القسم العاممختارات

سورية جريحة … والطريق إلى القدس لا يمرّ من عفرين ومنبج …

افتتاحية الوحـدة*

باتت الاستعصاءات التي تعترض مسار إيجاد حل سلمي تفاوضي للأزمة السورية تُشكل حجر عثرة أمام الجهود الكبيرة والمتشعبة التي لطالما يبذلها المبعوث الأممي السيد دي مستورا وفريق عمله، كما يبدو أنها باتت أيضاً تُحرج أطراف النزاع، وتُخلط أوراق اللعبة – الصراع إن جاز التعبير.

إن شراسة الصراع – الحرب في وعلى سوريا، لها تاريخها وسماتها، إلا أنها لم تتجلَّى يوماً بهذا القدر من المآسي والخراب في جانبها الإنساني، ولا بهكذا حجم من تكالب إقليمي – دولي في جانبها السياسي، وتزاحم أجندات لا تمت بصلة بمصالح وكرامة السوريين ومستقبل بلدهم، فضلاً عن تفشي مذهل لنزعات الانتقام والثأرية وثقافة التكفير والكراهية التي تبقى تنتهجها قوى وتشكيلات الإسلام السياسي في الجانب القيمي والنظرة إلى مكونات مجتمع الشعب السوري بكرده وعربه وباقي الأقليات الاثنية الأخرى، بمسلميه ومسيحييه… مما يزيد الجرح السوري عمقاً واتساعاً، وتتفاقم الأزمة أكثر فأكثر كلما لاحت في الأفق بوادر واستحقاقات التوافق للتوجه نحو حل سلمي للأزمة،… وهنا مرةً أخرى، تنكشف عاريةً أمام أعين المتابعين ومعظم السوريين حقيقة أدوار وسياسات حكومة حزب العدالة والتنمية التركية على مدى قرابة سبع سنوات خلت، والتي تعد العدة منذ مدة، للقيام بشن عدوان عسكري واسع وجديد في الشمال السوري، بدءاً بعفرين، مروراً بمنبج وتل أبيض، ووصولاً إلى رأس العين وغيرها… كما هو مكرر على لسان كبار مسؤولي الحكومة والدولة في تركيا، الذين سارعوا في الأمس بإقامة أنشطة ومؤتمرات استعراضية بخطاب ديني شعاراتي موجه للعالمين الإسلامي والعربي بخصوص مدينة القدس المحتلة، وذلك بهدف تمرير توجهاتهم وسياساتهم الخاصة، وأهمها اليوم تحقيق توسع عسكري تركي جديد في الشمال السوري عبر ضرب عفرين للنيل من وحـدات حماية الشعب والمرأة، بغية خلق مزيد من الفوضى والفلتان في عموم الشمال وإجهاض مسعى إحلال السلم في سوريا.

 * جريدة الوحـدة – العدد /293/ – كانون أول 2017 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

Elwehde-293-1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى