أخبارالقسم العام

مؤتمر بروكسل لدعم سوريا… منح وقروض، تهميش لمناطق عديدة

جريدة الوحـدة*

انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل المؤتمر السابع لـ»دعم مستقبل سوريا والمنطقة» يومي 14-15 حزيران 2023م، بحضور ممثلين عن /57/ بلداً، بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وأكثر من 30 منظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

تمثل الهدف الرئيسي لمؤتمرات بروكسل في ضمان استمرار الدعم للشعب السوري، سواءً في سوريا أو في المنطقة الأوسع، من خلال تعبئة المجتمع الدولي لدعم حلّ سياسي شامل وموثوق للنزاع السوري يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم /2254/- وفق المنظمين.

خُصص اليوم الأول لـ»يوم الحوار مع المجتمع المدني من سوريا وخارجها»، وصانعي القرار والشركاء التنفيذيين، حيث في الافتتاح تم تبادل وجهات نظر من المنطقة حول مشاورات المجتمع المدني، ثم ثلاث حلقات نقاشية حول (الأولى: معالجة الاحتياجات الأساسية والوصول إلى الخدمات الأساسية والتعافي المبكر في السياق السوري، الثانية: تطوير الفرص على المستوى المحلي: تمكين القيادة المحلية وحمايتها، الثالثة: تعزيز العدالة والمساءلة للشعب السوري – وضع الجهود المستمرة من قبل المجتمع المدني والمنظمات الدولية والسلطات القضائية الوطنية والخطوات المستقبلية).

واليوم الثاني لاجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة، بالإضافة إلى ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، حيث نوقشت كيفية تعزيز الدعم الإنساني والمالي والسياسي لشعب سوريا.

كما صمم الاتحاد الأوروبي برنامج غني لفعالية ثقافية كفرصة لإلقاء الضوء على الثقافة والفنون السورية، بالإضافة إلى فعاليات جانبية.

منح وقروض

في ختام المؤتمر تعهّد المانحون بتقديم ما مجموعه /9.6/ مليار يورو في شكل منح وقروض للشعب السوري والدول المستضيفة للاجئين السوريين، منها /5.6/ مليار يورو على شكل منح، بينها /4.6/ مليار يورو للعام الحالي، ومليار يورو للعام 2024، بحسب الاتحاد الأوروبي والبيان الختامي.

وقد أوضح المسؤول الأوروبي عن العلاقات الخارجية، جوزيب بوريل، أنَّ المؤتمر سعى إلى تجديد الدعم الدولي لجهود مساعدة سوريا على النهوض من أزمتها… وأنَّ الظروف «غير مواتية» لتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه النظام السوري، أو تقليص العقوبات المفروضة عليه، ما لم يتحرك نحو تنفيذ القرار الأممي /2254/. وفيما يتعلَّق بوضع اللاجئين السوريين في لبنان، قال بوريل إن الاتحاد لا يمكنه قبول «إجبار اللاجئين على العودة إلى سوريا، دون توفر ظروف عودتهم بصورة آمنة».

انتقادات

من جانبها، وجّهت /107/ منظمة سورية (منها: الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، المرصد السوري لحقوق الإنسان، مركز عدل لحقوق الانسان)، في بيانٍ لها بتاريخ 23/6/2023م انتقادات للمؤتمر ودعت الاتحاد الأوربي إلى تبني مقاربة أكثر شمولية للقضايا في سوريا، وأكّدت على أنّ المشاركون/ات تفاجؤوا بتدني مستوى التمثيل المحلّي الفعّال في «يوم الحوار»، وتلمسوا تهميشاً وإقصاءاً لمنظمات ومجموعات محلّية عديدة؛ وسجّل البيان عدة ملاحظات، منها:

– وجود تجاهل وتغييب غير مبرر لتناول قضايا ذات أهمّية في مناطق شمال شرق سوريا ومناطق سوريّة أخرى، فقد غابت أصوات كثيرة من الفاعلين/ات السوريين/ات من شمال شرقها ومناطق الحكومة السوريّة وبعض دول الجوار، ولم يتمّ تحديد أيّ شخص من شمال شرقها كمتحدث/ة لنقل معاناة الناس والمناصرة لقضايا المجتمعات المحلّية ذات الأولوية.

– تجاهل المؤتمر وللسنة الثالثة على التوالي الدعوات المتكررة إلى إدراج اللغة السريانية والكردية كإحدى لغات المؤتمر الأساسية، باعتبارهما لغات وطنية سورية، تعكسان حقيقة التنوع الموجود في سوريا والمنطقة ككل.

وقال البيان: أدّى غياب تمثيل حقيقي ومتوازن لجميع المناطق السورية، إلى تكريس التقسيم الحالي وتعزيز حالة التهميش التي عانت منها مجتمعات محلّية بعينها، منهم النساء وذوي الإعاقة ومصابي الحرب وفئات مجتمعية أخرى.

تهميش جنديرس وعفرين

من جهته، قال بسام الأحمد المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل العدالة والحقيقة” في تصريحٍ لوكالة نورس برس /15/6/2023، إن التهميش كان “واضحاً جداً”، حيث “لم نتلمس أي تركيز على واقع شمال شرقي سوريا، على خلاف المناطق الأخرى التي سلط عليها الضوء من واقع معيشي وملفات إنسانية كبرى.”

وأشار إلى أن العديد من المدعوين من مناطق شمال شرقي سوريا لم يتمكنوا من المشاركة، ليس هم فحسب، بل شمل التهميش جنديرس/ عفرين، وهي أكبر المناطق المنكوبة نتيجة الزلزال المدمر في سوريا.

ونظراً للانتهاكات التي تُمارس في عفرين والحال الذي يعشيه سكان جندريس بعد الزلزال المدمر، افتقر المؤتمر ممثلين فعليين عن تلك المناطق للحديث عن واقع آخر يتعلق بالتمييز والانتهاكات والمخاوف على حقوق الملكية، الذي كان لا بد من تسليط الضوء عليه، بحسب الأحمد.

ويرى الأحمد أنه حتى المشاركين الآخرين في المؤتمر، لاحظوا قلة التركيز وإهمال قضايا شمال شرقي سوريا والتي لا تقل أهمية من حيث الأوضاع الإنسانية عن غيرها من المناطق التي حظيت باهتمامٍ لافت.

* جريدة الوحـدة – العدد /343/- 14 آب 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى