القسم العاممختارات

إدارة ناجحة – شرعية قائمة

باهوز كرداغي*

ما يزال الجانب الكردي منقسماً على ذاته وما تزال الإدارة الذاتية منغلقة هي الأخرى على ذاتها، في حين أنّ جملة الأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وحجم المخاطر تزداد بنفس الوتيرة، وكل هذا لها ما لها من التأثير على كامل التجربة السياسية والاقتصادية القائمة.

ما لم تسعى الإدارة وتأخذ ما تأخذ من أدوات وآليات المراجعة والمعالجة لجملة تلك النقاط والملفات الضاغطة والمتراكمة بقوة، والتي لطالما سوف تبقى تشكل أبرز عامل من عوامل اللااستقرار الذاتي إذا ما بقيت تلك الآليات والأنماط السابقة قائمة في العمل، حيث تقع بالضرورة مسؤولية كبيرة على عاتق كل من هم في مواقع الإدارة وعاتق كل من بقي من قوى وفعاليات سياسية فاعلة حتى وإن اعتبروا أنفسهم في حالة معارضة لهذه الإدارة، ومهما أوجدوا من مبررات هنا وهناك، حيث لا تنتفي معها تلك المسؤولية في نهاية المطاف، ولا يمكن لأي طرف من هذه الأطراف التنصل من أعباء وتبعات إيجاد تلك الحلول والمخارج بشكلٍ فعلي، بحيث تكون معتمدة لهم وللكل بغية تجاوز حالة الخلاف والانقسام.

على الرغم من ضعف تلك الجهود المبذولة، حيث تبقى الإرادة ضرورية لإنجاز المهمة، إن العمل وفق مبدأ اللإصلاح واللامشاركة واللامحاسبة لن تجلب غير المزيد من حالات الضعف والانقسام مرةً أخرى دون أدنى شك، وعلى الجميع الذهاب إلى المراجعة والمصالحة بأسرع وقت ممكن.

على أخطائها تبقى تجربة الإدارة الذاتية موضع اهتمام واحترام، لأنها أتت عبر تضحيات كبيرة، حيث باتت تعبر عن شكل جديد من أشكال نمط الحكم والسلطة البعيدة نوعاً ما عن أشكال السلطة المركزية السائدة تلك التي لم تجلب معها غير مظاهر الفساد والاستبداد بشكل دائم، حيث تبقى عملية البحث عن أفضل تلك الأدوات والآليات الجديدة مهمة ووظيفة رقم واحد، التي سوف تلقي بثقلها على كاهل كل مسؤولي الإدارة وعامليها بغية إنجاح وتثبيت التجربة التي باتت تعاني بشكل واضح من عيوب ومظاهر الروتين والفساد إلى جانب عيوب أخرى تتعلق بضعف ممارسة الرقابة والمحاسبة والشفافية وكذلك الأمر ما يتعلق بجوانبها القانونية والتشريعية التي لا تقل مخاطرها عن الأخرى بل قد تتجاوزها، وخاصةً ما يتعلق بالقوى والأطراف المحلية والإقليمية التي ما تزال تسعى بشكل حثيث على تقويض هذه التجربة وفرص نجاحها حتى وإن استدعى ذلك العمل العسكري وهي قائمة بشكل فعلي.

تبقى من الضرورة بمكان أن تتلافى كل ما يقوض شرعيتها ومصداقيتها عبر ذهابها باتجاه الانفتاح والمشاركة الحقيقية مع باقي القوى والأطراف الكردية منها ومن باقي مكونات المنطقة دون تردد.

* جريدة الوحـدة – العدد /344/- 18 كانون الأول 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى