القسم العاممختارات

في المغرب منتدى لتحالف الحضارات… وفي سوريا تشتتٌ واقتتال!

جريدة الوحـدة*

انعقد في مدينة فاس المغربية، بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2022م، المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات، بحضور وفود رسمية من الدول والحكومات، والشباب والجمعيات، والصحفيين ووسائل إعلام وأكاديميين؛ على خلفية سياق عالمي شديد الصعوبة يتسم بمجموعة واسعة من التحديات العالمية التي تتراوح من تصاعد التطرف العنيف والإرهاب وكراهية الأجانب وخطاب الكراهية، إلى العنصرية والتمييز والراديكالية.

المغرب

شارك في المنتدى أكثر من ألف ممثل من حوالي /100/ دولة، وفي مقدمتهم مستشار جلالة ملك المغرب محمد السادس، السيد أندريه أزولاي، الذي قدّم رسالة تضامن قوية نيابة عنه، ركّزت على أهمية إيجاد مسارات للسلام والوحدة والتضامن، وكيف جسّدت فاس والمغرب بشكل عام هذه القيم.

وأوضح في كلمته أنّ المغرب ملتزم منذ البداية ليكون في الطليعة والبقاء هناك بثبات من خلال: أولاً، تعزيز الانفتاح باعتباره دعامة لثقافة السلام، وثانياً، الدين كوسيلة للسلام، وثالثاً، العمل من أجل التنمية – بالمعنى الأوسع للمصطلح – كعنصر من عناصر السلام.

الأمم المتحدة

كما شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته على أنه في عالم حيث “يعاد إحياء الشرور القديمة المتمثلة في معاداة السامية والتعصب المعادي للمسلمين واضطهاد المسيحيين وكراهية الأجانب والعنصرية”، يساعد تحالف الحضارات في العمل بروح التضامن.

وقال غوتيريش: “تجد قوى الشقاق والكراهية أرضاً خصبة لها في مشهد يخيم عليه الظلم والنزاع”، ودعا إلى بناء تحالف سلام “إن اعترفنا بأن التنوع هو مصدر ثراء وإن استثمرنا من أجل تحقيق الشمول، وإن كفلنا جميعاً بأن نحيا جميعاً – بصرف النظر عن العرق أو النسب أو الأصل أو الانتماء أو نوع الجنس أو الدين أو أي وضع آخر – حياة كريمة تتاح فيها الفرص”.

تحالف الحضارات

أكد ميغيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للتحالف، في كلمته على أنّ “النزاعات الدولية لا يمكن أن تكون النتيجة الوحيدة للدين أو الثقافة أو الحضارات. يجب أن نقول بصراحة: ليس هناك صراع حضارات. هناك صراع مصالح وصراع جهل.”، وقال: “نحن إنسانية واحدة، نواجه تحديات عالمية متعددة.”

وأوضح موراتينوس قائلاً: “أظهرت لنا الأزمات الأخيرة التي طالت المجتمع الدولي أنه لا توجد حدود يمكن أن توقف الفيروسات والحروب، سواءً حدثت في أوروبا أو في أي ركن آخر من العالم”.

وأضاف: “في مواجهة الدفاع عن الأقليات، دعونا ندافع عن الحقوق المتساوية لجميع المواطنين، في مواجهة الإقصاء والانفصال، دعونا ندافع عن الاندماج والأخوة. في مواجهة حوار الحضارات فقط، دعونا ننخرط في تحالف الحضارات بالتزام جماعي”.

مهرجان بلورال بلاس

وعلى هامش المنتدى، جرت فعاليات مهرجان بلورال بلاس لأفلام الشباب، وهو عبارة عن مبادرة مشتركة بين تحالف الحضارات والمنظمة الدولية للهجرة، مع شبكة تضم أكثر من /50/ منظمة شريكة من جميع أنحاء العالم تدعم الجهود الإبداعية للشباب وتوزع مقاطع الفيديو الخاصة بهم في جميع أنحاء العالم.

إعلان فاس

وبمناسبة المنتدى اعتُمد “إعلان فاس” الذي أكّد على أهمية الدور المركزي للتعليم، وللنساء كوسيطات وصانعات سلام، ومكافحة التمييز والتعصب القائمين على أساس الدين أو المعتقد الراسخ في حقوق الإنسان، والرياضة كناقل للسلام والشمولية وموازنة روايات الهجرة من خلال البرمجة، ودور الزعماء الدينيين في تعزيز السلام، والتعايش والوئام الاجتماعي، وتنشيط التعددية من خلال ثقافة السلام ومكافحة خطاب الكراهية على الإنترنت والتصدي لها.

كما أشاد الإعلان بالمبادرات الدولية، بما في ذلك مبادرات اليونسكو، الهادفة إلى تعزيز صون التراث الثقافي في وقت السّلم وفي حالة النزاعات المسلحة، وتشجيع أعضاء مجموعة أصدقاء تحالف الحضارات على إدانة التدمير غير المشروع للتراث الثقافي والمواقع الدينية.

كما شدد على الأثر الإيجابي للهجرة على بلدان المنشأ والعبور والمقصد، بما في ذلك من خلال تعزيز التعددية الثقافية.

مؤتمر صحفي

في ختام المؤتمر، يوم الأربعاء 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2022م، عقد كلٌ من الممثل السامي لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، مؤتمراً صحفياً مشتركاً، تحدثا فيه عن سير المؤتمر ونتائجه؛ وقال موراتينوس: “في سياق جيوسياسي معقّد للغاية، تحدثنا هنا في فاس عن السلام والتفاهم والاحترام المتبادل والالتزام بالعيش معاً، هذا شيء يحتاجه الناس ويرحبون به، إنهم متعطشون للسلام، وأعتقد أن هذا ما علينا تذكره”. وقال بوريطة: “يحتاج الوضع الدولي اليوم لأن نستمع إلى لغة العقل وإلى لغة الحكمة والتأكيد على أن قيم الحوار هي القيم الأساسية وبأنه رغم الاختلافات في المصالح والاختلاف في الدين والعرق تبقى هذه البشرية مجموعة كبيرة من العناصر المشتركة”.

سوريا

في زمنٍ العالم بحاجة ماسّة لحوار الحضارات وتحالفها، وقبلهما إلى وحدة شعب كلّ دولةٍ وتعاضده، في مواجهة تحديات جمّة ومختلفة، لازال الشعب السوري مشتت ويئن تحت وطأة حرب داخلية وأزمةٍ مركّبة، بينما النظام يمضي في خياره الأمني- العسكري وميليشيات المعارضة وقوى التطرّف والإرهاب ترتهن إلى العنف ودول إقليمية لها مصالحها وأجنداتها الخاصة.

لايزال خطاب الكراهية والانقسام بارزين بين مختلف المكونات السورية، في وقتٍ نحن أحوج ما نكون إلى التواصل والحوار وقبول الآخر وبناء أسس العيش المشترك.

* جريدة الوحـدة – العدد /340/- 06 كانون الثاني 2022م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى