في خرق فاضح لحقوق الإنسان… نحو 30 ألف سوري جرى ترحيله بشكل تعسفي من تركيا منذ مطلع العام
المرصد السوري لحقوق الإنسان
المرصد السوري يجدد مطالبته بإيقاف عمليات الترحيل القسري للسوريين من تركيا مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل بشكل فوري
في يوليو 21, 2023
تواصل السلطات التركية “حملتها الأمنية” في ولايات تركية عدة لترحيل اللاجئين السوريين بشكل قسري من أراضيها بحجة مخالفة القوانين والأنظمة كوجودهم ضمن ولايات تختلف عن الولايات المسجلين ضمنها، كوجود رجل في اسطنبول بينما بطاقة الكيملك الخاصة به تعود إلى ولاية أورفا على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن القانون ينص على إعادة المخالف إلى الولاية المسجل ضمنها في حال ضبطه بولاية أخرى، إلا أن ذلك لا يحدث أبداً، حيث يتم سوقهم إلى مراكز الترحيل ومنها إلى سورية بشكل مباشر في خرق فاضح لحقوق الإنسان.
وتصاعدت عمليات الترحيل بشكل ملحوظ بعد إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيساً للجمهورية، بعد أن كان اللاجئون يتوقعون بأن الحملة الإعلامية الممنهجة ضدهم ستتلاشى مع وجود أردوغان بالحكم، وبعد تشكيل الحكومة الجديدة في تركيا زادت الحملة العنصرية ضد اللاجئين والتي ترافقت مع حملات ضخمة لترحيلهم، وقد سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان ترحيل أكثر من 30 ألف سوري منذ العام الجاري، قسم كبير منهم يملكون أوراق ثبوتية وبطاقة حماية مؤقتة “كيمليك”.
وتجري عمليات الترحيل القسري رغم عدم وجود منطقة آمنة عكس ما تتحدث به الحكومة التركية حيث تستمر حالة الفوضى والفلتان الأمني ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في الشمال السوري، فضلاً عن عدم وجود بيئة مناسبة لعودة اللاجئين السوريين وسط تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغياب شبه تام لمعظم مقومات الحياة ضمن المخيمات والمجمعات السكنية التي تأوي آلاف النازحين والمهجرين.
كما أن عمليات الترحيل تتم بشكل عشوائي جداً ولا يسمح للمرحل حتى بإخبار عائلته وقد يكون هو المعيل لها، ويتم الترحيل إما إلى إدلب وحلب أو إلى الرقة والحسكة عبر المعابر الحدودية، ورصد المرصد السوري حالات كثيرة يرحل ابن إدلب وحلب إلى الرقة والحسكة والعكس صحيح، مما يجبرهم على دفع مبالغ مالية للذهاب إلى مناطقهم في سورية.
ورغم كل ما سبق، خرج علينا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم بتصريحات جديدة حول اللاجئين، قائلاً بأن “عدد اللاجئين السوريين الذي عادوا بشكل طوعي تجاوز المليون. وهذ العدد سيزداد أكثر في المستقبل، كما أن رغبة إخوتنا السوريين في العودة طواعية إلى بلادهم واضحة.” وهو أمر لا يمت للواقع بصلة حيث يقدر عدد العوائل التي عادت بشكل طوعي إلى سورية بالعشرات ليس أكثر.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، يجدد مطالبته بإيقاف عملية الترحيل القسرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا الذين هربوا من ويلات الحرب المستعرة في سوريا وسوء الأوضاع الأمنية والمعيشية ولاسيما بعد تهجير معظمهم من مدنهم وقراهم بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها على أجزاء واسعة من سوريا.
ويندد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بالطريقة المهينة واللا إنسانية التي تتعامل بها السلطات التركية مع اللاجئين السوريين الذين يجري ترحيلهم بشكل قسري، ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية اللاجئين السوريين في تركيا ومنع ترحيلهم تحت ذريعة وجود منطقة آمنة لهم.