القسم العاممختارات

عفرين … وما هو أسوأ من الحرب

زاوية نقاط على حروف*

ما يحدث في عفرين منذ إعلان نهاية الحملة العسكرية التركية عليها هو أخطر من الحرب نفسها، حتى يمكن القول بأن الحرب بكل كلفتها كانت مجرد وسيلة للوصول إلى ما يجري تنفيذه الآن على أرض عفرين من عمليات مدروسة بدقة، تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية فيها، طمس هويتها الكردية، تغيير الخصوصية الثقافة لأهلها، تعميق الهوة بين الأطياف السياسية وزرع الشقاق والنفاق بين السكان… من خلال تدابير خطيرة، من بينها:

1- إسناد أدوار ترهيبية لمجاميع الغوغاء القادمة على ظهر الدبابة التركية وإسناد دور المنقذ المنصف للعسكر التركي، وإطلاق بالونات دعاية حول حجم الخدمات والرفاهية القادمة إلى عفرين على يد التركي.

2- إعلان عفرين جزءاً من محافظة (حلب الحرة) التابعة على الورق لحكومة الائتلاف، وتحويلها عنوة إلى منطقة مدججة بالسلاح والمسلحين خارج سلطة الدولة السورية، إلى جوار إدلب التي تحولت بدورها إلى مستوطنة قسرية لعشرات الآلاف من المسلحين وأمراء الحرب والإرهابيين، مما يعزز من مخاوف دمج عفرين مع إدلب والتعامل معها بالمثل كمنطقة نزاع متصاعد، وبالتالي التضحية بها في محرقة الحرب على الإرهاب ومعركتها المرتقبة والمخيفة.

3- حرمان عدد كبير من النازحين ممن كانوا في قوام إدارة عفرين قبل الاحتلال، بحجة التعامل مع إرهابيين، من حق العودة إلى بيوتهم، واستقدام آلاف العوائل من مناطق الغوطة والقلمون وغيرها لإسكانها في المنطقة، ناهيكم عن الإذلال الممنهج للسكان.

عفرين قاومت ما يقارب الشهرين جيشاً عرمرماً، مشبعاً بالحقد على الكُـرد، مجهزاً بتكنولوجيا الناتو، سجل أبناؤها وبناتها فصلاً خالداً في التاريخ الكردي، لكن البازارات والمقايضات الدولية كانت أكبر من قدرتهم على الاستمرار، عفرين اغتُصِبت عنوةً، لكنها لم تنكسر ولن تسقط، ستقاوم الأغلال وتستمر في مقاومتها بجميع السبل والوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية الممكنة، التي تُتيحها لنا جملة الدساتير والمواثيق الأممية.

* جريدة الوحـدة – العدد /295/ – نيسان 2018 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى