القسم العاممختارات

كان وكنا … في الحالة السورية وما المطلوب؟ …

افتتاحية الوحـدة*

 

بعيداً عن تجنٍ على أحد من السوريين أينما كان موقعه، وبعيداً عن مكابرة ويقينية لدى هذه الجهة أو تلك (عوالم موالاة وأطياف معارضة)، يمكن القول بأن مظاهر وتجليات التعب بدت تلوح في وجوه وحراك شخوص المشهد السوري الكارثي الذي مرّت عليه قرابة سبعة أعوام، كان ولايزال عنوانه الفاقع قتل وتشوه ودمار (بالجملة والمفرق)، تصدرته شعارات صاخبة ووعود كبيرة إرتهن أصحابها للخارج، مستحضرين حكايا حروب الدين والمذهب، ومعارك خنادقها بعد وفاة الرسول محمد (ص) منذ قرابة 1400 سنة خلت، مع سيل من تفاسير متضاربة لنصوص محددة وأحاديث منقولة وأحكام فتاوى أمراء ومشايخ، ترافقاً مع الاستقواء والتعالي باسم الأكثرية و (سلفها الصالح) تارةً، والنقاء القومي العروبي وأحقية الوراثة تارةً أخرى، لتتشوه معه معاني مفاهيم ومقولات الفكر وعلم الاجتماع – السياسة، فتنشط لغة الشتم والاتهام، وتتسع دائرة التحامل والإحباط ونظريات المؤامرة، وتفسد العلاقات الطبيعية والتواصل الإيجابي بين سكان حيٍ في مدينة أو أهل قرية في ريفنا السوري الذي تحول معظمه بين ليلة وضحاها إلى حاضنة لنشاط تنظيم (القاعدة) العالمي بمشتقاته العديدة، أشهرها اليوم تنظيم دولة الخلافة (داعش) وجبهة النصرة – حاملة مسميات متبدلة، لتعم ثقافة التكفير والتفجير بحق جموع السوريين الأبرياء، عرباً كانوا أم أكراداً.

لقد بات واضحاً بأن لا خيار أمام الجميع سوى انتهاج سبل البحث والتوجه – دون تردد – صوب إيجاد حلٍ سياسي تفاوضي سلمي للأزمة السورية بأبعادها المحلية والإقليمية والدولية، وذلك من خلال الامتثال لموجبات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 واعتماد لغة الحوار أساساً في تناول ومعالجة جملة المسائل والملفات، صغيرها وكبيرها … مما تترتب على جميع القوى والفعاليات السورية على اختلاف لونياتها وأوزانها إعادة النظر في ما كانت تراهن عليه، دون الهروب إلى الأمام، وبعيداً عن نزعة الانتهازية المتجسدة في صب اللوم على المجتمع الدولي وتحميله مسؤولية ما لحق بالسوريين، وتشاطر البعض في استصغار شأن ومكانة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا ومن قبله الأخضر الابراهيمي.

 * جريدة الوحـدة – العدد /290/ – أيلول 2017 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

Elwehde-290-1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى