحدود) التي لم تُكشف معالمها علناً.

ومن جهتها عارضت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية ووصفته بـ “الطائش والخطير”، وأنه يشكل خيانةً تجاه الحلفاء الأكراد، وشددت بيلوسي على أن “هذا القرار يمثل تهديدا خطيراً بالنسبة إلى الأمن والاستقرار الإقليميين، كما يوجه رسالة خطيرة إلى كل من إيران وروسيا وكذلك إلى حلفائنا مفادها أن الولايات المتحدة لم تعد شريكا جدير بالثقة”.

ورغم معارضة البنتاغون أيضاً وإعلانه إخراج تركيا من “ترتيب المهام الجوية” بسوريا، إلا أن قرار ترمب بات ساري المفعول، وبدأت العمليات القتالية التركية من الجو أولاً.

وأعلن السيناتور الديمقراطي الأمريكي، كريس فان هولن، أن مشرعين من كلا حزبي الكونغرس ينجزون العمل على مشروع قانون يفرض عقوبات على تركيا، بسبب عمليتها الجديدة في سوريا ضد الأكراد. وقال فان هولن، في تغريدة: “لا بد من أن تدفع تركيا ثمنا كبيراً لمهاجمة شركائنا الأكراد السوريين”.

= أوروبا:

  • الاتحاد الأوربي

طالب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركيا بوقف حملتها العسكرية، مؤكداً أن الاتحاد لن يدفع أموالاً لإقامة ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” في شمال سوريا، وداعياً الجهات الفاعلة لضبط النفس، قائلاً: “سيؤدي التوغل إلى تفاقم معاناة المدنيين. وهذا أمر لا يمكن أن تصفه الكلمات”.

وجاء في بيان رسمي صادر عن الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني: “الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا لإنهاء العملية العسكرية، وإن الاشتباكات الجديدة شمال شرقي سوريا ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها”، وأضافت “يجب إنهاء مخاوف تركيا الأمنية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية المتوافقة مع القانون الدولي، وليس عبر الحلّ العسكري”.

  • ألمانيا

أدان وزير الخارجية هايكو ماس بشدة الهجوم التركي، وقال في بيان: “تركيا تخاطر عمداً بزعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر وعودة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من خلال هجومها على شمال شرق سوريا… إن الهجوم سيسفر عنه كارثة إنسانية أخرى وموجة نزوح وهروب جديدة”، مطالباً تركيا بوقف عمليتها.

  • فرنسا

أعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية أن فرنسا تدين بشدة الهجوم التركي؛ وكانت الرئاسة الفرنسية قد أكدت أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب عن قلقه الشديد من العلمية التركية، وذكر مكتبه أنه التقى يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول السيدة جيهان أحمد المتحدثة باسم قوات “قسد” للتعبير عن تضامن باريس معها.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي أدوار فيليب قد أكد على “ضرورة الحفاظ على قوات سوريا الديموقراطية”، معرباً عن القلق بسبب تهديدات تركيا بشن هجوم على شمال شرق سوريا”، وأضاف “وحده الحل السياسي قادر على ضمان على الأجل الطويل مكانة الأكراد والأقليات الأخرى خصوصاً المسيحيين في سوريا”، وتابع “سنحرص بالطبع لأن تؤخذ مصالح الأكراد في الاعتبار ونحن مدينون لهم لشجاعتهم وتضحياتهم”

  • هولندا

استدعى وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك سفير تركيا لدى بلاده، وقال في بيانه “هولندا تندد بالهجوم التركي على شمال شرق سوريا… ندعو تركيا إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه”.

  • إيطاليا

قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن العملية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الأذى بالمدنيين.

  • الدانمارك

قال رئيس الوزراء الدنمركي يبي كوفو “أشعر بقلق شديد إزاء العملية العسكرية التركية في سوريا. في رأيي، هذا قرار مؤسف وخاطئ قد تكون له تداعيات خطيرة على المدنيين وجهود محاربة تنظيم داعش”.

= حلف الشمال الأطلسي:

أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أن الهجوم العسكري التركي في شمال سوريا، يجب أن يكون “متناسباً ومحدداً”، وقال: “من المهم تجنب أعمال ربما تقود إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتصعيد التوتر وتتسبب في مزيد من المعاناة الإنسانية”. ومحذراً من أن تكون المعركة ضد تنظيم داعش عرضة للخطر.

= الأمم المتحدة:

جاء في تصريح صحفي للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش: “أي عملية عسكرية ينبغي أن تحترم بالكامل ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي، كما ينبغي حماية المدنيين والمناطق السكنية بما يتوافق مع القانون الدولي.”، وأضاف أن الأمين العام أعرب عن قلقه حيال العملية التركية، مشيراً إلى حل الأزمة بالطرق السياسية وليس العسكرية.

وقال المندوب الدائم لجنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن، جيري ماثيوز ماتغيلا: “لقد سمعنا عما يحدث والمجلس يرصد الوضع في شمال سوريا. وفي هذه المرحلة، ندعو جميع الأطراف إلى ممارسه أقصى قدر من ضبط النفس وضمان حماية السكان المدنيين”.

= مواقف عربية:

أعرب الأمین العام لجامعة الدول العربیة أحمد أبو الغيط، عن قلقه وانزعاجه، وأكد مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة، في بيان صحفي ، أن هذه العملیة تمثل انتهاكًا صریحاً للسیادة السوریة، وتهدد وحدة التراب السورى، وتفتح الباب أمام المزید من التدهور في الموقف الأمني والإنساني، مضیفاً “أن التوغل التركي في الأراضي السورية یهدد بإشعال المزید من الصراعات في شرق سوریا وشمالها، وقد یسمح باستعادة تنظيم داعش الإرهابى لبعض قواته”، وأن التدخلات الأجنبية في سوريا مدانة ومرفوضة، مطالباً الجانب التركي بسحب قواته من كافة الأراضي السورية.

وأدانت مصر بأشد العبارات العدوان التركي، واعتبرت الخارجية المصرية في بيانها تلك الخطوة بالاعتداء الصارخ غير المقبول على سيادة دولة شقيقة، وأكد البيان على مسؤولية مجلس الأمن الدولي في “التصدي لهذا الوضع بالغ الخطورة، الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أي مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء هندسة ديموغرافية لتعديل التركيبة السكانية في شمال سورية”. وفي بيان ثلاثي أعرب رؤساء دول وحكومات (مصر وقبرص واليونان) عن “قلقهم العميق من العملية العسكرية غير القانونية وغير المشروعة التي أعلنت تركيا شنها في الأراضي السورية، وأكدوا على ضرورة العمل للحفاظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وأعربوا عن إدانتهم القوية لأي محاولة تركية لتقويض وحدة الأراضي السورية أو القيام بأي تغييرات ديمغرافية متعمدة في سوريا”.

وأعلنت وزارة الخارجية الكويتية أن العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تعد “تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار” في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في تغريدةٍ له: “نرفض أي انتقاص من سيادة سوريا وندين كل عدوان يهدد وحدتها”، مطالباً بوقف العملية العسكرية التركية، وبحل جميع القضايا عبر الحوار فِي إطار القانون الدولي.

وأدانت المملكة العربية السعودية العدوان التركي، واعتبرته  تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية، وأعرب مصدر مسؤول بوزارة خارجيتها، عن قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، مشدداً على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، وله انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع.

وأكدت الجزائر على تضامنها مع سوريا، وقالت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية: “تتابع الجزائر بانشغال بالغ الأحداث الخطيرة في شمال سورية وتجدد رفضها المبدئي والقاطع المساس بسيادة الدول في جميع الظروف والأحوال”.

كما قال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدةٍ له: “التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيدٌ خطير؛ سيؤدي إلى فاجعة إنسانية ويُعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطراً على الأمن الإقليمي والدولي. يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة، ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين، والكرد منهم، للتمتع بحقوقهم في السلام وألأمن والكرامة”.

وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العدوان التركي على الأراضي السورية، مشددةً على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأكدت في بيانها على أن العدوان التركي هو “عدوان على دولة عربية شقيقة واحتلال لأرضها وتعريض أهلها للقتل والتهجير”.

بدورها، دانت الإمارات العربية المتحدة “بأشد العبارات العدوان العسكري التركي على سوريا”، حيث قال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي إن هذا العدوان “يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي”.

البحرين بدورها أدانت بشدة الهجوم التركي، ووصفته بأنه يعدُّ انتهاكاً مرفوضاً لقواعد القانون الدولي واعتداءً على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

= مواقف سورية:

  • الحكومة السورية

قال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا: “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات التصريحات الهوجاء والنوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود السورية التي تشكل انتهاكا فاضحاً للقانون الدولي وخرقاً سافراً لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد جميعها على احترام وحدة وسلامة وسيادة سورية”.

  • تيار مواطنة

أعلن في بيان له شجب وإدانة “الاعتداء التركي السافر” تحت “سمع المجتمع الدولي وتواطئه وخاصة الولايات المتحدة”، منبهاً إلى أن العملية التركي ستؤدي “إلى كارثة إنسانية جديدة وإلى نزوح عشرات آلاف السوريين عن مناطقهم، وقد تؤدي إلى تغيير ديمغرافي إذا ما اكتمل المشروع التركي الخبيث للمنطقة، وطالب التيار في بيانه “المجتمع الدولي والولايات المتحدة العمل والضغط الفعلي على وقف هذا العدوان فوراً” و “جميع المقاتلين السوريين المنخرطين تحت مسمى (الجيش الوطني) عدم المشاركة في هذه المعركة”.

  • الحزب الشيوعي السوري الموحد

أدان بشدة “العدوان التركي الغاشم على الأراضي السورية” وأنه يتناقض مع القانون الدولي ومع مصالح شعوب المنطقة، ودعا في بيانه القوى الوطنية في سوريا للوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان التركي، وإفساح المجال للجيش السوري للدفاع عن الأرض السورية.

  • حزب الإرادة الشعبية

أدان العدوان التركي، وقال في بيانه: ” العدوان الذي لا يمكن لأي سبب أن يبرره، وندعو إلى وقفه فوراً، وإلى الالتزام بالعمل ضمن صيغة أستانا وضمن أطر القانون الدولي”.

= الإدارة الذاتية:

أعلنت في تصريح لها، 9 تشرين الأول، إعلان النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا، ونادت كافة أبناء الشعب في كردستان وأرجاء العالم: “للقيام بواجبهم تجاه أرضهم وشعبهم في الداخل والقيام بالاحتجاجات والاعتصامات في كافة أماكن تواجدهم وخاصّة في دول المهجر”. وقالت: “نحمّل الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وروسيا وكافة الدول والمؤسسات صاحبة القرار والتأثير في الشأن السوري كامل المسؤولية الأخلاقية والوجدانية عن أي كارثة إنسانية تلحق بشعبنا في شمال وشرق سوريا”.

  • مجلس سوريا الديمقراطية:

قال في بيان له: “نرفض بأشد العبارات المخططات التركية لاحتلال المنطقة، وندعو المجتمع الدولي للوقوف بجدية أمام هذا التطور الخطير ونؤكد بأن قرار البيت الأبيض بهذا الخصوص يقوض كل جهود الحرب على داعش، كما ندعو الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الوقوف بمزيد من المسؤولية تجاه أبناء هذه المنطقة وحمايتهم من المخططات التركية التي تستهدف وجودهم التاريخي على أرضهم، ونؤكد بأن أي اعتداء تركي سيؤدي إلى كارثة إنسانية وموجة نزوح كبيرة لأبناء المنطقة الآمنين”، وأضاف “شعب سوريا مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى للقيام بمسؤولياته التاريخية تجاه أمن بلاده ورفض المؤامرات التي تستهدف إرادته السياسية”.

  • القيادة العامة للمجالس العسكرية في اقليم الجزيرة

قالت في بيان لها: ” تسعى الدولة التركية من خلال هذه الهجمات إلى فتح أراضي جديدة لمرتزقة داعش كما تسعى إلى إطالة عمر هذه المجموعات. إننا لا نقبل بأي شكل من الأشكال هجمات الدولة التركية والأشخاص المساندة… سنستخدم حقنا في الدفاع المشروع حتى الرمق الأخير… نحن قوات الحماية مستعدون أن نحمي وطننا وقيمنا ومكتسبات شعبنا”.

  • القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية

وقبل ساعاتٍ من شن العدوان، قالت في بيان إلى الرأي العام: “مناطق شمال شرق سوريا الحدودية على حافة كارثة إنسانية وشيكة ومحتملة، كل المؤشرات والمعطيات الميدانية والحشود العسكرية على الجانب التركي من الحدود تشير إلى أن مناطقنا الحدودية ستتعرض لهجوم تركي بالتعاون مع المعارضة السورية المرهونة لتركيا؛ هذا الهجوم سيؤدي لسفك دماء آلاف المدنيين الأبرياء بسبب اكتظاظ مناطقنا الحدودية بالسكان”، ودعت “المجتمع الدولي وجميع دول التحالف الدولي ضد داعش الذين قاتلنا معاً وانتصرنا معاً على خلافة داعش المزعومة للقيام بمسؤولياتهم وتجنب كارثة إنسانية وشيكة محتملة”.

= مواقف كردية:

  • التحالف الوطني الكردي في سوريا

في بيان إلى الرأي العام أكدت هيئة رئاسته على أن “الهدف من وراء أي هجوم تركي غادر هو خلق حالة فوضى وفلتان أمني يستعيد في ظلّه تنظيم داعش الإرهابي أنشطته التكفيرية وفعالياته التفجيرية ودفع الأهالي لترك أرضهم وممتلكاتهم”، وناشدت جميع القوى والفعاليات السياسية و الثقافية والمجتمعية في سوريا عامةً ومناطق الشمال والشرق المستهدفة خاصةً وكذلك جميع قوى السلم ومناهضة الحرب “برفع أصوات التضامن مع شعبنا عبر الإعلان عن رفض التهديدات التركية الرعناء وفضحها دون تردد”. وناشد التحالف في  رسالةٍ مفتوحة برلمانات وخارجيات دول عربية وأمريكا وروسيا وإيران وأعضاء مجلس الأمن لحمل تركيا على وقف تهديداتها وسحب قوات جيشها إلى حدودها الدولية.

والعديد من الأحزاب الكردية الأخرى في سوريا أبدت رفضها وإدانتها للاعتداءات التركية وأعلنت وقوفها إلى جانب قوات “قسد”.

  • المجلس الوطني الكردي

في بيان قبل ساعات من العدوان التركي، قال المجلس: “إن التهديدات التركية واستعداداتها لشنّ حملة عسكرية في المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية مع سوريا شرق الفرات، والتصريحات المدانة واللامسؤولة من جانب الفصائل المسلحة، أحدثت قلقاً وذعراً بالغين لدى أبناء المنطقة بكل مكوناتها”، مطالباً بتشكيل إدارة جديدة كحلّ للأزمة، وأشار إلى “سياسة الاستفراد لدى PYD”، في محاولةٍ لإلقاء جانب من المسؤولية على الطرف الكردي، دون مطالبة تركيا صراحةً بوقف اعتداءاتها، أو أن يتنصل من مسؤولية بيان (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) المؤيد للعملية التركية، والذي ينتمي إليه المجلس.

بينما بعض الكُـرد السوريين وجماعات مرتبطة بالاستخبارات التركية مباشرةً أيدت صراحةً الهجوم على مناطق شمال وشرق سوريا لأجل القضاء على قوات “قسد” باعتبارها جزءاً من (حزب PKK الإرهابي) على حد وصفهم.

= مواقف كردستانية:

قال الرئيس مسعود بارزاني في تغريدةٍ له: “قلقون للغاية تجاه الأوضاع والتطورات الأخيرة في غرب كوردستان. ونحن على اتصال مع جهات عدة، وسنبذل اقصى جهدنا، لضمان عدم تعرض أخواتنا وإخواننا في غرب كوردستان لأي كوارث أخرى”.

وأعربت حكومة إقليم كردستان العراق عن قلقها العميق بشأن قرار الانسحاب الأمريكي من “المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا”، ودعت حكومة تركيا إلى تجنب أي تحرك من شأنه أن يقوِّض التقدم المحرز ضد تنظيم داعش، وقالت في بيانها:”لا بد من أن تنخرط جميع أطراف النزاع، بما في ذلك الأطراف الكوردية، في حوار لتهدئة الوضع. ولطالما أكدت حكومة الإقليم على أن الأزمة يجب أن تُحسم من خلال حل سياسي راسخ يضمن حقوق السوريين جميعاً ومن بينهم الشعب الكوردي” .

وأكد المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني في تصريح صحفي على “أن الشعب الكوردي في غربي كوردستان، قدموا الضحايا، وأظهروا الشجاعة والبسالة، جنباً إلى جنب باقي قوات سوريا الديمقراطية و بمساعدة قوات التحالف الدولي، في حربه لهزيمة تنظيم داعش الارهابي وازالة المخاوف من الهجمات الكبيرة على أمن وسلامة المنطقة وكذلك العالم”، وأعرب عن رفضه العميق للتحشيد العسكري، مطالباً المجتمع الدولي العمل على مواجهة التشنج والتوتر وتحميل جميع الجهات المسؤولية، ومساعدة الكورد في غربي كوردستان.

وأصدرت رئاسة برلمان إقليم كردستان بيانا أعربت فيه عن القلق الشديد حيال تداعيات العملية العسكرية التركية ودعت إلى الحوار لحل جميع المشاكل. وطالب البيان الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وعواصم القرار الى التدخل العاجل لوقف العمليات العسكرية ويدين استهداف المدنيين.

والعديد من الأحزاب الكردية والكردستانية الأخرى أدانت العدوان التركي وأبدت تضامنها مع الكُـرد في سوريا.

هذا ويخرج عشرات الآلف من الكُـرد في داخل سوريا وخارجها بمظاهرات عارمة رافضة ومنددة بالعدوان التركي، ومبدين وقوفهم إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في الدفاع عن النفس وصدّ الهجوم الغادر.

المصدر: تصريحات وبيانات، مواقع إلكترونية، وكالات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى