حزبا “التقدمي” و “الوحـدة” يوجهان رسالة إلى مؤتمر باريس حول سوريا
75007PARIS 37, Quai d’Orsay Ministère de l’Europe et des Affaires étrangère
مؤتمر باريس لدعم سوريا وإيصال رؤية موحدة إلى السلطة الجديدة
الوضع في الشرق الأوسط وحقوق الشعب الكردي
السيد وزير خارجية الجمهورية الفرنسية:
السيدات والسادة الحضور:
بدايةً نتقدم بالشكر إلى الجمهورية الفرنسية الخامسة حكومةً وشعباً على جهودها المبذولة للوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته ومد يد العون والمساعدة لإخراجه من أزمته، وخاصة تلك الجهود المبذولة ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش وغيرها من القوى التكفيرية ومساندتها لقوات سوريا الديمقراطية، ومواقفها الداعمة للشعب الكردي.
السادة الحضور:
لقد شهدت منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من عام تطورات دراماتيكية، ابتداءً من حرب غزة ومقتل اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وتوغل القوات الاسرائيلية في عدة قرى ومدن لبنانية ومقتل حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، وتبادل ضربات جوية بين إسرائيل وإيران من جهة وإسرائيل والحوثيين في اليمن من جهة أخرى، وفرار الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا. إن هذه التطورات أدت إلى إحداث تغيرات في الخارطة السياسية للمنطقة، وخلق توازنات جديدة، وربما تؤدي لاحقاً إلى إحداث تغيرات في الخارطة الجغرافية، ولهذا فإننا نتابع بشغف مجريات انعقاد مؤتمر باريس آملين ألّا يغيب الملف الكردي وحقوق الشعب الكردي عن نقاشاتكم.
خلال أربعة عشر عاماً ومن قبلها كان الشعب الكردي على الدوام داعياً إلى وحدة وتكاتف السوريين جميعاً لبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية دون إقصاء أو تهميش لأي مكوّن، من خلال مشروع وطني كفيل بحل كافة القضايا العالقة وفي مقدمتها حل القضية الكردية حلاً عادلاً بالاعتماد على لغة الحوار بعيداً عن لغة الحرب والعسكرة.
لكن يبدو أن هذا الطرح لم يرق لبعض السوريين الشوفينيين وكذلك لبعض دول الجوار، وفي مقدمتها الدولة التركية التي استغلت الأوضاع في سوريا ضاربة بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية وعلاقات حسن الجوار، إذ أقدمت القوات التركية ترافقها مجموعات مسلحة سورية بحجة حماية أمنها القومي على احتلال عدة مناطق كردية (جياي كورمينج ، سريه كانيه ، كري سبيه) وممارسة أبشع الجرائم بحق سكانها الأصليين من قتل وتشريد وتهجير وسرقة وهدم المنازل وسرقة المحاصيل، كلّ ذلك بهدف إحداث التغيير الديموغرافي ومحاربة أي حضور كردي على الساحة السورية أو الإقليمية أو الدولية، ومنذ شهرين وحتى الآن تشن المجموعات المسلحة بإسناد جوي من القوات التركية هجوماً عنيفاً على سدّ تشرين وجسر قرقوزاق وقرى ريف كوباني، راح ضحيته مئات القتلى وأضعافهم من الجرحى، مما يستلزم من المؤتمر الضغط لوقف هذا العدوان السافر.
إنّ تركيا مطالبة بإنهاء احتلالها لكافة المدن السورية والعودة إلى الحدود الدولية المعترف بها وتأمين العودة الآمنة والطوعية لأهالي المناطق المحتلة إلى منازلهم، كما أنّ الحكومة السورية مطالبة بممارسة دورها ومهامها في حماية أمن وسلامة المواطنين في تلك المناطق، إلى جانب تطلعنا من المؤتمر بممارسة الضغط على الدولة التركية بضرورة إنهاء احتلالها للمدن السورية وعدم التدخل في الشأن السوري واحترام علاقات حسن الجوار.
بعد انتهاء حقبة نظام البعث الشوفيني الذي مارس أبشع الجرائم بحق كافة المكونات، فإنّ السوريين جميعاً وفي مقدمتهم الحكومة السورية الانتقالية مطالبين بالشروع بعقد مؤتمر وطني جامع منصف أساسه لغة الحوار والابتعاد عن لغة الحرب وسياسة التعالي والاقصاء والتهميش، والقضاء على شعور الاغتراب الذي يسيطر على السوريين وبث روح الوطنية والسلم الأهلي والعيش المشترك.
في النهاية نقدر عالياً مواقف الجمهورية الفرنسية ودورها المحوري في تعزيز قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا.
١٢ شباط ٢٠٢٥
اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
———-
صورة إلى:
١ – السيد رئيس الجمهورية الفرنسية
٢ – السيد النائب تيري مارياني
٣ – السيدة النائبة دانيال سيمونيت
٤- السيد جوزيف بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية
—————-
رسالة حزبي التقدمي والوحدة إلى مؤتمر باريس-13-2-2025 – PDF