القسم العامبيانات و تصريحات

حزب “الوحـدة” الكردي يهنئ بقدوم عيد نـوروز ويدعو للسلام في سوريا والعالم

رسالة نـوروز

“رغم كل الآلام والمآسي، ستبقى راية نوروز خفاقةً!”

يطلُّ علينا عيدُنا القومي “نـوروز” هذا العام، يعيشُ فيه العالمُ بكلِّ أسفٍ تراجعاً مخيفاً في منظومة القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، وضعفٍ شديدٍ لدور ومكانة المنظمة الدولية التي تعصفُ بها الصراعاتُ بين مكوّناتها الكبرى التي تتحكّمُ بمفاصل قرارها، تلك التي جاءتْ بعد مآسي وويلات الحرب العالمية الثانية كمكسبٍ ومنجزٍ تاريخي متقدمٍ للبشرية، وذلك بفضل جهود العقلاء والفلاسفة والساسة المخلصين ممّن آلوا على أنفسهم مشقة العمل والنضال لصيانة حقوق الإنسان والعدالة وإرساء أسس السلام بغية تجنيب البشرية مخاطرَ حروبٍ قد ذاقت الشعوبُ مرارتها ودفعت ضريبتها عشرات الملايين من أرواح البشر.

إن التطورات الكبيرة التي حصلت في مجال التقانة والتكنولوجيا الحديثة التي أدّتْ إلى تراكم كبيرٍ في رأس المال الباحثِ عن المزيد من النموّ وبروز قوىً وتكتلاتٍ اقتصادية جديدة على المسرح العالمي واحتداد شدة الصراع بين قواها وأطرافها المتنازعة على استحواذ المزيد من الربح ومناطق النفوذ ومكامن الطاقة والمعادن وأسواق تصريف البضائع، أدّتْ إلى نشوب حروبٍ واصطفافاتٍ تنبئُ بقدوم نظامٍ عالمي جديدٍ متعددِ الأقطابِ، ولا تزالُ الحروب مندلعةً تحرقَ العديدَ من دولِ الشرق الأوسط، وها هيَ اليومَ تطالُ القارة الأوربية حيث تنذرُ بعواقبَ خطيرةٍ تهددُ مستقبل شعوب العالم التي تكمنُ مصالحُها قبل كلِّ شيءٍ في السلام والديمقراطية وحماية البيئة.

بالعودة إلى وضع بلادنا سوريا التي تئنُّ تحت وطأة حربٍ عبثيةٍ تعيشُها منذ أحد عشر عاماً، التي هي إحدى ضحايا هذا الصراع الدولي الذي أبقى الجرحَ نازفاً، ويتحمّلُ النظامُ المسؤوليةَ الأساسية عمّا آلتْ إليها أوضاع البلاد، إذْ يعيشُ السوريون وضعاً أقربُ ما يكون فيه إلى العيش في دولةٍ فاشلةٍ، إضافةً إلى الاحتلال التركي لأجزاءٍ واسعةٍ من الشمال السوري بما فيها المناطق الكردية “عفرين، سري كانيه/رأس العين و كري سبي/تل أبيض” التي تعاني من ارتكابِ جرائمَ تصلُ إلى مستوى جرائم حرب ضد الإنسانية على يد حكومة الاحتلال التركي ومرتزقتها السوريين المنضوين تحت مسمى “الجيش الحرّ” وتنفيذ مخططات التغيير الديمغرافي التي تعدُّها الاستخبارات التركية وتتابعُ تنفيذها بغية افراغ المنطقة من سكانها الكرد الأصليين وإسكان عوائل الفصائل السورية الموالية لها بدلاً عنهم، عدا عن الدمار والخراب الذي أصاب البنية التحتية والاقتصاد السوري ناهيك عن مئات آلاف الضحايا من المدنيين ونزوح الملايين منهم إلى دول الجوار وبلدان العالم في حالةٍ قلما وُجِدَ لها مثيلٌ في التاريخ!.

في ظلِّ غيابِ معارضةٍ وطنيةٍ سوريةٍ حقيقيةٍ تمثلُ السوريين بكافة أطيافهم ومكوناتهم مزوّدةٍ ببرنامج عملٍ واضح تلبي طموحاتهم وتزيل الهمّ عن صدورهم المتعبة، وفشلِ ما يسمى بـ”الائتلاف السوري” الذي تتحكّم فيه جماعات الإسلام السياسي المتطرف والإخوان المسلمين، ذلك الائتلافُ الذي وضعَ قرارهُ بيد الدولة التركية وسلمها قراره السياسي، وعملَ على تنفيذ أجندات تركيا التي لا تتقاطعُ مع مصلحة سوريا وشعبها التواق إلى الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية. وبسبب الصراع الدولي آنف الذكر، بقيت الأزمة السورية تراوحُ مكانها دون تقدمٍ ودون أيّ شعورٍ بالمسؤولية الدولية حيال عذابات السوريين الذين يدفعون ضريبة استمرار هذه المقتلة المزيد من البؤس والآلام والحرمان.

بهذه المناسبة، ونظراً لتردي الوضع السياسي الكردي المثقَل بالتشرذم والتباعد والصراعات الهامشية وامتلاء الساحة بتنظيماتٍ وليدةٍ بعد الحراك الشعبي السوري عام 2011، يقعُ واجبُ العمل على تأطير الصفوف والتلاقي لتأسيس مرجعية كرديةٍ تشاركُ فيه الأحزاب والشخصيات الوطنية المستقلة بحقٍ وحقيقةٍ متمتعين بكافة حقوق العضوية، على كاهل القوى الأساسية التي يجبُ أن تضعَ المصلحة الكردية والوطنية السورية في أولوية أهدافها.

بختام رسالة التهنئة هذه، إننا نؤكدُ على موقفنا الداعي إلى الحوار ونبذ لغة العنف والتطرف في حلّ النزاعات الدولية والإقليمية ونضمُّ صوتنا إلى صوت السيد أنتونيو غوتيريش الذي قال يوم 14 آذار الجاري:

“نحنُ بحاجةٍ إلى السلام، السلامُ لشعب أوكرانيا، السلام لشعوب العالم، نحن بحاجةٍ إلى السلام الآن!”

  • رغم كلِّ الآلام والمآسي، ستبقى راية نوروز خفاقةً!
  • كلُّ عامٍ وشعبنا الكردي بخيرٍ في عيده القومي نوروز!

19/03/2022- 2634ك

الهيئة القيادية

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى