أخبارالقسم العام

المفكر الإسلامي السوري جودت سعيد يرحل إلى جوار ربه

جريدة الوحـدة*

نعت أوساط سورية واسعة ومفكرون ومثقفون ونشطاء في شبكات التواصل الاجتماعي المفكر السوري الإسلامي جودت سعيد الذي توفى في مدينة استنبول فجر الأحد 30 كانون الثاني/يناير 2022م عن عمرٍ ناهز /91/ عاماً.

عُرف الراحل بالمفكر الإسلامي المعاصر وبمنهج الاعتدال ودعوته لمبدأ اللاعنف ونبذ العنف في الإسلام، وكان يتحدث اللغتين الشركسية والعربية، لاسيما وأنه ترك أثراً أدبيا وفكرياً، إذ أصدر أكثر من /10/ كتب قيمة، أبرزها «مذهب ابن آدم الأول» الذي ركّز على أن الإسلام ينبذ العنف، إضافةً إلى كتاب «حتى يغيروا ما بأنفسهم»، و»العمل قدرة وإرادة»، و»اقرأ وربك الأكرم»، و»رياح التغيير».

سعيد من مواليد 1931م – قرية بئر عجم، التابعة لمحافظة القنيطرة جنوب سوريا، وتعود أصول عائلته الشركسية إلى القوقاز؛ درس الابتدائية في قريته، وسافر إلى القاهرة للدراسة في الأزهر، وتخرج من كلية اللغة العربية عام 1958م، وانتقل للعيش في دمشق عقب احتلال إسرائيل للجولان السوري.

عُيّن أستاذاً في ثانويات دمشق كمدرّس للغة العربية، وما لبث أن اعتقل لنشاطه الفكري، وتكررت الاعتقالات، وصدرت قرارات بنقله إلى مختلف مناطق سورية وانتهت بصرفه عن عمله، لتشبته بأفكاره ومواقفه. ومع بداية تدهور الأوضاع في سوريا هاجر إلى تركيا.

مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا عام 2011م، طالب سعيد المتظاهرين بالتمسك بسلمية احتجاجاتهم، إذ شدد على ضرورة نبذ العنف، وأصرّ على الالتزام بالنضال السلمي؛ وأفاد أنه «يجب حل المشاكل والصعاب بالطرق الحضارية، وليس باستخدام القوة، المسلمون هم ليسوا الوحيدين الذين تركوا سوريا، بل اضطّر العديد من شعوب الطوائف والمذاهب الأخرى إلى ترك قراهم ومغادرة البلاد، ويعانون من أزمة كبيرة بسبب الضغط الذي وقع عليهم لتغيير قناعاتهم وأفكارهم».

من أبرز كلماته:

«لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع تغيير قناعات وأفكار أحد باستخدام الضغط والقوة، وأن القرآن يوصينا بعدم استخدام الإكراه في الإقناع… الضغط يولد ردود فعل قوية».

– «الديمقراطية لا تحل في بلد إلا إذا قال جميع الفرقاء لن نلجأ إلى العنف»

«إن وجودنا في هذا العالم ليس عبثًا، ولا باطلًا، ولا لعبًا، بل إن حياة الإنسان وسعادته أن يخدم قضية. وأعظم القضايا أن يتوقف الفساد وسفك الدماء…»

وقد شُيع جثمانه يوم الإثنين 31/1/2022م، وصُلي عليه في مسجد كلية الإلهيات في أسكودار بإستنبول ودفن في مقبرة «قراجة أحمد».

* جريدة الوحـدة – العدد /336/- 25 شباط 2022م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى