القسم العامبيانات و تصريحات

عفرين تحت الاحتلال (315): استعراض لقوات الأمن العام، الاحتلال التركي قائم، الميليشيات تواصل الانتهاكات، اعتقالات واختطاف على الهوية، إتاوات وقطع أشجار الزيتون

بعد مضي أحد عشر يوماً على “مؤتمر النصر” وإقرار “حلّ جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية والسياسية والمدنية”، لا تزال ميليشيات ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” قائمة وترتكب الانتهاكات والجرائم في عفرين، ومكاتبها الأمنية والاقتصادية فاعلة، رغم إلغاء بعض الحواجز العسكرية، وتشنّ حرباً في ريف منبج ضد قوات سوريا الديمقراطية بإسناد من الجيش التركي؛ كما أنّ الاحتلال التركي يمارس عمله في كافة المجالات الإدارية والأمنية والعسكرية، حيث الوالي يداوم في مكتبه بمبنى السراي القديم والعلم التركي مرفوعٌ عليه، وكذلك حواجز ميليشيا “الشرطة العسكرية” بالاشتراك مع الاستخبارات التركية فاعلة، وهناك مئات المعتقلين والمغيبين قسراً على خلفيات سياسية، ولا توجد بيئة آمنة لعودة المهجّرين بشكلٍ طوعي!

ويذكر أنّ ذهاب رتلٍ لقوات الأمن العام من حلب إلى عفرين، يوم الخميس 6/2/2025م، وتجواله في المنطقة، واستقباله من قبل المئات، وعودته إلى حلب… كان عبارة عن استعراض أمني، دون إجراء لقاءات مع الأهالي أو إلقاء خطابات وإطلاق وعود أو استلام إدارة المنطقة، بل تعرّض الكثير من المستقبلين الكُـرد للتهديدات واعتقال العشرات منهم.

ورغم أنّ أفراد وسيارات “الشرطة العسكرية” قد حملت شارات “الأمن العام”، لكنّ المدعو “أحمد جمال كبصو” رئيس فرع عفرين والمعروف بسطوته وممارسة الانتهاكات منذ سنوات، لازال في موقعه، وهذه الميليشيا تعمل تحت أمرة الاحتلال التركي، وبدلاً من حماية أهالي المنطقة وممتلكاتهم تعمل ضدهم، تعتقل وتبتز أبناؤهم.

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= إصابات:

بتاريخ 4/2/2025م، نتيجة انفجار لغم أرضي قرب قرية “كوندي مزن/الذوق الكبير” – شيروا، من مخلفات الحرب، أصيب ثلاثة أطفال بجراح متفاوتة، وهم (آرين عماد عبدو /8/ أعوام من أهالي قرية “كباشين” المجاورة، بحري محمد علو /10/ أعوام من أهالي قرية “براد” المجاورة)، وبذات اليوم انفجر لغم آخر في قرية “كباشين” أدى إلى إصابة الطفل “إبراهيم محمد شمو /15/ عاماً” من أهالي قرية “براد” المجاورة، وبتر ساقه.

= اعتقالات تعسفية:

– بتاريخ 4/12/2024م، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” المواطن “رودين عارف حسو /34/ عاماً” من أهالي قرية “حسنديرا”- بلبل، من منزل أحد أقربائه في مدينة عفرين، بُعيد عودته من وجهة النزوح مدينة حلب، بحجة أنه كان موظفاً مدنياً لدى الإدارة الذاتية السابقة؛ وتمّ حبسه في سجن “ماراته” المركزي مع فرض غرامة مالية عليه، إلى أن تمّ الإفراج عنه بتاريخ 6/2/2025م؛ وكانت قد اعتقلت صاحب المنزل لثلاثة أيام.

– صباح الجمعة 7/2/2025م، أعلنت ميليشيا “الشرطة العسكرية في عفرين” أنها تمكنت من اعتقال أربعة شبان قاموا بتصوير شعار “كلنا قسد” داخل سيارة أثناء دخول رتل الأمن العام إلى مدينة عفرين في 6/2/2025م، ونشرت صورهم، من بينهم الشاب “محمد عبد القادر أحمد /18/ عاماً” من أهالي بلدة “جلمة” – جنديرس، بحجة أنّ ذلك “يهدف إلى الاستفزاز وزعزعة الأمن”.

= عملية اختطاف وسط حلب:

ظهيرة يوم الثلاثاء 4/2/2025م، قامت مجموعة مسلّحة غير ملثمة، وسط مدينة حلب- حي محطة بغداد (من الجهة الشرقية للحديقة العامة)، باختطاف /14/ شاب ورجل كردي (بعضهم طلاب جامعات) من مهجّري عفرين، على الهوية، بعد تنزيلهم من ميكروباصات خط الشيخ مقصود والأشرفية، واقتادتهم إلى جهة مجهولة خارج المدنية، وقامت بتصوريهم بالفيديوهات، أثناء الضرب والتعذيب الشديد، وتوجيه مختلف الاهانات والشتائم إليهم؛ إلى أن تركتهم في حي الشّعار شرقي المدينة، ووجهتهم بالمغادرة دون النظر إلى الخلف تحت التهديد بإطلاق الرصاص عليهم.

= انتهاكات “العمشات”:

لا تزال ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم/أبو عمشة” الذي مُنح رتبة “عميد” وعُيّن “قائداً للفرقة 25” لدى وزارة الدفاع الجديدة، تمارس الانتهاكات ومختلف الضغوط على أهالي القرى والبلدات التي تقع تحت سيطرتها، منها:

– عدم تسليم منازل وممتلكات العوائل الكردية العائدة إلى ديارها، إلّا بعد فرض إتاوات مالية كبيرة؛ ففي بلدة مابتا/معبطلي تمنع تسليم منازل حوالي /20/ عائلة عائدة، رغم إخلائها من قبل المستقدمين، حيث تشترط دفع إتاوة ما بين /1-3/ آلاف دولار أمريكي لقاء تسليم المنزل الواحد.

– تمنع عوائل مسلّحيها والمستقدمين القاطنين في ناحية شيه/شيخ الحديد وبعض قرى ناحية جنديرس الواقعة تحت سيطرتها من مغادرة المنطقة والعودة إلى مناطقها الأصلية، حيث أنّ حركة عودة الكُـرد إلى هذه القرى ضعيفة جداً بسبب الانتهاكات.

– اعتقلت حوالي /27/ شخصاً من أهالي بلدة مابتا/معبطلي، معظمهم أصحاب المحلات في سوق البلدة، بعد ساعات من مرور رتل لجهاز الأمن العام فيها عصر الخميس 6/2/2025م، بحجة أنهم رحّبوا بالرتل؛ وأفرجت عنهم مساء ذات اليوم بضغط من ألأمن العام، حيث حاول “أبوعمشة” بإلقاء المسؤولية على المدعو “أبو غازي” مسؤول البلدة من عناصره؛ وفي اليوم التالي 7/2/2025م حضرت دورية كبيرة من الأمن العام إلى البلدة وقامت بالتحقيق عن الأوضاع، فقدّم مختار البلدة صورة عن الانتهاكات (إتاوات، سرقات، احتجاز المنازل، قطع الأشجار، اعتقالات عشوائية…) أمام الملأ.

– في قرية “كاخره” – مابتا/معبطلي، قامت باختطاف المواطن “محمد عبد الرحمن عيسو /32/ عاماً” وفرض فدية مالية /8000/ دولار أمريكي عليه لقاء الإفراج عنه بعد تعريضه للتعذيب الشديد وعن زوجة “ريناس”، وذلك بعد فرار شقيقيه “ريناس و نضال” من القرية، بسبب اتهامهما بحيازة سلاح، بُعيد عودتهما مع أسرتيهما من وجهة النزوح – منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي؛ كما فرضت فدية /5000/ دولار أمريكي على المواطن “محمد محمد مستو /37/ عاماً” لقاء الإفراج عنه بعد اختطافه وتعذيبه، بحجة أنه ساعد الشقيقين “ريناس و نضال” على العودة إلى القرية.

= إتاوات “الحمزات”:

وصلتنا مقاطع صوتية بتاريخ 3/2/2025م، يتحدث فيها مسؤول المكتب الاقتصادي لميليشيات “فرقة الحمزات” إلى مخاتير القرى، عبر تطبيق الواتس آب، ويطالب بإبلاغ “أصحاب العقود- الموكلين عن مواطنين غائبين بإدارة أملاكهم” لدفع الإتاوات المفروضة عليهم لغاية نهاية الأسبوع، وكذلك المواطنين العائدين لاستلام أراضيهم ودفع الإتاوات أيضاً، تحت التهديد بنزع أياديهم عنها وتسليمها لغيرهم. وذلك في سياق استعجال الميليشيات تحصيل ما أمكن من إتاوات ونهب، قبل مغادرتها المنطقة وفق تصريحات حكومة دمشق.

= في بلدة “ميدانكي”:

بتاريخ 30/1/2025م، واليومين التاليين، أقدم مسلّحون ملثمون على اقتحام ثلاثة منازل متجاورة لثلاثة أشقاء “إبراهيم و عثمان و زهر الدين أولاد محمد جبر” في بلدة “ميدانكي” – شرّا/شرّان، لأجل سرقة ما تيسر لهم؛ من المنزل الأول (مبالغ مالية، /5/ تنكات زيت زيتون – الواحدة 16 كغ صافي، وهاتفين جوالين)، من المنزل الثاني مصاغ ذهب لزوجة جوان عثمان جبر، وفي المنزل الثالث أطلقوا الرصاص أثناء فرارهم إثر فشلهم في العملية. وكذلك فشل مسلّحون آخرون في سرقة منزل “نوري جبر”.

كما أنّ المدعو “حسن الفطيم” – متزعم في ميليشيات “فرقة المعتصم بالله” يمنع تسليم منازل العوائل الكردية العائدة (حوالي الـ/50/) إلّا بعد دفع إتاوة مالية عن كلّ منزل، ويمنع عوائل مسلّحي جماعته من العودة إلى قريتهم الأصلية في جبل الزاوية بمحافظة إدلب، رغم أنها غير متضررة كثيراً، لأجل البقاء لأطول مدة ممكنة وتحصيل الإتاوات وواردات مالية أخرى.

وفي حال عدم دفع إتاوة لقاء إخلاء منزل ما، يقوم المستولي عليه لدى المغادرة بفك الأبواب والنوافذ، وحتى التخريب فيه.

= قطع الأشجار:

– أواخر كانون الثاني الماضي، قام مسلّحون بقطع حوالي /40/ شجرة زيتون عائدة للمواطن “عادل أحمد زيبو“، في قرية “قرتقلاق”- شرّا/شرّان، بشكل جزئي، بغية التحطيب، رغم قرب الحقل من حاجز لميليشيا “فرقة السلطان مراد”.

– وخلال الشهر الفائت أيضاً، تمّ قطع حوالي /100/ شجرة زيتون بشكل متفاوت، بينها من الجذوع، وهي عائدة لأهالي قريتي “ممالا” و “ماسكا” المتجاورتين بناحية راجو، اللتين تسيطر عليها ميليشيات “الفرقة التاسعة”، منها (/5/ لـ”رفعت اسماعيل مصطفي“، أكثر من /15/ لـ”صبحي عكش بلال“، أكثر من /35/ لـ”زليفة عكاش بلال“، /22/ لـ”لقمان اسماعيل أحمد“، /10/ لـ”كمال جعفر نابو“، /10/ لـ”عارف جعفر صالح حيدريه“)، من قبل المستقدمين القاطنين في القريتين، بينهم المدعو “محمود علي الأحمد” المنحدر من ريف حماه.

= انتهاكات أخرى:

– لايزال معظم عوائل المسلّحين والمستقدمين القاطنين في قرية “عبودان” – بلبل يستولون على منازل أهاليها، حيث أنّ ميليشيات “جيش النخبة” تمنع تسليم المنازل لأصحابها، رغم أنّ بعضهم عائدون منذ عامٍ ونصف.

– ميليشيا يتزعمها المدعوان “حسام، وأبو رضوان” بـ”فرقة ملكشاه”، المسيطرة على قرية “عين الحجر الغربي”- مابتا/معبطلي، تقوم باختطاف رجال القرية وتفرض عليه فدى مالية لقاء إطلاق سراحهم.

– في قرية “إيسكا” جنوب مدينة عفرين، ليلة 4/2/2025م، قام مسلّحون ملثمون بسرقة سيارة بك آب نوع هونداي عائدة للمواطن “عمر غسان رمو“، حيث في العام الماضي سُرقت دراجته النارية أيضاً؛ كما أنّ مسلّحون آخرون حاولوا سرقة محل لـ”أ.أسعد” ومنزلي “علي حسيه، أ. خالد”، بعد مداهمتها، ولكنهم فشلوا بسبب استيقاظ أصحابها.

إنّ إنهاء الاحتلال التركي بكل مرتكزاته، وحلّ الميليشيات وترحيل عناصرها ومتزعميها إلى مناطق أخرى ضمن ثكنات وزارة الدفاع، أمران أساسيان لتعافي منطقة عفرين وعودة سكّانها المهجرين بحرية وكرامة.

08/02/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– رتل من قوات الأمن العام في عفرين، 6/2/2025م.

– الأطفال المصابون: آرين عماد عبدو، بحري محمد علو، إبراهيم محمد شمو.

– الشبّان الأربعة المعتقلين من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية” في مدينة عفرين، بتاريخ 7/2/2025م.

– “محمد الجاسم/أبو عمشة” وشقيقه والسيد أحمد الشرع قبل تنصيبه رئيساً لسوريا.

– منشور لـ”محمد الجاسم” على منصة “اكس”، يؤكد فيه على منحه “رتبة عميد” وتوليه “قيادة الفرقة 25”.

– قطع أشجار الزيتون في قرية “قرتقلاق”، مصدر الصورة مقطع فيديو للناشط الإعلامي أحمد البرهو.

– قطع أشجار الزيتون في قرية “ممالا” بناحية راجو.

—————–

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-315-08-02-2025– PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى