تناقلت العديد من الوسائل الإعلامية التركية، أنّ السلطات التركية، مساء الأربعاء 15/11/2023م، أطلقت سراح قاتل الصحافي الأرمني هيرانت دينك /52/ عاماً مؤسس ورئيس تحرير جريدة أغوس – Agos وأحد أبرز المدافعين عن القضية الأرمنية، على أساس «حسن السلوك».
القتل العمد
«أوغون ساماست» كان في /17/ عاماً من عمره، عندما أطلق الرصاص نحو «دينك» أمام مبنى صحيفته في استنبول، يوم 19 كانون الثاني 2007م، فأرداه قتيلاً في المكان، واعتقل المجرم في 20 كانون الثاني 2007م.
أقرّ «ساماست» في ذلك الوقت بارتكاب الجريمة، وحُكم عليه عام 2011م بالسجن لمدة /22 عاماً و10 أشهر/ بتهمة «القتل العمد مع سبق الإصرار» و»حيازة سلاح غير مرخص»، قضى منه /16/ عاماً و /10/ أشهر، كما حوكم في عام 2020م بأربعة سنوات سجن إضافية بتهمة التهجم على حراس السجن، ولكن خرج دون أن يستكمل عقوبته الأخيرة، وكان قد تمت تبرئته من جرم «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلّحة» رغم تورط آخرين معه في ارتكاب تلك الجريمة على نحوٍ منظم.
جرت المحاكمة للمتهمين بالقتل لأكثر من عقد وشهدت اتهامات لكبار ضباط الأمن بأنهم كانوا على دراية بالمؤامرة ضدّ «دينك» ولكنهم لم يحركوا ساكناً.
ردود الفعل
انتقد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، إطلاق سراح «ساماست»، وقال في تصريحٍ له: “إنها ليست مجرد جريمة قتل، لذا فهي لا ترتكب في حالة من اللاوعي، لقد تم تصميمها، وتخطيطها، وتكليفه بها من قبل شخص ما، إنه ظلم لا يصدق تم ارتكابه ضد الجالية الأرمنية في تركيا، لقد كان بالفعل موقفاً مريباً جداً أن يتم اغتيال زعيم الرأي هرانت دينك بسبب أفكاره”.
وقال المحامين إرين كسكين الرئيس المشترك للجنة مناهضة العنصرية والتمييز: «تم إطلاق سراح أوغون ساماست، قاتل هرانت دينك، على أساس «حسن السلوك»، وهو ما لا ينطبق على لوائح الإعدام والسجناء المرضى والسياسيين. وكشف هذا الوضع مرة أخرى أن النظام القانوني هو غطاء يغطي كل «الجرائم العميقة».
وقال الكاتب والصحافي الشهير جنكيز جاندار النائب عن حزب المساواة الشعبية والديمقراطية (HEDEP): «حُكم على عثمان كافالا، الذي لم يلمس مسدساً قط، بالسجن المشدد مدى الحياة. اختار صلاح الدين دميرتاش مجلس الأمة التركي الكبير بدلاً من الأسلحة، في السجن. ولا تنطبق قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على أي منهما. أوغون ساماست، الذي كان في السجن بتهمة قتل هرانت دينك، أصبح حراً. هل يمكن أن تكون تركيا دولة قانون والقضاء مستقل!».
أغوس
حسب موقعها الإلكتروني، «أغوس» تأسست عام 1996 بهدف شرح مشاكل الأرمن في تركيا، وهي أول صحيفة في فترة الجمهورية تصدر باللغة التركية- الأرمينية، ولها خط نشر يركز على إرساء الديمقراطية، وحقوق الأقليات، ومواجهة الماضي، وحماية التعددية وتطويرها في تركيا…. تهدف أغوس إلى فتح صفحاتها بشكل متزايد للشؤون التركية والعالمية. في تركيا، حيث تضيق مساحة الصحافة المستقلة وحرية التعبير تدريجيًا، تعمل Agos أيضًا كمنصة للمناقشة الحرّة.
* جريدة الوحـدة – العدد /344/- 18 كانون الأول 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).