ليست مجرد أرقـام… إحصاءات المرصد السوري للانتهاكات والجرائم المرتكبة في عفرين
بمناسبة مرور خمسة أعوام على الاحتلال التركي لمنطقة عفرين الكردية السورية، في 18/3/2023م، نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريراً موثقاً عن الأوضاع السائدة، وقال:
الاحتلال التركي لعفرين وريفها دفع مئات الآلاف من أهلها -أي أكثر من 310 آلاف «بنسبة 56%» من الأهالي إلى النزوح والهروب من بطش الجماعات المسلحة الموالية لتركيا، بينما لم تسلم ممتلكاتهم من انتهاكات الفصائل الموالية لأنقرة؛ ومن اختار المكوث بعفرين من أبنائها رافضاً للتهجير، طالته يد الظلم والتنكيل والاعتقال وعانى شتى أنواع الانتهاكات، فعمليات الاعتقال مستمرة، والخطف بهدف الفدية متواصل، ومصادرة المواسم قائمة، والاستيلاء على المنازل والمحال والسيارات بات خبراً يومياً، وذلك في إطار قانون الغابة الذي تشرف عليه حكومة أنقرة، والذي يهدف بشكل رئيسي إلى دفع من تبقى من أهالي المنطقة للخروج من مناطقهم بغية استكمال عملية التغيير الديمغرافي التي تسعى لها تركيا.
وفي هذا السياق وثّق المرصد السوري استشهاد /668/ مواطن كردي في عفرين بينهم /97/ طفل و/88/ مواطنة في انفجار عبوات وسيارات مفخخة وتحت التعذيب على يد فصائل عملية «غصن الزيتون»، وفي القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، وذلك منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018 وحتى يومنا هذا.
كما وثّق المرصد السوري منذ السيطرة التركية على عفرين وحتى مساء 17 آذار/مارس 2022م، اختطاف واعتقال أكثر من /7898/ من كورد عفرين، من بينهم /1082/ لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظمهم فدية مالية باهظة، تفرضها فصائل «الجيش الوطني» التابعة والموالية لأنقرة.
وأيضاً وثّق المرصد على مدار 5 سنوات، أكثر من /3336/ انتهاك بحق الحجر والشجر بأشكال عدة. بالإضافة إلى التخريب المتواصل للتاريخ السوري، فقد سجّل المرصد خلال العام الفائت فقط /33/ عملية تجريف وتخريب للتلال الأثرية، من ضمن مئات العمليات المشابهة التي جرت على مدار 5 سنوات.
وكذلك عمليات توطين نازحين من محافظات سورية أخرى في عفرين، وبناء مدن سكنية وتوطين مهجرين فيها على حساب السكّان الأصليين، وذلك في إطار التغيير الديمغرافي من قبل الحكومة التركية.
ودعا المرصد السوري المجتمع الدولي إلى التحرّك العاجل لإنقاذ المنطقة من براثن القوات التركية والفصائل الداعمة لها، وطالب المنظمات المحلية والدولية إلى التعاون لكسر حاجز الصمت حيال الأوضاع السيئة السائدة في المنطقة، وفضح التجاوزات والانتهاكات الخطيرة التي جعلت عفرين مقاطعة تتكلم اللغة التركية وتُكره على الخضوع لقوانين المليشيات المتطرفة.
* جريدة الوحـدة – العدد /342/- 31 أيار 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).