القسم العاممختارات

شخصيات معاصرة: المناضل رشيد حمو

محمد كرداغي

مجلة الحوار- العدد /79/- السنة /29/- 2022م.

أحد أبرز القامات السياسية الكوردية في جيايي كورمينج (منطقة عفرين)

رشيد حمو (1925 ـ 2010 م) ابن عائلة فقيرة في قرية هوبكا القريبة من بلدة راجو التابعة لمنطقة عفرين (جبل الكرد)، توفيت زوجته خديجة إبراهيم قبله سنة 2008م، له أربعة أولاد وثلاث بنات. تتلمذ في البداية على يدي شيخ الجامع بالقرية، ثم درس في مدرسة راجو أعوام (1933 ـ 1935). ودرس الصف الرابع في مدينة اعزاز، ومن ثم الحق بالمدرسة الخسروية الإسلامية بحلب سنة 1939.

عند بدء الحرب العالمية الثانية وبسبب الفقر والحاجة، انقطع رشيد عن الدراسة، فعاد إلى قريته ليعمل معلماً في قرى المنطقة بدءاً من قرية خلالكا. عَلِم الراحلُ من شرطيٍّ في مخفر بلبل بوجود مجلةٍ تصدر في دمشق باللغة الكردية، فراسل صاحبها الأمير جلادت بدرخان ليحصل فيما بعد على نسخ منها، وتعلّم القراءة والكتابة باللغة الكردية، وقام بفتح مدرسة بعفرين، وبسبب تأسيسه مع رفاق له لجمعية ثقافية كردية، تعرض للسجن، وتم اغلاق المدرسة عام 1951، ففتح مدرسة في قريته.

انتسب رشيد حمو لصفوف الحزب الشيوعي عام 1952، وعمل كادراً له في المنطقة، ثم ترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 1954، ونشط كشيوعي في منطقة منبج والباب وادلب، ثم ترك الحزب الشيوعي بسبب رفض قيادة الحزب لأفكاره حول الحقوق الكردية. شارك في مجلة روناهي التي كان يصدرها الأمير جلادت بدرخان في دمشق، كما شارك في عدد من الجمعيات الثقافية في الخمسينات، وهو أحد المؤسسين السبعة لأول تنظيم كردي في سوريا (إلى جانب: عثمان صبري ـ شوكت نعسان ـ محمد علي خوجه ـ حميد حاج درويش ـ خليل محمد عبد الله ـ حمزة نويران).

تعرف على الدكتور نوري ديرسمي عن طريق صديقه جميل كنه وبقي يتردد عليه، كما عمل على تعليم الناس القراءة والكتابة باللغة الكردية وبث الروح القومية فيهم (بحسب كتاب جبل الكرد ـ د. محمد علي عبدو). سافر في عام 1950 برفقة محمد علي خوجة إلى الجزيرة للاتصال بجمعية خويبون، وعلم بأنها لم تبق مستمرة.

فتح مدرسة تجهيز خاصة في مدينة عفرين عام 1951، وفي نفس السنة أسس مع مجموعة متنورة منهم شوكت نعسان جمعية ثقافية تهتم بالثقافة ومكافحة الجاسوسية التركية، ثم تعرض المؤسسون للاعتقال بعد عدة أشهر للسجن لمدة تزيد عن شهر، ثم أطلق سراحه في عهد اديب الشيشكلي وأغلقت المدرسة، وتمت مصادرة محتوياتها، وانتسب بعدها لمنظمة أنصار السلم عن طريق جيكرخون، ثم أصبح عضواً في الحزب الشيوعي عام 1952 حيث تم تأسيس أول تنظيم شيوعي في منطقة عفرين، وأصبح كادراً متفرغاً له، ونال أصواتاً لا بأس بها في انتخابات البرلمان السوري عام 1954  فتوطدت علاقته مع عثمان صبري ومحمد علي خوجه إضافة لشوكت نعسان لتصل إلى حد تأسيس أول تنظيم كردي في سوريا عام 1957، فاستفاد هو ورفاقه (شوكت نعسان ـ محمد علي خوجة ـ خليل محمد) من خبرتهم التنظيمية في الحزب الشيوعي في تعديل وثائق تأسيس الحزب وأصبح عضواً في المكتب السياسي للحزب بعد التأسيس، وعمل كادراً متفرغاً له واعتقل عام 1958، وفرضت عليه الإقامة الجبرية لعدة أشهر، فتوارى عن الأنظار إلى أن تم اعتقاله عام 1960 في حلب، وبقي مسجوناً حتى حدوث الانفصال بين سوريا ومصر (كانت زوجته خديجة صلة الوصل بينه وبين رفاقه خارج السجن)، واعتقل أيضاً عام 1964 ليقضي مدة سنة تقريباً في السجن.

تم تكليفه حزبياً بالسفر إلى تركيا لمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ تركيا الذي كان قد تأسس حديثاً. وتعرض للمطاردة من قبل الأمن التركي، ثم عاد من تركيا. وكلفه رفاقه للذهاب إلى لبنان والاتصال بمنظمة الحزب هناك وبالصحافة العالمية، وبقي هناك لمدة سنة، حيث بنى صداقاتٍ عديدة ونشر مقالات في الصحف والمجلات اللبنانية.

التقى رشيد حمو بالمرحوم جلال الطالباني بعد بيان 11 آذار عام 1970 وسافر إلى كردستان العراق استجابة لتوحيد طرفي الحزب (الذي تعرض للانشقاق الأول عام  1965، وفي عام 1970 انعقد المؤتمر الوطني الكردي برعاية القائد الراحل مصطفى البارزاني لتوحيد طرفي الحزب (عرِّفا حينها باليمين واليسار) وتشكلت قيادة مرحلية (حياد) وبقي في بغداد حيث تم تعيينه رئيساً للجنة تحرير مجلة الكادر التي كان يصدرها الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ العراق في بغداد، ظلّ في ذلك العمل سبعة أشهر، ثم عاد بعدها إلى سوريا ليعمل في صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.. تعرض للاعتقال والملاحقة والمضايقة من قبل النظام السوري وعاش حياة صعبة، واضطر لترك العمل التنظيمي عام 1993، لكنه بقي مرتبطاً بشعبه حتى آخر يوم من حياته، حيث توفي بحادث سيرٍ مؤلم على الطريقٍ، وذلك في منطقة الجزيرة بتاريخ 17/12/2010، ونقل جثمانه إلى قريته هوبكا وبتاريخ 19/12/2010 ووري الثرى وسط حضور جماهيري كبير بمراسم مهيبة لائقة شاركت فيها أكثرية فصائل الحركة الكردية في سوريا وألقيت كلمات عديدة منها كلمة الدكتور خليل محمد وكلمة حميد حج درويش.

كرس الراحل كل حياته من أجل تحرير شعبه الكردي في سوريا من الجهل والاضطهاد وتنويره بالعلم والثقافة والسياسة.

رحم الله المناضل رشيد حمو، وستبقى الأجيال من أبنائه وبناته يتذكرونه باعتزاز.

وفيما يلي قائمة ببعض الكتب التي قام الراحل بتأليفها:

1-   المسألة الكوردية في سوريا- البدايات وآفاق الحل (قطع متوسط 200صفحة). مطبوعة ومفقودة من الأسواق.

2-   الحركة الكوردية في العلاقات الدولية (قطع متوسط 400صفحة). مطبوعة ومفقودة من الأسواق.

3-   ثورة جبل الأكراد (حركة المريدين). (مخطوطة).

4-   أكراد سوريا وحق تقرير المصير. (مخطوطة).

وستنال هذه المؤلفات اهتمامنا في الأعداد القادمة من مجلة الحوار.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى