المرصد السوري يُطالب بتحقيق دولي مع أسعد الزعبي بجريمة “التحريض على الكراهية” و عبد الجبار العكيدي بعلاقته مع تنظيم داعش
يك- دم
22 آب 2019
في منشورٍ بتاريخ 22 آب 2019، طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان برئاسة رامي عبد الرحمن، بفتح تحقيق ومساءلة دولية بحق المدعو أسعد عوض الزعبي (العميد الطيار المنشق عن الجيش السوري، ورئيس هيئة التفاوض المعارضة السابق) حول تصريحاتٍ له تنم عن عنصرية طائفية وقومية، “من خلال ارتكابه جريمة التحريض على الكراهية، التي تصنفها القرارات والمواثيق الدولية، وقواعد ومبادئ القانون الدولي بأنها جريمة ضد الإنسانية، بما في ذلك تجاوز حدود الحق في التعبير”- حسب المرصد. وذلك على خلفية قيامه بنشر تغريدةٍ على صفحته، يوم الجمعة 16 آب، يصف فيها الكُـرد بـ “الحمير والكلاب والضفادع والصراصير والجردان والديدان”، ومشيداً بـ صدام حسين ومترحماً عليه، وهو الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق الكُـرد في العراق، مستخدماً مختلف صنوف الأسلحة ومنها السلاح الكيميائي، في إشارةٍ واضحة لتأييد الزعبي لإبادة الكُـرد في سوريا بذات الطريقة، مطلقاً بذلك خطاباً يحض على الكراهية والفتنة بين مكونات البلد الواحد.
وكان الزعبي قد أدلى بتصريحات مشابهة مسيئة للكُـرد سابقاً، إذ قال عبر شبكة أورينت الإعلامية: (أيام حافظ الأسد كانوا يتمنون بورقة تُثبت أنهم بني آدمين)؛ وقد تلقت مواقفه العنصرية هذه ردود واسعة من قبل الناشطين الكُـرد على شبكات التواصل الاجتماعي بالإدانة والمطالبة بمحاسبته.
وفي إطار تحريضٍ طائفي آخر هاجم الزعبي عبر قناةٍ فضائية رامي عبد الرحمن بصيغة الشتم بأنه “علوي” و “ضابط في المخابرات السورية”؛ عبد الرحمن الأكثر شهرةً في تغطيات الأحداث السورية منذ 2011، عبر “المرصد” الذي يترأسه، من مدينة كوفنتري البريطانية، والذي يتسم بالرصانة والتغطية الشاملة على كامل الأراضي السورية، حيث أصبح المصدر الأساس للكثير من وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة. وأكد المرصد حول ادعاءات الزعبي بأنها “تثبت بشكل لا يدعو للشك مسؤوليته الجنائية عن جريمة التحريض على الكراهية، حيث ينعقد الاختصاص القضائي لهذه الجرائم للمحكمة الجنائية الدولية…”.
وفي منشورٍ آخر بتاريخ 21 آب، دعا المرصد السوري لحقوق الإنسان المنظمات الدولية المعنية بالمساءلة الدولية، وفتح التحقيقات اللازمة، بشأن علاقة عبد الجبار العكيدي (عقيد ضابط منشق عن الجيش السوري) بتنظيم الدولية الإسلامية “داعش” المصنف على قوائم الإرهاب لدى حكومات معظم الدول وفي قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي “التي اعتبرت الإرهاب جريمة دولية منظمة، وحضت على مساءلة ومعاقبة كل من يتعاون أو يؤيد أو يدعم أو يؤمن الملاذات الآمنة للجماعات الإرهابية، وبخاصة القرار 1373 لعام 2001، الصادر عن مجلس الأمن الدولي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، حيث أكد القرار على القرارين 1269 المؤرخ 19 أكتوبر 1999 والقرار 1368 تاريخ 12 سبتمبر 2001، والقرار 1368، بشأن تصميمه على منع جميع الأعمال الإرهابية، أو تلك التي من شانها أن تشكل تهديدًا للسلام والأمن الدوليين، والتي تزيد من الأعمال الإرهابية مثل التعصب أو التطرف، في مناطق مختلفة من العالم، داعياً المجتمع الدولي بضرورة إكمال التعاون الدولي بشأن التدابير الإضافية، التي تتخذها الدول لمنع، ووقف تمويل أي أعمال إرهابية أو الإعداد لها، في أراضيها بجميع الوسائل القانونية. والتأكيد على قرار مجلس الأمن الدولي 1189 تاريخ 13 أغسطس 1998، ومفاده أنه من واجب كل دولة عضو أن تمتنع عن تنظيم أي أعمال إرهابية في دولة أخرى، أو التحريض عليها أو المساعدة، أو المشاركة فيها، أو قبول أنشطة منظمة في أراضيها بهدف ارتكاب تلك الأعمال”- حسب المرصد.
وأكد المرصد أنه يملك وثائق دامغة “تثبت تورط المدعو عبد الجبار العكيدي في عمليات التعاون، والتأييد، والتمويل، وتأمين الملاذات الآمنة لما يعرف بـ ”تنظيم الدولة الإسلامية”، الذي ارتكب الكثير من جرائم الإبادة الجماعية. وبالتالي ترتيب المسؤولية الجنائية الدولية بسبب تعاونه مع التنظيم المتطرف استناداً للقانون الدولي العام وقواعده الإجرائية، التي نصت على اعتبار جرائم الإرهاب وجرائم الإبادة الجماعية غير ذات أثر رجعي، كونها قواعد آمرة وملزمة لجميع دول العالم”، مشيراً إلى علاقته بالمخابرات التركية أيضاً.
هذا ومعظم المعارضين السوريين المرتبطين بالحكومة التركية والموالين لها يتخذون مواقف مناوئة للدور والحضور الكردي في سوريا، إلى حد العدائية، مثلما حصل لدى اجتياح منطقة عفرين واحتلالها من القوات التركية والميليشيات الموالية لها.