وسط الخراب والمنغصات التي تشهدها سوريا شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، منذ اندلاع شرارة أزمتها الداخلية المركبة، إنطلاقاً من مدينة درعا الجريحة في آذار 2011، وما نجم عنها من مآسي وويلات غير مسبوقة، باتت تتوضح لمعظم السوريين خلاصةً، يشير مفادها إلى استنتاجات هامة، من أبرزها:
أولاً: استسهال حمل السلاح في وجه سلطات الدولة بهدف إحداث تغيير ديمقراطي خطأ قاتل.
ثانياً: الرهان على الخارج يبقى يحمل المخاطر، وحكومات الدول – صغيرها وكبيرها – معنية بإدارة وتدوير سياساتها بما يخدم مصالح بلدانها وفق رؤاها هي، وغالباً ما تضمره غير ما تعلن عنه.
ثالثاً: الاستعلاء الديني والعزف على وتر الطائفية عبر استحضار القديم من أحاديث ومرويات، يغلق أبواب الفكر والافتكار، ليحل محله الغباء والاستهتار.
رابعاً: المال السياسي يفسد السياسة بوجه عام، ويسلب إرادة متلقيه إلى حدٍ كبير، كما ويدس السم في طبخات الاعلام وأنشطة ما يعرف بمنظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان.
إن مخططات التجارب التي عاشتها أطرّ ومكونات المعارضة السورية وتعبيرها الأبرز المتمثل بـ (ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية) وتشكيلاته المسلحة المسماة بـ (الجيش الحرّ)، أظهرت للسوريين حقيقة ما سلف، وزادت من الثقة بصحة ما ذهبنا إليه أعلاه، خصوصاً لدى افتضاح دوره الوظيفي الفاقع والمشين في احتلال تركيا لعفرين، والتحضير له وتبريره والتعتيم عليه، ومساعي صب كل اللوم على الجانب الكردي، إرضاءً للمحتل التركي، ليس إلا، بحيث أضيفت عقدة جديدة على المشهد السوري، من الممكن حلّها فقط عبر سحب تركيا لقواتها إلى داخل حدودها الدولية، والحؤول دون تحول تضاريس منطقة عفرين إلى بوابة آمنة ومرتع خصب لقوى التكفير والجهادية السلفية التي لا مكان لها لدى كُـرد سوريا عامةً، وأهل عفرين خاصةً، فثمة أمثلة وتجارب عديدة في أكثر من مكان وبيئة، تثبت بأنه أينما حلّت قوى التكفير الإرهابي وحظيت بخطوط دعم لوجستي، حلّت معها المآسي والعذابات، والكثير من الأوهام والشعارات.
* جريدة الوحـدة – العدد /297/ – حزيران 2018 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)