القسم العاممختارات

رحيل الشخصية الحقوقية والسياسية السورية أكثم نعيسة

جريدة الوحـدة*

بعد نضالٍ مرير لعقودٍ من حياته، في المجال السياسي والحقوقي على الساحة السورية وفي الخارج، عانى بسببه من الضغوطات والمضايقات والاعتقال لعدة مرات، أصابه المرض في بلاد المهجر- مدينة باريس الفرنسية، ليتوفى في 5 شباط 2022م عن عمرٍ ناهز /70/ عاماً.

كان الراحل المحامي أكثم عز الدين نعيسة عضواً في الحركة الفيدرالية الدولية ومعهد الدراسات السياسية‏‏، ‏‏‏وعضواً في المعهد الدولي لدراسات الشرق الأوسط والبلقان‏‏، ‏‏وعضواً في المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب‏‏‏‏‏‏، ومديراً لمركز الشام للدراسات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا، ومنسقاً سياسياً وقانونياً لأمارجي- لجان الديمقراطية السورية، علاوةً على أنه من مؤسسي لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا عام 1989م.

رحلة الوداع الأخير بدأت يوم الجمعة 11/2/2022م من باريس، فنُقل جثمان الراحل إلى سوريا، ويوم الإثنين 14/2/2022م، شُيّع في قرية «بسنادا»- محافظة اللاذقية مسقط رأسه، ووري الثرى في مقبرة العائلة، بحضور حشدٍ من أهاليه ومحبيه ورفاقه، وأُقيم له مجلس عزاء ثلاثة أيام.

درس الراحل في كلية الحقوق بجامعة القاهرة في مصر، والقانون الدولي في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، ودبلوم العلوم الإدارية والمالية في جامعة دمشق.

وحصل على جوائز دولية لحقوق الإنسان، منها «لودوفيك ترايرو» الدولية في بروكسل عام 2004م و»مارتن إينالس الثانية عشر MEA» عام 2005م التي أعضاء هيئتها للتحكيم هم: منظمة العفو الدولية، هيومان رايتس واتش، هيومان رايتس فيرست، الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، الخدمة الدولية لحقوق الإنسان، منظمة الدفاع عن الأطفال العالمية، منظمة مكتب حقوق الإنسان الألمانية، البيان العالمي، الهوريدوكس والهيئة الدولية للمحلفين، International Alert.

يُذكر أن الفقيد كان يقف إلى جانب القضية الكردية العادلة في سوريا، واعتبر الكُـرد في منشورٍ له بتاريخ 21 تموز 2017م «واحداً من المكونات الأصيلة للشعب السوري، ذاقوا الظلم والاقصاء والتهميش طوال قرون عديدة… وناضلوا بكل عزم وشجاعة لينالوا حريتهم وحقوقهم العادلة، وهم الآن لا يقاتلون من أجل حريتهم فقط، بل من أجل حرية الأكثرية التي ظلمتهم واضطهدتهم بكل ما أُوتيت من قوة»، وأضاف «في (طليعة) من يقاتل الإرهاب والتشدد والطائفية، وينادي بالحرية والديمقراطية لجميع أبناء المجتمع والوطن السوري، ويصرّ على وحدة سوريا في إطار من حكم وطني راقي وحضاري، هم أكراد سوريا…».

وأثناء العدوان على عفرين، أكّد نعيسة: «أردوغان وعبيده القتلة يواصلون «تحرير» إبادة أكراد عفرين، يا للسفالة!»، وحول تمثيل القتلة بجثمان الشهيدة «بارين كوباني» التي كانت تدافع عن عفرين قال: «كان الفيديو لحظة انحطاط أخرى في محطات المأساة السورية، بل هو واحد من أسوأ تجلياتها».

نتقدّم إلى ذوي الفقيد وأصدقائه ومحبيه بتعازينا الحارّة، مؤكدين أنه سيبقى نبراساً للنضال الوطني الديمقراطي في سوريا.

* جريدة الوحـدة – العدد /336/- 25 شباط 2022م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى