أخبارالقسم العام

داود أوغلو ينتفض في وجه أردوغان ويتهمه بالقضاء على محادثات السلام مع الأكراد

موقع يك- دم (YEK-DEM)

25 آب/اغسطس 2019

“أردوغان المرعوب أمام دفاتر أوغلو، كاريكاتير موقع عثمانلي- نقلاً عن صحيفة جمهوريت التركية”

نقلت وسائل إعلام عديدة تصريحات مثيرة لرئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو – المبعد من مسؤوليات وقيادات حزب العدالة والتنمية وحكومة أنقرة من قبل رئيسها رجب طيب أردوغان، والتي أدلى بها أمس السبت أمام جمعٍ من أنصاره في مدينة سكاريا- منطقة مرمرة التركية.

حملت تلك التصريحات ما يشبه التحدي في وجه أردوغان، إذ نقلت صحيفة الزمان التركية على لسان داود أوغلو: “إذا فتحت ملفات مكافحة الإرهاب سيكون هناك الكثيرون لا يمكنهم النظر في وجه الناس. في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو/ حزيران 2015 و1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا”، والذي أضاف “هذه الأحداث كانت وسيلة لنا لنتمكن من رؤية كيف تم القضاء على مفاوضات السلام مع الأكراد”. أما موقع عثمانلي نقل على لسانه قائلاً: “كثيرون سيخجلون من النظر في وجوه الناس إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهاب، وستسودّ وجوه كثيرة”.

ففي 7 حزيران 2015 تمكن حزب الشعوب الديمقراطي HDP من تجاوز الحد الأدنى 10% من الأصوات للتمثيل في البرلمان التركي ككتلة مستقلة، إذ حصل على /80/ مقعداً، وبالتالي فقد حزب العدالة AKP الأغلبية التي تخوله لتشكيل الحكومة، ولأول مرة منذ توليه السلطة 2002.

وفي 1 تشرين الثاني 2015، تم إعادة إجراء انتخابات مبكرة بعد أن اتفق عليها وفيها أردوغان مع حزب الحركة القومية MHP – القومي المتطرف برئاسة دولت باهتشلي، ليفوز بالأغلبية ويشكل حكومته منفرداً.

بين التاريخين وقعت أحداث دامية في تركيا، ومارست الحكومة وحزب العدالة والتنمية وبكامل إمكاناتها جميع أشكال الضغط والاضطهاد على حزب HDP، لأجل ثنيه عن دخول البرلمان، ولكنه فاز رغم ذلك، بينما بمقاعد أقل عن السابق؛ حيث أشار داود أوغلو ضمناً عن مسؤولية أردوغان وطاقمه وحركة MHP- باهتشلي عن تلك الأحداث دون أن يُسَمي صراحةً، التي من أبرزها: “تفجير انتحاري في 20 تموز 2015 بمدينة سروج ذات الأغلبية الكردية، أسفر عن استشهاد /33/ شاباً وشابة كردية، وفي 10 تشرين الأول 2015 قبيل ثلاثة أسابيع من إجراء انتخابات الإعادة فجر انتحاريان نفسيهما وسط حشدٍ خرج في مسيرة سلام بمدينة أنقرة، فأدى إلى استشهاد /109/ وجرح حوالي /500/ مدنياً، معظمهم من الأكراد”، أي تم خلق مناخٍ من الرعب في نفوس الجماهير في حينه؛ كما أعلن أردوغان في 11 آب 2015 تعليق مفاوضات السلام مع الأكراد.

وذكرت صحيفة الزمان التركية: “التقارير الرسمية تشير إلى أن الفترة المذكورة شهدت مقتل /453/ من عناصر حزب العمال الكردستاني، و/106/ من المدنيين، خلال العمليات التي شنتها قوات الأمن. بالإضافة إلى مقتل /242/ آخر في التفجيرات التي شهدتها مدينة سوروج وأنقرة، ليرتفع إجمالي القتلى في هذه الفترة التي تحدث عنها داود أوغلو إلى /862/ شخصاً… وكان تقرير صادر عن مركز الاستخبارات التابع للاتحاد الأوروبي اتهم الرئيس أردوغان بتكليف عناصر تنظيم داعش بتنفيذ العملية الإرهابية الغاشمة في العاصمة أنقرة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من /100/ مواطن معظمهم من الأكراد”.

كما علق داود أوغلو على اتهامات أردوغان له بالخيانة، قائلًا: “إذا قالوا عني إنني خائن، فليقولوا لي متى كنت خائنًا؟ أنا أتحداهم؛ أنا لم أتخذ خطوة واحدة مخالفة لقضية هذه الأمة”؛ حيث أن أردوغان يتهم رفاقه في الأمس (أحمد داوود أوغلو، علي باباجان، عبد الله غول) وغيرهم بتقسيم “الأمة”، هكذا يضع “الأمة” في كف حزبه AKP، الذي يشهد اضطرابات عاصفة، على خلفية تدهور وضعه إثر الخسائر التي مُني بها في الانتخابات البلدية الأخيرة، وخاصةً في استنبول، والأزمات الاقتصادية والسياسية والحقوقية التي تلف البلاد، وإعلان المذكورين استقالاتهم من الحزب ونيتهم في تشكيل أحزاب جديدة.

ومن جانبٍ آخر شن داود اوغلو هجوماً حاداً على قرار عزل رؤساء البلديات المنتخبين (ديار بكر، ماردين، وان) الأكراد، كما قال عبد الله غول: “هذا القرار لا يناسب ديمقراطيتنا”.

هذا وطلب نُشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي ونواب برلمان في تركيا من داود أوغلو توضيح الأحداث التي وقعت في عام 2015 وكشف ملابساتها، وبعضهم طالبوا بتحقيق برلماني حول تصريحاته.

بغض النظر عن دوافع داود أوغلو الشخصية والسياسية، تُعتبر تصريحاته تلك شهادة قوية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحول مسؤولياته عن فشل محادثات السلام مع الأكراد وعن دوره في وقوع عمليات إرهابية خطيرة واندلاع العنف مجدداً داخل تركيا، لطالما استغل أردوغان تلك الحوادث ضد حزب الشعوب الديمقراطي HDP والكُـرد عموماً. خاصةً وأنها صادرة عن شخصية تولت منصب وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء ورئاسة حزب AKP، ووقعت أهم الأحداث في فترة حكمها. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سيمضي داود أوغلو في تحديه للرئيس أردوغان وتحميله مسؤولية بعض الأحداث والسياسات التي عصفت بتركيا وألحقت بها خسائر جمة؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى