إنها جاثمة على عرشها بالرغم من كل جراحاتها وأحزانها، تثبت شهادتها لأبنائها الذين يحصدون أعلى درجات التفوق ومراتبها، حيث الأوسمة لا تجد قيمتها ومكانتها إلّا على صدرها وصدورهم.
أُمّ تأبى الخنوع والخضوع، تلملم أشلائها، حيث تصارع جحافل الغزاة والجناة، حيث لا تملّ من رسم حدود الحياة.
كما في مواسم الحصاد والقطاف…
كما في مهرجانات الغناء والعطاء…
كما في كتابة أولى الأبجديات…
عفرين تعشق أبنائها… آبائها… أمهاتها…
عفرين عشقنا، باقٍ على مرّ الفصول والعصور كما في كلّ مرة وكلّ سنة.
بنجاحكم وتفوقكم، قد رفعتم أكثر فأكثر رؤوس وقامات – جيايي كُرمينج – كـ»هاوار».
تدونون وتحصدون بحبر التعب تلك المعاني ودرجاتها، تعطون وتنثرون أجمل الأماني وأرق المشاعر في أنفاسها.
لمن كانوا مصدر الدعم والثقة…
لمن كانوا يمثلون الخطوط الخلفية الثابتة…
لقد أثبتّم… بأنكم تملكون من القوة والمثابرة الكثير حتى النهاية… بأنكم أقوياء، أقوى من هذه العصابات وقهر المخيمات.
لا ننسى بأنكم مازلتم من سلالة الزيتون والبلوط الجبلي، مازلتم مشبعون بطعم السمّاق والزعتر البري، حيث لا نرتاح ولا ننام على غير هذه الأرض، مملكتنا الأبدية، كأجدادنا لا ننسى، مازلتم من سلالة البدرخانيين الكبار أمراء العلم والمعرفة… أوائل العارفين بالمستقبل، إنه بين أيديكم، لا توفروا جهداً في هذا المسار، كونوا في أقصى درجات المسير، مثل تلك الأم الباقية – انتظاراً، المتوقدة ناراً وشوقاً لأبنائها… للحظة لقائها الكبير…
* جريدة الوحـدة – العدد /343/- 14 آب 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).