مسؤولو دول الغرب وروسيا وبعض دولٍ إقليمية لطفاء جداً في تصريحاتهم حيال المواقف والمطالبات التركية المتشنجة والمعادية لحقوق وشعوب دول عديدة، ثابرت حكومة أنقرة على التدخل السافر في شؤونها!
رغم افتضاح أمرّ أطماع وعداوات أردوغان وطاقم حكمه، في بحر إيجه وقبرص وليبيا ومصر وسوريا والعراق وغيرها، ومع الكُـرد عموماً على وجه الخصوص.
اعتادوا على تقديم الاحترام والتقدير لهواجس تركيا وحقها في «حماية أمنها القومي»! ولكن تناسوا الأوضاع والهواجس الأمنية والإنسانية والحقوقية والسياسية وغيرها لأكثر من /25/ مليون من الكُـرد في تركيا وما يقارب /4/ ملايين منهم في سوريا، تحت ضغط سياسات عنصرية وعدائية طال أمدها.
تناسوا «الأمن القومي لسوريا» عندما فتحت تركيا ممرات آمنة لعبور عشرات الآلاف من عناصر داعش والقاعدة الآتية من أصقاع العالم إلى سوريا، ليعثوا في الأرض فساداً ودماراً وقتلاً وكراهية.
قوات سوريا الديمقراطية «قسد» لَم ولا تُطلق رصاصةً واحدة إلى داخل الأراضي التركية زمن اللاحرب، بينما تقصف المدفعية التركية كوباني وعين عيسى وتل تمر وغيرها مراراً، والمسيّرات تصول وتجول فوق مناطق الإدارة الذاتية على مرأى ومسمع قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وتصطاد قادة وكوادر سوريين في صفوف «قسد» وقوات الأمن الداخلي، من بينهم ثلاث قياديات إحداهنّ الشهيدة جيان تولهلدان/ سلوى يوسف قائدة وحدات مكافحة الإرهاب، التي نعتها القيادة المركزية الأمريكية وأشادت بنضالها وقدّمت التعازي برحيلها في منشور على التويتر دون أن تسمي القاتل أو تدينه.
أيُ نفاق وغدر هذا، الذي يسمح لتركيا الناتو – تدعي بهتاناً أنها في التحالف المناهض لداعش- بقتل من استبسل في دحرّ الدولة الإسلامية المزعومة، فيما تتصرف حكومة أنقرة كدولةٍ مارقة، إذ أرغمت دولتين أوربيتين للتنازل لها في معاداة حزب العمال الكردستاني مقابل الموافقة على انضمامهما للناتو، وقتلت سواحاً مدنيين عراقيين تحت ذات الغطاء، سيما إرهابيو القاعدة ومسلّحو الميليشيات المتشددة والمرتزقة ينعمون برعايتها وحمايتها.
إذا كانت بعض المواقف الرسمية وأخرى من برلمانيين وشخصيات ومنظمات لدى الغرب في انتقاد تركيا وإدانة بعض ممارساتها تثلج الصدور، لكنها لم تتبلور بعد إلى سياسات وأفعال لدى الحكومات قد تكبح جماح أنقرة وتصدّ أطماعها البغيضة.
* جريدة الوحـدة – العدد /338/- 05 آب 2022م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).