القسم العاممختارات

كتاب “مهمة تركيا المستحيلة: الحرب والسلام مع الكُـرد”

تأليف الصحافي التركي جنكيز تشاندار

“مهمة تركيا المستحيلة: الحرب والسلام مع الكُـرد”

                                                                                                جنكيز تشاندار

بتاريخ 8/12/2020م، أجرت الكاتبة بيتي همارغرين[1] – Bitte Hammargren مقابلةً مع الصحافي التركي الشهير جكنيز تشاندار[2]– Cengiz Çandar صاحب كتاب “قطار الرافدين السريع: رحلة في التاريخ (تركيا – الكورد – الشرق الأوسط – الغرب)‏” الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2014م، حول كتابه الجديد ” Turkey’s Mission Impossible: War and Peace with the Kurds – مهمة تركيا المستحيلة: الحرب والسلام مع الكُـرد” الصادر بالإنكليزية في حزيران 2020م، حيث شارك في استضافة هذا الحدث المعهد السويدي للشؤون الدولية[3] (UI) ومعهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية[4]  (SUITS).

وفق التقديم المدوّن في موقعي المعهدين الإلكترونيين، عندما انتقلت تركيا إلى العصر الحديث كدولة قومية، جلبت معها إنكار الهوية الكردية، أدى هذا الإنكار إلى خلق “مسألة كردية” تبدو مستعصية على الحلّ، والتي اتسمت بالعديد من الثورات وعقودٍ من التمرّد؛ في كتابه الجديد، يمزج جنكيز تشاندار بين الرواية التاريخية للمسألة الكردية في تركيا وتجاربه الخاصة ورؤيته حول السياسيين والمقاتلين المعنيين، من خلال إيلاء اهتمام وثيق لعمليات السلام الفاشلة بشكل متكرر، ويتحدى كتاب “مهمة تركيا المستحيلة” وجهات النظر التقليدية حول تركيا ويقدم صورة دقيقة لكيفية الوصول إلى الآن.

لأجل التعرّف على مضمون الكتاب، والاطلاع على ما جاء في المقابلة من حوار غني، ارتأينا نشره على شكل نصٍ مكتوب والذي دوّنه المدرّس القدير يونس آلي المنحدر من منطقة عفرين الكردية- السورية والمقيم حالياً في بلاد المهجر ألمانيا، ترجمةً من الإنكليزية إلى العربية، مشكوراً.

22 شباط 2024م

إدارة موقع يك.دم الإلكتروني                                                                                    www.yek-dem.com

***********

مقابلة مرئية مع الصحافي جنكيز تشاندار- الكاتبة بيتي همارغرين[5]

ترجمة عن الإنكليزية: يونس آلي

 س: لماذا تعتبر المسألة الكردية بمثابة أم القضايا في تركيا؟

ج: القضية متعلقة بالتعداد السكّاني للكُـرد، ومخاوف الحكومات التركية ناجمة عن التراكمات التي ورثتها عن الإمبراطورية العثمانية والتي تأسست الجمهورية على أنقاضها في أعقاب الحرب العالمية الأولى، وكذلك اعتماد سياسة الأمة الواحدة والشعور الملازم له بتفوق الهوية التركية، وما رافق ذلك من إنكار للهوية الكردية وقضية الشعب الكردي؛ لذا تنامت المقاومة الكردية لتلك النظرة الاستعلائية وتعمّق شعور الكُـرد بالغبن جراء تلك السياسات التمييزية، وقد تجسّد ذلك في اشتداد الصراع وتعدد أشكاله، وظلت القضية الكردية لعقود من الزمن طي الكتمان في اللقاءات والمحافل العامة، على الرغم من قيام الكُـرد بانتفاضات وثورات منذ عشرينيات القرن الماضي والتي تم قمعها بوحشية. إلّا أنّ المسألة الكردية ظهرت على المسرح الدولي من جديد نتيجةً لتغير الوضع الدولي والإقليمي. فحسب تلك العقلية العثمانية الجديدة، فإن وضع المسألة الكردية على طريق الحلّ العادل كفيدرالية أو حكم ذاتي يعني بالنسبة لهم تفكيك أسس الجمهورية المتحكّمة بكل مؤسسات ومقدرات الدولة، وبحكم قربي من الرئيس الأسبق تورغوت أوزال بداية تسعينيات القرن الماضي وفي أحاديث خاصة، كان يقول لي: “إنّ إيجاد حل للمشكلة الكردية يفتح الطريق أمام تركيا لحلّ جميع مشاكلها، لذا فإن علاج القضية الكردية يمثل رأس الدواء بالنسبة لمعدة تركيا المتألمة”… تركيا مثلها مثل شخص رياضي مفتول العضلات وطموح يسعى لتحطيم الرقم القياسي ولكنه يعاني آلام مبرحة في المعدة، فلا يقوى على الركوع والوقوف جيداً، وفي ظل مركزية معلنة وأخرى مبطنة، إذاً لا بد من كشف علاج شاف يخلصنا من تلك الأوجاع لتحقيق النجاحات والمضي قدماً نحو الأمام… لذلك فإن القضية الكردية تُعتبر مسألة محورية في تركيا.

س: أنت أحد الذين يسعون لإيجاد دواء لتلك الآلام المبرحة، وتعيش في المنفى بالسويد، هل البعد عن تركيا دفعك إلى تأليف هذا الكتاب؟

ج: أستطيع القول بأنني لاجئ فكري، أما بالنسبة للكتاب، فإن صديقي العزيز يورغن روجان وهو مؤرخ عظيم وأستاذ في جامعة أكسفورد، دعاني وشجعني على القيام بهذا البحث. وستمدد إقامتي لخمسة أعوام في السويد، والسبب في ذلك هو انجازي لهذا الكتاب (مهمة تركيا غير الممكنة… الحرب والسّلم مع الكُـرد)، يمكنني العودة إلى تركيا، ولكنها محفوفة بالخطر وهذا مرده طبيعة الحكم الاستبدادية وموقفهم مني. فلا يمكن ممارسة أي نشاط سياسي أو فكري في ظل غياب حرية التعبير والصحافة، فلدي الكثير من الأصدقاء يمضون أوقاتهم سدى في تركيا، ولست بصدد تقديم نفسي كضحية، فمجرد تأييد PKK (حزب العمال الكردستاني) أو القول بأنه يقود المرحلة، يكون مصير الفرد المحاكمة واتهامه بالإرهاب ثم الزج به في غياهب السجون.

أشكر الحكومة السويدية والمعهد السويدي للشؤون الدولية على حسن استقبالهم وتأمين التسهيلات اللازمة لأداء مهامي وممارسة نشاطاتي، كما يحدوني الأمل أن يشكل هذا الكتاب مادة مرجعية للأجيال القادمة، لما يحتويه من مواضيع وقضايا لم يتم التطرق لها من قبل.

س: دعنا نرجع لبداية التسعينيات مع انتهاء الحرب الباردة واستمرار الصراع المسلّح بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية والذي بدأ سنة ١٩٨٤م وأسفر عن مآسي كثيرة، كان تورغوت أوزال رئيساً لتركيا في ذلك الحين، أقدم على خطوة جريئة، تمثلت في الإقدام على إجراء مفاوضات معPKK  من أجل تمهيد الطريق لإيجاد حلّ للمسألة الكردية، لذلك أوكل إليك حينها دوراً خاصا، أليس كذلك؟

ج: بقي أوزال منعزلاُ في قصره، لأنه أثار قضية حساسة في تركيا، مكث في القصر وحيداً مدةً من الزمن، فعلى الرغم من الواجهة البرلمانية ودور المؤسسات، إلّا أنّ تركيا دولة أمنية شمولية، خاصة ًحينما يتعلق الأمر بالمسألة الكردية، مع وجود فرق مقارنة بمعظم بلدان الشرق الأوسط وتلك التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة.

إنّ تلك العقلية التي يفكر بها صناع القرار في تركيا، هي من مخلفات الحكم العثماني وامتداد له، لذا فإنّ المسألة الكردية بالنسبة لهم تُشكل مشكلة أمنية كبرى. ولا يتصورون بأن تكون تركيا مفككة بوجود مناطق كردية منفصلة عن المركز. لا تزال ذاكرتهم نشطة في ما يخص العهد العثماني الذي امتد لمئات السنين، بدءًا من بوابات وسط أوروبا إلى شبه الجزيرة العربية واليمن حتى معظم شمال أفريقيا وجزء كبير من شمال شرق أوروبا وبعض الأجزاء من القوقاز. إلى أن انحسرت تلك المساحات الواسعة وتقلّصت شيئاً فشياً، حتى نشأ ما يُعرف اليوم بالدولة التركية في أعقاب الحرب العالمية الأولى… جميع تلك التطورات وخسارة تلك المناطق، شكلت نقطة تحوّل كبرى في عقلية وسيكولوجية القيادات التركية المتعاقبة، على مختلف مشاربهم؛ لذا فإن ذلك الموروث العثماني يظهر جلياً لدى مواجهتهم للقضية الكردية، ومن يتعاطى بهذه المسألة، فإنه يضع نفسه في مهب الريح، لما تثيره من حساسية وصداع لدى أصحاب تلك العقلية، فظهور تورغوت أوزال، كان كافياً لتمثيل معارضة في نظر المؤسسة الأمنية والعسكرية كرئيس بتلك الكاريزما ومصداقيته في التعاطي مع الأحداث، إضافةً إلى أسباب أخرى.

لقد بات أكثر عزلةً وشعوراً بالوحدة… فوجد أوزال في شخصي الصديق الأمثل لتقاسمه الرؤى وتحمّل الوضع القائم.

س: هل كنت تعرفه من قبل؟

ج: نعم، فقد كنت صحفياً معروفاً ولكننا ننتمي لخلفيات سياسية متباينة، وكانت علاقتي به محصورة بعملي كمحلل وصحفي مع رئيس للجمهورية.

س: كيف تم التعارف والتقارب بينكما؟

ج: كان ذلك مع اندلاع حرب الخليج وغزو صدام حسين للكويت، ولكوني مطّلع على المسألة الكردية وأحوال المنطقة، كنت أتابع عن كثب حملات الإبادة الجماعية التي شنّها صدام ضد الكُـرد، وعلى إثر ذلك تشكّل التحالف الدولي، فأيقنت حينها بأن صدام في طريقه إلى الزوال، والمستبدون يقفون حجر عثرة في طريق السيرورة التاريخية. وسارت الأمور نحو الأفضل بالنسبة للكُـرد بإشراقة شمسٍ جديدة على المنطقة. في تلك الأثناء، أدرك أوزال بأن هناك فرصة سانحة أمام تركيا بعد انتهاء الحرب الباردة وظهور عالم القطب الواحد، لذلك على تركيا توطيد العلاقات مع أمريكا رغم التحالف القائم بينهما، ما يخلق آفاق جديدة واسعة أمام تركيا ويضعها في مراكز اتخاذ القرار وفي موقع متقدم جيوسياسياً، ما يدفع تركيا لتبني مواقف وسياسات جديدة مختلفة، والتعامل الإيجابي مع القضية الكردية. وبزوال نظام حكم صدام حسين، تغيرت المعادلة في العراق ولم يبق وضع الكُـرد كما كان سابقاً، بل أصبحوا جزءًا من التركيبة السياسية في العراق، فبحكم الوضع الجغرافي للمنطقة ومجاورة الكُـرد لبعضهم، فإنه يوجد امتداد طبيعي بين المناطق الكردية في كل من تركيا، سوريا، العراق وإيران… وكُـرد تركيا يمثلون نصف التعداد العام للكُـرد، والتغيير الجذري الذي حصل في العراق، كان له تأثير على الوضع في تركيا وجعل منها لاعباً لا يستهان به في العالم الجديد.

س: طلب منك أوزال التواصل مع عبد الله أوجلان والذي يعتبر العدو الأول بالنسبة للنظام التركي، أليس كذلك؟

ج: نعم، جرى ذلك على مراحل، وهذا مذكور في الكتاب، حينها بدأت بكتابة تحليلاتي وقناعاتي في الصحافة اليومية في تركيا التي كنت أعمل فيها آنذاك، وقد تصادف ذلك مع جدية تفكير أوزال بهذه المسألة وانفتاحه على توجهاتي وانتقاده لي أيضاً في بعض الأحيان؛ فالقضية تحتاج لبعض الوقت للإقدام على خطوات عملية بالتدريج، وقد التقيت به إثر ذلك في أثناء زيارته لأمريكا، ووعدني بأن نلتقي على انفراد، وحصل ذلك وأجرينا محادثات مطوّلة في جوٍ من الانسجام، فلمست منه دعماً لمواقفي الداعية للحوار؛ تساءلت حينها عن الوضع الجديد في العراق ومن سيحكمه، لذلك بدأت بالبحث عن الزعماء الكُـرد، فالتقيت بجلال طلباني ومسعود بارزاني، كونهم يمثلون المعارضة الكردية المسلّحة في العراق.

وبعد ذلك أردت أن أحيطه علماً بلقاءاتي بجلال طالباني ومسعود بارزاني، كمحاولة لجس النبض ومعرفة مدى استعداده لتناول المسألة والعمل على معالجتها، بعد علمي بنيته لاتخاذ خطوات عملية لإيجاد حلّ للقضية الكردية والتي تمثل (تابو) بالنسبة للمنظومة الأمنية والعسكرية التركية، فحاول بهذا المسعى، وكسر ذاك التابو، وبدأ بالولوج في صلب القضية، فأمر بإحضار خارطة كبيرة للاستفسار عن توزع الكُـرد وأماكن تواجدهم.

التقيت أيضاً بأحمد جلبي وجلال طلباني في لندن، وطلب تحديد موعد للقاء تورغوت أوزال، وحينما رجعت إلى تركيا، فاتحته بهذا الموضوع، فأصبحت عدواً للمؤسسة الأمنية العسكرية بعد علمهم بذلك؛ ولعب طالباني دور الوساطة بين أوزال وأوجلان، إلّا أنّ المهمة كانت صعبة للغاية، نظراً لتعنت المنظومة الأمنية التركية والتي تضع العصي في دواليب أي تقارب أو تفاهم تركي- كردي… مزيد من المعلومات في الكتاب.

س: وقف إطلاق النار من جانب واحد، أعلنه PKK بعد تلك الاتصالات، ولكن أوزال، وافته المنية بصورة مفاجئة ولم يمت بشكل طبيعي بل تم اغتياله… ما رأيك في ذلك؟

ج: لأنه كان منفتحاً على إيجاد حلّ للمسألة الكردية، ناصبته المؤسسة الأمنية والعسكرية العداء، وصرّح أوجلان وقتذاك بأنه اغتيل على أيدي أجهزة المخابرات التركية، في مسعى منها لوقف العملية السلمية؛ أدركت عائلته ذلك الأمر بعد مدّة طويلة، ولم يتم الكشف عن دليل أو بيّنة ملموسة بخصوص موته؛ فمن جهتي، أعتقد بأنّ موته جاء نتيجة نوبة قلبية، فقد كان كبيراً في السن ويعاني من مشكلات صحية، كوني كنت قريباُ منه في أيامه الأخيرة، رغم أنّ معظم الناس يميلون للاعتقاد بأنه قد تمت تصفيته.

س: بعد وفاته وفشل محادثات السّلام بأكثر من عقد من الزمن، أقدمت الحكومة التركية برئاسة أردوغان، المعروف بسطوته وسلطته وتذبذبه، على فتح حوار للدخول في محادثات سلام مع PKK، هل كان أردوغان جاداً في ذلك؟

ج: أعرفه منذ ترأسه لمجلس بلدية استنبول، وكان في حزب الرفاه الإسلامي عام ١٩٩٤م، فهو يتصف بعقلية متناقضة، وبوجوه وأقنعة متعددة، ويمكن وصفه بالمتخلف، وحينها كانت تركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وتلقى مختلف أشكال الدعم والتشجيع من أجل إجراء تغييرات في بنية نظام الحكم، وذلك بما يتوافق والمعايير الأوروبية، كالقيام بإصلاحات دستورية وإيلاء الأهمية والاهتمام بمسألة الديمقراطية وحقوق الإنسان… فإن سار في طريق حلّ المسألة الكردية، فهو بذلك يفتح الطريق أمام تطور ونمو تركيا، وهذا ممكن من خلال كبح جماح المؤسسة الأمنية والعسكرية والتي بإمكانها لجم أردوغان، ثم التوجه بحلّة جديدة نحو أوروبا؛ لكنه غير مهيأ  فكرياً، كما أنّه يفتقر لامتلاك المعرفة الكافية بالقضية الكردية، إضافةً إلى مخلفات العهد العثماني وتركاته المتأصّلة في فكره، تمنعه من إحداث تحوّل جذري إيجابي في المسألة الكردية، فإن أحدث تغييراً لصالح  القضية الكردية، فهو ذاته سيتغير أيضاً، إنها مسألة مرحلة تاريخية وأوضاع سياسية غير ثابتة.

س: أشرت في الكتاب إلى حديث جرى بينكما على متن طائرة خاصة بعد أن باءت تلك المحادثات بالفشل، ذكر أردوغان بأنه ارتكب خطأً فادحاً بقوله بأنه توجد مشكلة كردية في البلاد، وذلك في خطابه في ديار بكر عام ٢٠٠٥م، ثم تراجع عن ذلك… ماذا جرى في تلك المحادثة؟

ج: زرعت تلك الكلمة آمال كبيرة في قلوب عدد كبير من المواطنين في تركيا لتمهيد الطريق من أجل حلّ المسألة الكردية، إنها المرّة الأولى التي يعترف فيها رئيس وزراء تركي بوجود قضية كردية، وكنت أخشى بأن يكون هناك رد فعل عنيف، لمعرفتي بحساسية الموقف… واعترف لي بأنه أخطأ في ذلك وكان يجب القول بأنها مسألة حقوق مواطنين ليس أكثر، أجبته حينها بالقول، يا سيد، هنالك تعريفات وتوصيفات عديدة للقضية الكردية، فمثلاً، يصف بعض الناس الفيل بالخرطوم الطويل أو امتلاكه للعاج وجثة ضخمة… الخ، وكلها تصح في وصف الفيل، فمن بين التعريفات الصائبة للمسألة الكردية، هي حقيقة وجود قضية كردية، أي أن نسمي الأشياء بأسمائها، فنظر إليّ بشيء من الاستغراب وسكت، ولكنه وفي قرارة نفسه لا يريد الإقرار بوجود القضية الكردية كما يجب أن تكون، وذلك لجملة أسباب وعوامل سياسية، وذاته صرّح منذ أيام بعدم وجود قضية كردية في تركيا.

س: لا أود الدخول في التفاصيل كثيراً، بل أترك ذلك للقراء، من أجل مطالعة الكتاب. لقد انقلب أردوغان ١٨٠درجة بعد انتخابات حزيران ٢٠١٥م بخصوص المسألة الكردية، بإغلاقه باب الحوار مع الكُـرد وتحالفه المتين مع باهتشلي والقوميين، ومواصلة الحرب ليس فقط مع PKK فحسب، بل ضد كُـرد سوريا أيضاً، باعتماده الحلّ العسكري. هنا أتساءل، يا ترى، من يقود من في الداخل التركي؟

ج: سؤال جيد جداً، لست متأكداً من وجود إجابة دقيقة حالياً، فالأمر مرتبط بما سبق ذاك التاريخ، عندما بدأ بشن حملة ضد جماعة غولن، التي كانت مشاركة معه في حكم البلاد، وتتمتع بنفوذ كبير في الجيش والشرطة والقضاء، فأطلق سراح معظم السجناء وذلك لاستمالة الحركة القومية والتحالف معها ضد غولن وجماعته، وتصويرهم بأنهم يعملون ضد الحركة، والذين تم إخلاء سبيلهم، هم بالمجمل أكثر عداءً للكُـرد والأمريكان والاتحاد الأوروبي، لقد تمّ توظيف تلك الحملة على غولن ضد القضية الكردية منذ تسلّمه لرئاسة الدولة، ضارباً عرض الحائط بالمؤسسات الدستورية، كالبرلمان وغيره، إلّا أنّه في ذات الوقت، كان بحاجة لتعديلات دستورية عبر البرلمان، لتكريس الحكم الرئاسي وبسط سلطته على مفاصل الدولة والمجتمع، فعمل على تقوية تحالفه مع الحركة القومية المتطرفة لتأمين الأغلبية البرلمانية، فكان ذلك محلّ نقد واعتراض أعضاء البرلمان الكُـرد باسم حزب الشعوب الديموقراطي، واختار بذلك سبيل الحرب؛ وبعد حوالي شهر من انتخابات حزيران ٢٠١٥م ونهوض العنصر الكردي باسم حزب الشعوب الديموقراطي، حُرِم أردوغان من الغالبية التي كان يحظى بها في ٢٠٠٢م، وكذلك وقوع مدينة تل أبيض في سوريا تحت سيطرة PYD (حزب الاتحاد الديمقراطي) والتناغم بين كُـرد تركيا وسوريا والهمّ المشترك بينهم… تغير أردوغان بشكل جذري ومتّن تحالفه مع الحركة القومية، واختار الحرب ضد الكُـرد بإملاءات من الدولة العميقة.

إنّ الحلم الكردي في الحرّية والتحرّر يُشكل كابوساً للأمن القومي التركي على حدّ زعمهم، وما التواجد العسكري التركي واحتلال مناطق سورية إلا مساعٍ محمومة لطمس القضية الكردية ومحو معالمها في كل مكان، ويبدو ذلك جلياً من خلال جنوح أردوغان القومي وجموحه وأيضاً اندماجه بالدولة العميقة، فمن يحكم من! الزعيم القومي لتلك الدولة العميقة أم الناطق باسمها… الأمر محكوم بمجريات التاريخ وكتابته وحفظه لعقود قادمة، لنرى صيرورة الأحداث ونتابع عن كثب، كي نكون أكثر دقةً وصواباً في الإجابة على هكذا سؤال.

س: الوقت يمضي سريعاً عند الحديث معك مستر جنكيز والوقت يداهمنا، حيث يوجد الكثير من المسائل التي أود طرحها، كالحديث عن الدور الروسي، وما حدث أثناء المحاولة الانقلابية… والخ. ولكن أدعو القراء للاطلاع على الكتاب للكشف عن المزيد من التفاصيل. ختمت الكتاب بشيء من المرارة، قائلاُ: وهبت حياتي مناضلاً من أجل تركيا قوية، حرّة ومزدهرة، ينعم فيها المواطنون الكُـرد بالسّلام والحرية والمساواة.

عنوان كتابك: Turkey’s mission Impossible, war and peace with the kurds

هل يحمل في طياته تورية أو إشارة استفهام خفية؟

ج: الاسم الأساسي بالتوازي مع العنوان الثانوي، دلالة على عدم الإمكانية، فالحرب والسّلم مع الكُـرد، كلاهما مستحيل في ظل السياسة التركية الراهنة، لقد كرّست حياتي كحال الكثيرين مثلي من أجل حلّ سلمي لقضية شعبي ولما فيه خير بلادنا ومواطنيها جميعاً، غير أنّ المصالحة ليست ممكنة مع نظام دكتاتوري مستبد يذيق الكُـرد صنوف الظّلم والاضطهاد، إضافةً إلى قمع أي نوع من المعارضة الحقيقية. هذا الكتاب ليس عن الكُـرد فقط بل تركيا ككل، إذا ما رجعنا للتاريخ، فإننا نستنتج بأن الأيام الأخيرة للسلطنة العثمانية وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني وتعاطف الشباب الوحدويون الترك معه، كانت فترة استبداد، امتدّت لتشمل حكم كمال أتاتورك في ظل الجمهورية التركية، وما نشهده اليوم في عهد أردوغان كإسلامي، يُعدّ انحرافاً عمّا يُعرف بتركيا الكمالية العلمانية. إنها حلقات متسلسلة ومترابطة فيما بينها، أدت إلى إنتاج تركيا الأوتوقراطية اليوم؛ لذا لم تشهد فترات ثابتة من الديموقراطية، بل تحولات شتى عصفت بالبلاد؛ فلكي يحدث أي انتقال ديموقراطي ضد الاستبداد، فإننا بحاجة لتغيير نموذجي عملي، ولا يمكننا فصل تركيا عن مسار النظام العالمي.

س: ماذا عن الانتخابات الأميركية المقبلة؟

ج: هنالك شبه إجماع على وصف السياسة التركية الخارجية بأنها توسّعية وتتبنى فكرة العثمانية الجديدة، وخير مثال على ذلك تدخلاتها في جنوب القوقاز للظهور بمظهر اللاعب والوسيط في النزاع الأرمني-الأذربيجاني، وصولاً إلى ليبيا وشرق المتوسط في تحدٍ سافر ليس لليونان فحسب بل لفرنسا أيضاً؛ هذا إضافةً إلى توغلها العسكري في كلٍ من العراق وسوريا.

لا شك يوجد اختلاف في المواقف بين ترامب وبايدن في كثير من السياسات، ففي ظل اقتصاد متهالك وسياسة عثمانية، كيف يمكن أن نرى تركيا حيّة ومستقرّة! ضمن هذا السياق، أين يمكن أن نشاهد القضية الكردية وما ستؤول إليه الأوضاع، فنحن أمام مستقبل يكتنفه الغموض، لذا لم تكن نهاية الكتاب مبشرة أو سعيدة.

أجل هناك تطابق في الرؤى والتكهنات بيني وبين هنري كيسنجر فيما يخص النظام العالمي والوضع في الشرق الأوسط، فكلانا يرى غموض وتخبط في المنطقة والعالم.

آمل أن يشكل الكتاب مرجعاً للأجيال القادمة، لما يضمّ بين دفتيه من موضوعات هامة.

—————

– أسئلة من بعض المشاركين…

س: هناك سوء تقدير فيما يتعلق بتمثيل HDP (حزب الشعوب الديمقراطي) لجميع الكُـرد في تركيا والناطقين بالكردية، هم أكثر من يصوت لهذا الحزب، كيف لا يمكن أن يتفق جميع الكُـرد مع مواقف HDP؟  

ج: سؤال مثير للجدل، ينبغي القول بأن هذا الكتاب لا يخص الشأن الكردي الداخلي. نعم، هناك من لا يصوت لصالح HDP، ولكن ما هو موقع هذا الحزب بالنسبة للأحزاب الممثلة في البرلمان التركي، هو ليس حزب حاكم ولا يأتي في المرتبة الأولى، كما هو حال حزب العدالة والتنمية أو الحركة القومية، لكنه يحظى بتأييد غالبية الكُـرد، وكان هذا واضحاً في تقدمه في الانتخابات التي جرت منذ عشر أو خمس عشرة سنة الماضية. هناك مواطنون من أصول كردية يصوتون لأحزاب أخرى، وتركيا بلد متعدد الإثنيات، لكن HDP يعمل لصالح الكُـرد.

س: ثلاث أسئلة في سؤال واحد… إذا تم اتخاذ قرار ثان بإجراء محادثات سلام، فمن يمثل الجانب الكردي في العملية، وهل لديك فكرة فيما يتعلق بحلّ مستدام، وكيف يبدو ذلك؟

ج: كثيراً ما يتردد هكذا سؤال في تركيا، فأنا لا أتوقع حلاً قريباً للقضية، يتمخض عن مفاوضات سلام مكتملة، فإذا سلطنا الضوء على بنية النظام التركي الراهن وإيديولوجيته، فلا يوجد أمل أو آفاق للانخراط مجدداً بعملية سلّمية، لأن النظام يتعامل مع المسألة الكردية وفق عقلية عسكرية وأمنية. كما ذكرت في ملاحظاتي في نهاية الكتاب، لقد تمّ قمع الانتفاضة التي قادها PKK سنة ١٩٨٤م بالقوة العسكرية بشكل أو بآخر، ولا يوجد أي تصعيد في المناطق ذات الغالبية الكردية والواقع تحت السيطرة الأمنية، كما أنّ الجيش التركي متواجد في العراق ويلاحق PKK وينتشر عسكرياً في مناطق كردية مجاورة في سوريا، ولا ننسى وجود قادة وأعضاء من HDP في سجون النظام، وهم منتخَبون من الشعب، إضافةً إلى صلاح الدين ديمرتاش وعبد الله أوجلان وآخرين… أي أنّ حوالي نصف الذين تم انتخابهم محتجزون لدى النظام التركي.

لذا لا أمل بفتح أي باب للحوار والدخول في مفاوضات سلام، طالما النظام الحالي قائم ويمارس القمع بحق الكُـرد والأحرار، واستطاع تسويف أي حوار يمس المسألة الكردية. وكما أشرت في سياق المقابلة إلى إمكانية المراوحة وحالة من الصمت لعقود من الزمن بهذا الخصوص في ظل نظام دكتاتوري لا يؤمن بلغة الحوار مع الكُـرد.

س: سؤال من زميلي بوليرين مدير جامعة استوكهولم- معهد الدراسات التركية، والمعجب كثيراً بالمقابلة…. ما رأيك بعودة إدارة بايدن للبيت الأبيض العام المقبل، ماذا يعني لكم ذلك؟

ج: أجرينا حديثاً مطولاً في لندن بمركز الدراسات التركية حول هذا الموضوع، دام أكثر من ساعة، ماذا ينتظر تركيا والمسألة الكردية في عهد بايدن… أعتقد أنه من المبكر إطلاق الأحكام والتقييمات حول العلاقات الأمريكية-التركية وتأثير ذلك على القضية الكردية، فتركيا تسعى للتوسّع والتمدّد من جنوب القوقاز إلى شمال أفريقيا وحتى ليبيا بالتعاون مع روسيا وعدم منافستها، في محاولةٍ منها لتوسيع نفوذها الجيوسياسي في مناطق مختلفة وبالتفاهم مع روسيا، لامتلاك منظومة الصواريخ /S₄₀₀/، هذا بلا شك يثير الغضب الأمريكي، وبايدن على علاقة طيبة مع كُـرد سوريا.

تمكّن أردوغان من إقناع ترامب بالتخلي عن المنطقة الكردية وحلفائه في سوريا عبر مكالمة هاتفية، للحصول من إدارة ترامب على الضوء الأخضر أو إفساد المجال له للتدخل وبسط نفوذه في شمال شرقي سوريا، ولا أستطيع قول أكثر من ذلك، فالعالم بات على أبواب تحولات كبيرة والعلاقات متداخلة ومتشابكة بين تركيا-أمريكا، تركيا-روسيا وأيضاً الصين، فلننتظر ونراقب تطورات الأحداث في العالم وما ستؤول إليه الأمور.

س: هل لك أن تتوسّع قليلاً في التعليق على موضوع عدم استعداد أردوغان وجاهزيته الفكرية والثقافية فيما يتعلق بالمسألة الكردية، كما سبق لك الإشارة إلى ذلك؟

ج: ينحدر أردوغان من منبت سياسي إسلامي، وهو متأثر إلى حدّ كبير بأفكار نجيب فاضل كِسَكُورَك. لذا فإنه غير مؤهل لتناول المسألة الكردية والعمل على إيجاد حلّ لها، وهي ليست من أولوياته السياسية. في بداية سنة ٢٠٠٠م عندما كان رئيساً للوزراء، حاول الاتحاد الأوروبي دعم الديمقراطية في تركيا، لدفع الحكومة لتلبية شروط ومعايير كوبنهاغن، إلّا أنّ ذلك يتطلب إجراء تعديلات دستورية وتشريعية، وكان أردوغان آنذاك خاضعاً لنفوذ الجيش والمؤسسة الأمنية، والمطلوب منه أن يقلّص من السطوح الأمنية وإعادة الجيش لثكناته، ليتم التعامل مع القضية الكردية سياسياً والاستجابة لمتطلبات المرحلة للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. ولأسباب عديدة، كان عليه النظر في المسألة الكردية، لكنه لا ينحدر ايديولوجياً من خلفيات كمالية، فإنه أقلّ تقبلاً وانفتاحاً من أسلافه في التعامل مع الكُـرد. لذا فإن المسألة الكردية أكثر تعقيداً مما يتصوره المرء، فعند ظهور بوادر إيجابية لمعالجة المسألة بدايات العام ٢٠٠٠م، لم يكن أردوغان في قلب الحدث الكردي، ولعدم جاهزيته الفكرية أو الأيديولوجية، جعله ذلك، يراجع حساباته السياسية من حين إلى آخر وخاصةً فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية، علاوةً على حساسية القضية الكردية وعدم جاهزية المجتمع التركي بشكل عام لتقبّل المسألة الكردية والتعامل معها إيجابياً. وهذا ما جعله يتردد كثيراً ويولي الاهتمام لمصالحه ومصالح حزبه وفقاً لميزان الربح والخسارة. فالقضية الكردية بحاجة للإقدام على خطوات جريئة ومصيرية من أجل التحرك لإيجاد حلّ عادل. إن اللجوء للدولة العميقة، يعني عدم التفكير في القضية بالطريقة المثلى والمطلوبة، والخيار الوحيد المتاح أمامهم يتمثل في سحب السيف ومحاربة القضية الكردية، لذلك لا أمل يلوح في الأفق للحلّ على المدى المنظور، ولكن القضية باقية وتتجدد.

س: ما يتعلق بتجربتك الشخصية، كنت مستشاراً رئاسياً خاصاً في التسعينيات، وهذا معروف لمعظم الناس، لماذا كنت صحفياً مشهوراً في ذات الوقت؟

ج: إذا عرفتم الصحفي كمراسل، فمهمته الأولى نقل ما يسمع، وأنا أمتلك الكثير من المعلومات، كوني عملت مع الرئيس تورغوت أوزال، وبخصوص القضية، كان لدي أخبار ومعلومات كثيرة، لم أفصح عنها بسبب سرّية الموقف، أما كوني صحفي، فهذا يعني أني أستحوذ على خلفية معرفية تمكنني من القيام بالتحليل والتعليق، هنالك رجال صحافة تواصلت بهم وأتفق معهم، أمثال دوكرولو، كابل يوك، جان دانييل، وأطلقت على نفسي في مقدمة الكتاب صفة المراقب المشارك، مستمداً التسمية من المؤرخ الكبير أليكس هوفمان… وهكذا أرجو أن تتقبلوني.

– نشكرك جزيل الشكر على هذا الإنجاز، ويشرّفني بأن أقتني كتابك لقراءته، إنه ثروة في المعرفة.

***********

[1]بيتي هامرغرين، كاتبة مستقلة تعمل لحسابها الخاص، ومحللة ومستشارة في القضايا المتعلقة بتركيا وشمال أفريقيا وغرب آسيا، أي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وزميلة مشاركة أولى في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التابع للمعهد السويدي للشؤون الدولية (UI) .

[2] جانكيز تشاندار، صحافي وكاتب وسياسي تركي، من مواليد أنقرة عام 1948م، خريج كلية العلوم السياسية- جامعة أنقرة عام 1970م؛ بدأ حياته المهنية كصحفي في عام 1976 لجريدةش “فاتان” بعد أن عاش في الشرق الأوسط وأوروبا بسبب معارضته للنظام في تركيا بعد الانقلاب العسكري عام 1971م؛ وعمل في وكالة الأنباء التركية وفي صحفٍ تركية رائدة (جمهوريت، وهورييت، وصباح، وراديكال، وريفيرانز وغونيش)، كخبير في شؤون الشرق الأوسط (لبنان وفلسطين) والبلقان (البوسنة والهرسك)، وكمراسل حرب أحياناً.

وعمل مستشار خاص في السياسة الخارجية للرئيس التركي تورغوت أوزال بين عامي 1991 و1993م، وكان رائداً في إقامة العلاقة بين الرئاسة التركية والقيادة الكردية العراقية عام 1991م، التي قادت إلى الاعتراف بجلال طالباني ومسعود البارزاني في تركيا؛ كما شارك بنشاط في سياسة البلقان، خاصة خلال الاضطرابات العرقية في بين عامي 1993 و1995م.

نتيجة توتر الأوضاع السياسية واشتداد الضغوطات الأمنية داخل تركيا، انتقل إلى ستوكهولم – السويد عام 2016م، ليعمل كباحث زائر في معهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية (SUITS) وزميل مشارك في المعهد السويدي للشؤون الدولية.

في 14 أيار 2023م، انتخب نائباً للبرلمان التركي عن مدينة آمد (دبار بكر) ضمن قائمة حزب حزب اليسار الخضر/حزب الشعوب الديمقراطي HDP.

[3]المعهد السويدي للشؤون الدولية (UI) ، هو معهد مستقل ومنصة للبحث والمعلومات حول العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، تابع للهيئة العامة للجمعية السويدية الدولية Utrikespolitiska samfundet التي تأسست عام 1938م.

https://www.ui.se/english/

[4]معهد جامعة ستوكهولم للدراسات التركية – (SUITS) ، هو معهد أبحاث مستقل متعدد التخصصات في المجالات الأكاديمية للعلوم الاجتماعية والإنسانية؛ تأسس في 1 أكتوبر 2012م وتم افتتاحه في 12 مارس 2013م. كان المعهد يقع في البداية في قسم الدراسات الآسيوية والشرق أوسطية والتركية، وهو الآن تابع لقسم التاريخ الاقتصادي والعلاقات الدولية منذ عام 2021م؛ ويُعين مديره من قبل رئيس جامعة ستوكهولم.

https://www.su.se/institute-for-turkish-studies/

[5] – يمكنكم مشاهدة المقابلة عبر الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=il49NBPa-xk

——————

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

مهمة تركيا المستحيلة- جنكيز تشاندار– PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى