عدوان تركي وميليشياوي على مناطق الإدارة الذاتية، ضحايا شهداء وجرحى ودمار في الممتلكات

بعد سيطرة الميليشيات السورية الموالية لتركيا على مدينة منبج في 8 كانون الأول 2024م، استمرّت بالزحف شرقاً نحو سدّ تشرين وجسر قره قوزاق على نهر الفرات، تخوم منطقة كوباني الكردية، بدعم مدفعي وإسناد جوي من الجيش التركي، فوقع قصف متبادل بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على طرفي الموقع، بالتزامن مع تحشيد الجيش التركي نحو الحدود الشمالية لكوباني وتهديد أنقرة بش عملية عسكرية واسعة على المنطقة؛ ولكن قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا تدخلت وحققت هدنة لم تدم طويلاً مع استمرار التهديدات التركية وخروقات الميليشيات وقصف الطيران التركي، فاضطرّت «قسد» لشن عملية عسكرية معاكسة واستعادة السيطرة على ريف منبج الشرقي والجنوب شرقي، وقيام القوات الأمريكية بتأسيس نقطة عسكرية لها داخل مدينة كوباني على بعد مئات الأمتار من الشريط الحدودي.

لا تزال المعارك بين الطرفين مستمرة لغاية اليوم، وسط دفاع مستميت من «قسد» التي تفوقت على الميليشيات باستخدام الطائرات المسيّرة (بروسك) وأوقعت في صفوفها خسائر بشرية كبيرة، على الرغم من استخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة والحربية من الجانب التركي واستهدافها لبعض قرى كوباني ومحيط سد تشرين وكذلك قوافل المدنيين الذين اعتصموا في السدّ حماية له وكدعم معنوي لمقاتلي «قسد» ورفضاً للهجمات وتنديداً بالتصعيد التركي.

وقد وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء المعارك في 12 كانون الأول 2024 لغاية 22 كانون الثاني 2025، مقتل /468/ شخصاً من كلا الطرفين (51 مدنياً، بينهم 7 سيدات و4 أطفال، 342 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا، 75 عنصراً من قوات قسد والتشكيلات العسكرية التابعة لها)، ما عدا مئات الجرحى.

ضحايا اعتصام سدّ تشرين

اتخذ المدنيون المعتصمون في سدّ تشرين منذ 8/1/2025م موقفاً بطولياً، رغم كلّ المخاطر التي تحدق بحياتهم، وقد قصفتهم الطائرات التركية المسيّرة عدة مرّات على التوالي:

– في 8/1/2025م، استشهاد /5/ مدنيين وإصابة /15/ آخرين.

– في 15/1/2025م، استشهاد /3/ مدنيين وإصابة /19/ آخرين.

– في 16/1/2025 م، استشهاد /6/ مدنيين وإصابة عشرات آخرين.

– في 18/1/2025، استشهاد /6/ مدنيين- بينهم الممثل المسرحي الشهير جمعة خليل/بافي طيار، وإصابة /19/ آخرين.

– في 21/1/2025، استشهاد مدنيّين وإصابة /20/ آخرين بينهم أربعة صحفيين.

– في 22/1/2025م، استشهاد مدني وجُرح العشرات.

– في 25/1/2025، استشهاد مدني وجرح العشرات.

وكذلك نتيجة القصف التركي بالطيران:

– في 8/1/2025م، استشهد مدني في قرية كرك بريف كوباني؛ وإثر استهداف سيارة مدنية «هيونداي سنتافيه» عند مفرق قرية كركي خجو التابعة لمدينة ديرك/محافظة الحسكة، استشهد أحد المدنيين وأصيب آخر بجروح خطيرة.

– في 9/1/2025م، إصابة /3/ مواطنين في قرية «القاسمية» بريف كوباني الغربي، بالإضافة إلى قصف ثمانية قرى أخرى، تسبب بوقوع أضرار مادية.

– في 10/1/2025م، استشهد شخصان بقصف محيط جبل قره جوخ بريف ديرك.

– في 11/1/2025 تسببت الهجمات التركية بمجزرة بحق أسرة في قرية مسرب بريف كوباني الجنوبي، راح ضحيتها أب وابنتيه، وأصيب /5/ أطفال ووالدتهم بجروح؛ وفي قرية «بير حسو» بريف كوباني، أصيب طفلان بجروح؛ كما فقد مواطن لحياته في قرية «قره جوخ» بريف الحسكة.

– في 15/1/2025م، /7/ إصابات في صفوف المدنيين، نتيجة استهدف سيارة إسعاف كانت متجهة إلى سد تشرين؛ وقصف محيط بلدة عيسى، ما أدى لإصابة /3/ أطفال بجروح.

– في 26/1/2025، إصابة /3/ مدنيين، بينهم طفلان، بقصف قرية الجماس بريف مدينة عين عيسى.

– في 28/1/2025، استشهاد /3/ مدنيين من عائلة واحدة، بينهم طفل وإصابة أربعة آخرين، بقصف منزل بقرية أم حرملة بمنطقة زركان – الجزيرة.

– في 28/1/2025م، استشهاد /8/ مدنيين وإصابة /20/ آخرين، بينهم نساء وأطفال، بقصف سوق شعبي في مركز بلدة صرين بمنطقة كوباني.

– في 29/1/2025م، استشهاد /3/ مدنيين، اثنان منهما زوجان، وإصابة آخرين، إثر استهداف مسيّرة تركية لمنزل وسط مدينة كوباني.

بالإضافة إلى وقوع أضرار مادية بالسيارات والآليات وسيارات الإسعاف وفي سدّ تشرين أثناء الحوادث المذكورة أعلاه.

استهداف قرى

– في 8/1/2025م، قصف سيارة مدنية في قرية «كرك -Girik»/كوباني، إضافة إلى قصف مدفعي على قرية «أصلانكي» جنوبي مدينة كوباني.

– في 10/1/2025م، استهداف محطة الكهرباء في قرية «كركندال» بريف ديريك.

– في 16/1/2025م، قصف قرية «جعدة» بريف كوباني الجنوبي، ما أدى إلى تدمير مبنى المدرسة بالكامل؛ واستهداف قرية «طينة» قرب بلدة صرين، فأصيب محل لإصلاح السيارات ومصنع.

– في 17/1/2025م، استهداف مبنى سكني وسط مدينة قامشلي، ما أدى إلى أضرار مادية واشتعال خزانات وقود للتدفئة المنزلية على سطح المبنى.

أعداد الضحايا

وقالت هيئة الصحة لدى الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إنّ عدد الشهداء المدنيين جرّاء القصف التركي المستمر على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا مُنذ 8 كانون الثاني وحتى 29 كانون الثاني، بلغ /41/ شهيداً، و /239/ جريحاً.

تظاهرات وتشييع الشهداء

يوم السبت 18/1/2025، شارك المئات من الأهالي في تشييع /5/ شهداء مدنيين شاركوا في اعتصام سدّ تشرين، ووريت جثامينهم الثرى بمقبرة مزار الشهداء في كوباني.

وفي 20/1/2025، اعتصم المئات من أهالي مدينة الحسكة أمام قاعدة التحالف الدولي في حي غويران، احتجاجاً على الهجمات التركية على المدنيين المشاركين في اعتصام سد تشرين، وصمت المجتمع الدولي حيال الجرائم التي ترتكبها الدولة التركية بحق مكونات شمال وشرقي سوريا، حيث التقى وفدٌ منهم بالمسؤولين في القاعدة، وطالبوا بفرض حظر جوي على مناطق شمال وشرق سوريا، وحماية شعوبها، ودعم ومساندة قوات «قسد».

وفي 21/1/2025م، شارك الآلاف من أهالي قامشلي ومن باقي المدن والقرى المجاورة في تشييع /7/ شهداء، حيث وريت جثامينهم الثرى في مقبرة دليل صاروخان بمراسم لائقة، ستة منهم فقدوا حياتهم نتيجة القصف التركي لاعتصام سدّ تشرين ومقاتل من صفوف «قسد» استشهد خلال معارك دير الزور، وكان بينهم الفنان المسرحي الشهير جمعة خليل/بافي طيار.

وكذلك نظّم مجلس عوائل الشهداء في مدينة الحسكة، بتاريخ 22/1/2025م، مراسم تشييع جثمان مقاتل من قوات «قسد» ومراسم غيابية لمقاتل آخر.

وفي 22/1/2025، خرجت تظاهرات شعبية حاشدة في مدن وبلدات «عين عيسى وكوباني، ديرك وجل آغا وكركي لكي وتربه سبي وتل حميس وعامودا)، تنديداً بهجمات تركيا والميليشيات الموالية لها، واستنكاراً للصمت الدولي، وتضامناً مع قوات سوريا الديمقراطية، ودعوةً للمجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته والعمل على إنهاء تلك الهجمات.

إدانة الجرائم

في تصريح بتاريخ 29/1/2025م، أدان حزبا «الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا» استهداف حياة السكان المدنيين العزل من قبل تركيا ومرتزقتها، وكذلك صمت المجتمع الدولي «الذي ينبغي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه الانتهاكات للسيادة السورية، ويضع حداً لهذه العمليات، إذ تقع على عاتقه حفظ الأمن والسلم الدوليين».

ودعا الحزبان القيادة الجديدة في سوريا إلى القيام بواجبها الوطني تجاه مواطنيها، وحماية أرواحهم من هذه الاعتداءات.

———–

* جريدة “الوحـدة” – العدد /346/ – 1 شباط 2025م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).