شيخ آلي يهنئ بعيد نـوروز ويدعو لتقاسم المشاعر مع ضحايا الزلزال وتجديد وتعزيز إرادة الكفاح
كلمـة
“بمناسبة عيد نـوروز… وسوريا الجريحة”
بدايةً ننحني إجلالاً لأرواح شهداء الحرّية أينما كانوا، من بينهم شهيد يوم نـوروز ٢١ آذار ١٩٨٦م محمد أمين سليمان آدي، الذي راح ضحية رصاصٍ حي أطلق عليه وسط العاصمة دمشق لتفريق تجمعٍ سلمي كان قد رفع شعار (يا حافظ بدنا نـوروز)، سبقته على مدى سنوات طويلة حملات اعتقال كيفي بحق الآلاف من كُـرد سوريا، وإحالة الكثير منهم إلى محاكم صورية بتهمة (جريمة إشعال النيران بمناسبة ما يسمى بعيد النيروز) كما ورد في أوراق المحاكم تلك.
مع انقضاء خمس سنوات على احتلال عفرين من الجانب التركي وأعوانه من الجهاديين ومرتزقة المعارضة المسلّحة، واستمرار ارتكاب الفظاعات بحق سكّانها الأصليين بهدف تحقيق تغيير ديموغرافي واسع، ومحو معالم المنطقة وخصوصيتها الكردية تاريخياً، وذلك عبر تهجير أهاليها وسدّ فرص العمل أمام من تبقى منهم متشبثين بأرض آبائهم وأجدادهم، واستقدام من هم من خارج المنطقة وتوطينهم في مجمعات سكنية تحت يافطة جمعيات (أعمال خيرية) تجهد أصحابها ومن وراءهم لزرع بذور الكراهية والشقاق بين السوريين؛ يظهر جلياً بأنّ لا سلام ولا استقرار مع استمرار الاحتلال التركي ومعاداة الكُـرد، وإن كلمة السِّرّ ومفتاح الحلّ السياسي للأزمة السورية يتجسّد في انسحاب تركيا إلى حدودها الدولية مع سوريا، وتوفير ضمانات عودةٍ طوعيةٍ آمنةٍ لأهالي عفرين و رأس العين/سري كاني وباقي المناطق المحتلّة من شمالي سوريا.
وبمرور اثنتي عشر سنة على تَفجُّر الأزمة السورية بأهوالها، وحجم الخراب وصناعة الموت والإذلال في عموم أرجاء البلاد، مع غياب أفق وخطوات ملموسة باتجاه إيجاد تسوية سلمية مستمدّة من فحوى القرار الأممي المجمع عليه /٢٢٥٤/، تنكشف مدى ضرورة وأهمية الحوار السوري – السوري بهدف تحقيق تلاقي القوى والفعاليات الوطنية والديمقراطية دون تردد.
وحيث بالأمس كان زلزال ٦ شباط المدوي، الذي وقع في ولاية قهرمان مراش وضرب محافظات حلب، إدلب، اللاذقية وحماة، وأودى بحياة الآلاف عدا الجرحى والمفقودين، ناهيكم عن سقوط أبنية وخراب ممتلكات وبنى تحتية، ومعه بات الملايين من السوريين يعانون صنوف العذابات، قد أظهر للعيان مدى ضعف وفساد مؤسسات الدولة وفشلها في التعامل مع الحدث – الكارثة، كما وكشف عن الوجه الحقيقي للتمييز العنصري الوقح لدى عمليات الإنقاذ ودفن الجثامين وتوزيع الخيم والمساعدات في مناطق عفرين – جنديرس، في ظلّ ورعاية الاحتلال التركي الذي كان ولا يزال همه الأكبر هو الإساءة إلى الحضور الكردي ومعاداته أينما كان.
في نـوروز هذا العام، نبقى نواصل إشعال الشموع وإعلاء شعلة نـوروز، لنتقاسم مع ذوي ومحبي ضحايا الزلزال مشاعرهم، ولكي نجدّد الوعي ونعزّز معاً إرادة الكفاح والعمل دفاعاً عن قضايانا العادلة، دفاعاً عن قيم نـوروز، من أجل السّلم والحرية والمساواة.
كلَّ نوروز والجميع بخير وسلام.
محي الدين شيخ آلي
سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
١٩ آذار ٢٠٢٣م