فتح بابين باسمي دنز غزمش و موسى عنتر في منمن – أزمير إعداد وترجمة عن التركية: آرا حجي*
في الـ 14 نيسان 2019، تصدر صفحات وسائل إعلام وفي شاشات تلفزة تركية خبر أول عمل قام به سردار أكصوي رئيس بلدية منطقة منمن (Menemen›e) الجديد بولاية أزمير، الفائز في الانتخابات الأخيرة عن حزب الشعب الجمهوري، بفتح بابين سماهما باسم الخالدين (موسى عنتر و دنز غزمش)، ليفتح الطريق ويُسهل التنقل عبره للسكان الأكراد القاطنين في منطقة «غول بارك» إلى حي «أسارلك»، وسط حضور جماهيري حماسي.
وذكرت صحيفة Artı Gerçek (الحقيقة أيضاً) أن هذا العمل مع استلامه كرئيس بلدية يُعد أولى إجراءاته ضد العنصرية؛ وقالت: «قرر سردار أكصوي فتح بابين بين حيي غول بارك وأسارلك للوصل بينهما، حيث يوجد بين هذين الحيين ذو الغالبية الكردية جدار مماثل لجدار برلين، كما شبهه رئيس البلدية المُمثل عن حزب الشعب الجمهوري.».
وأضافت «افتتح الرئيس أكصوي البابين اللذين أُطلق عليهما أسماء موسى عنتر ودنز غزميش بالكلمات التالية: لن يكون هناك عنصرية بعد اليوم في منمن، لن يكون هناك أنا-أنت، كردي-تركي، سني-علوي، لاذ-شركس، سيكون هناك أخوّة مجتمعية في منمن، بعد اليوم لن يكون هناك تفرقة على الهوية العرقية).
وحسب صحيفة إيز IZ الناقلة للخبر أيضاً، قال أكصوي رافعاً صورة موسى عنتر أمام الباب المكتوب عليه اسمه، تَشابك نضال حياة موسى عنتر مع نضال حياتنا في الأشهر الثلاث الأخيرة، حيث صرح: (أصدقائي الأعزاء تعلمون بأن لدينا مفكر كردي اغتيل عام 1992م، مثل أوغور مومجو وباقي المفكرين الذين قُتلوا، إنه الكاتب الصحفي والشاعر موسى عنتر).
كما ذكرت صحيفة Artı Gerçek، أن أكصوي بعد انتهاء كلمته، قرأ قصيدة «لك الحب أيها الطفل» للشاعر جان يوفل التي كتبها للراحل دنز غزمش، وقال رافعاً صورته أمام الباب المكتوب عليه اسمه (كما ترون سيكون اسم بابنا الثاني باب دينيز غيزميش)؛ واختتم كلمته قائلاً (أصدقائي الأعزاء بدأ في منمن عصر جديد، سنتنفس الديمقراطية والأخوة المجتمعية، ليكن طريقنا طريقكم وطريقكم طريقنا…).
موسى عنتر (1918-1992)، كان كاتباً صحفياً كردياً شهيراً، ونتيجة كفاحه السياسي والفكري وتمسكه بقضية شعبه الكردي في تركيا وكتاباته المعارضة للحكومات التركية المتعاقبة، تعرض مراراً للاعتقال والمضايقات، إلى أن اغتيل في الـ 20 أيلول 1992م، دون أن تعمل المحكمة والأجهزة التركية إلى كشف الحقائق ومعاقبة المجرمين.
أما دنيز غزمش (1947-1972)، الذي عُرف باسم غيفارا التركي، الثوري الماركسي اللينيني، الناشط السياسي وزعيم الحركة الطلابية في تركيا أواخر ستينات القرن الماضي، اعتقل مرات عدة، إلى أن بدأت محاكمته في 16 تموز بعد الانقلاب العسكري في 12 آذار 1971، وحكم عليه بالإعدام في 9 تشرين الأول نفس العام، ونُفذ فيه شنقاً مع رفاقه (يوسف أصلان، حسين إنان) في 6 أيار 1972م بسجن أنقرة المركزي، وكانت آخر كلماته: «عاشت تركيا مستقلة تماماً، عاشت الأيديولوجية العظيمة للماركسية اللينينية، عاش الكفاح التركي والكردي من أجل الاستقلال، اللعنة على الإمبريالية، عاش العمال والقرويون».