أخبارالقسم العام

ضد الحقد والكراهية… الأخوة الإنسانية في يومها الدولي

موقع Yek- Dem

4 شباط 2022م

لعل شرقنا المعذّب من مناطق العالم الأكثر توتراً، يدفع فاتورة الصراعات والأجندات الخاصة التي تستغل الأيدولوجيات والمذاهب الدينية والعصبيات المختلفة الحاملة أصلاً للحقد والكراهية.

إنّ رفع ناصية الأخوة الإنسانية هو العمل البديهي الأول ضد الضغائن والأحقاد، لاسيما وأن الأمم المتحدة تبذل ما يمكن من الجهود لينعم الوئام والسلام في العالم، إذ اختارت الرابع من شباط/فبراير الموافق ليوم التوقيع على وثيقة “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك” في 4 شباط/فبراير 2019 بأبو ظبي، من قِبل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، أحمد الطيبّ؛ واعتمدته بالقرار الذي اتخذته في 21 كانون الأول/ديسمبر 2020، يوما دولياً للأخوة الإنسانية، الذي تم الاحتفال به لأول مرة في 4 شباط/فبراير 2021.

طريقٌ إلى المستقبل

وفي هذا العام، دعا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إلى “أن نلتزم بالوقوف بحزم ضد التعصّب الرجعي أينما ومتى رأيناه، وأن نعي أن في تنوّعنا ثراءٌ وقوةٌ لنا جميعاً، وأن نستوحي من إنسانيتنا المشتركة جسوراً نبنيها بين الأديان… أن نتضامن جميعاً لإيجاد عالم أكثر شمولاً وسلماً وعدلاً للجميع”، وذلك خلال رسالة مصوّرة بُثت في فعالية افتراضية بعنوان “طريقٌ إلى المستقبل” نظمها تحالف الأمم المتحدة للحضارات يوم الجمعة 4/2/2022م، وقال غوتيريش: “إن اليوم الدولي للأخوة الإنسانية مناسبةٌ نتفكّر فيها في أهمية التفاهم بين الثقافات والأديان وفي قيمة الاحترام المتبادل… يتعين علينا أن نقف في وجه من يستغلّون الاختلافات ويتاجرون بالكراهية ويزرعون الخوف من الآخر في القلوب الوَجِلة”، معرباً عن امتنانه للزعماء الدينيين في مختلف أرجاء العالم، الذين يتكاتفون لتشجيع الحوار والوئام بين الأديان.

وحول العالم، نرى تصاعداً في خطاب الكراهية والتعصّب والتمييز، بل وفي الاعتداء البدني على الأشخاص، لا لسبب إلاّ دينهم أو معتقدهم أو عرقهم أو نوعهم الجنساني أو ميلهم الجنسي. وهذه الأفعال الشنيعة هي انتهاكات لحقوق الإنسان واعتداء على قيم الأمم المتحدة، على حد تعبير الأمين العام.

وشدد ميغيل موراتينوس الممثل السامي لتحالف الحضارات في حديثه ضمن الفعالية على أهمية ترجمة الأقوال إلى أفعال، قائلا: “عملاً بروح هذا اليوم، دعونا نعمل معاً بروح التضامن لبناء عالم أفضل في إطار ثقافات متعددة، ولكن إنسانية واحدة”.

أما مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير أسامة عبد الخالق فقال: “إنّ الاحتفال بهذا اليوم يحمل رسالة السلام والمحبة والأخوة الإنسانية للعالم بأسره… هناك حاجة ملحّة إلى تعزيز المبادرات الرامية إلى مكافحة التطرف بكافة أشكاله ومعالجة خطاب الكراهية من خلال تعزيز ثقافة السلام والتعايش ورفض العنف”.

وقالت لانا زكي نسيبة مندوبة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة: “تحتم علينا المسؤولية تزويد الأجيال الشابة بالأدوات اللازمة لتفكيك القوالب النمطية واعتناق الاحترام المتبادل”.

كما تحدث في الفعالية المستشار محمد عبد السلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن الاحتفال بيوم الأخوة الإنسانية بدأ يأخذ زخماً، وقال: “إنّ وجود 80 مليون لاجئ في عالمنا اليوم هو نقطة سوداء في جبين البشرية، مشدداً على ضرورة التضامن في محنتهم وتحقيق بيئة آمنة لهم”.

أسبوع الوئام العالمي

وللمرة الأولى هذا العام، يتم الاحتفال باليوم الدولي للأخوة الإنسانية في سياق أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، وهو حدث سنوي يُحتفل به خلال الأسبوع الأول من شهر شباط/فبراير، حيث أقّرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 65/5 الذي اتخذ في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2010م.

أشار القرار إلى أن التفاهم المتبادل والحوار بين الأديان يُشكلان بعدين هامين من الثقافة العالمية للسلام والوئام بين الأديان، مما يجعل الأسبوع العالمي وسيلة لتعزيز الوئام بين جميع الناس بغض النظر عن ديانتهم.

واعترافاً منها بالحاجة الملحة للحوار بين مختلف الأديان، ولتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، تُشجّع الجمعية العامة جميع الدول على دعم هذا الأسبوع لنشر رسالة الانسجام والوئام من خلال كنائس ومساجد ومعابد العالم وغيرها من أماكن العبادة، على أساس طوعي ووفقا لقناعاتها وتقاليدها الدينية الخاصة.

نحن السوريون أحوج ما نكون للحوار والتواصل، ونبذ الحقد والكراهية، والتشبث بأسس ومبادئ الوئام والسلام والعيش المشترك بين مختلف مكونات بلدنا، عسى أن نجد حلاً لأزمتنا المستفحلة.

————-

المصدر: أخبار الأمم المتحدة

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى