القسم العاممختارات

حوار الأموات؟!

أسرة الَّتحْرِيرِ*

إضافةً إلى أنَّ مهمةَ مجلة الحوار الأولى ومنهجَها الرئيسَ هو الحوار نفسُه، الحوارُموضوعاً وثقافةً، سلوكاً ونشاطاً. إلا أننا في المجلة ومن زاوية زيادة التنشيط والتحفيز بين سنواتٍ وأخرى، نفتحُ ملفاً جديداً للحوار (العربي – الكوردي)، أو الكوردي ــ العربي لأنه معلنٌ من الطرف الكوردي في سوريا، وإنْ بصيغةٍ رمزيةٍ، وآخرُ خطوةٍ لنا على هذ الطريق كانت بدءاً من العدد 76/ 2020، حيثُ وقعَ الاختيارُ فيه على إعادة نشر تراث رجلٍ استثنائي، عالمِ اجتماعٍ وداعية حق وناشط سلام لبناني هو الدكتور أديب معوض (1890 –1970)، الذي كتب في النصف الأول من القرن العشرين بمنهجيةٍ علمية عن وجود الكورد وتاريخهم في سوريا ولبنان ومناطقِ كردستان الأصلية المحاذية لسوريا، وكان الفضل أيضاً للتعريف به يعودُ أصلاً للمناضل ورجل السلم والحوار الأستاذ الراحل فلك الدين كاكائي (1943- 2013).
كما تمَّ الكشفُ في العدد 77 / 2021 من المجلة عن نتاجٍ مهم وقديمٍ للأستاذ إبراهيم أحمد (1914- 2000)، وهو أحدُ رواد القومية الكوردية ومن مؤسسي أهمّ أحزابها المعاصرة. الذي كتب بدوره مبكراً عن التضامن الكردي – العربي والنهوض بالأمتين في وجه التحديات المشتركة…
وفي هذا العدد نستحضر علماً من أعلام القومية العربية، رجل السلم والحوار الأستاذ جمال الدين الأتاسي (1922-2000) الذي كتب باسهابٍ، وربما من أفضل ما كُتبَ معاصراً عن الكورد، نظراً لمستوى التناول ونقد طبيعة وحالة العلاقات الكردية – العربية، كما أيّدَ حق الكورد في تقرير المصير، وأكد على تضامن الأمتين استراتيجياً.
بهذه المناسبة قد يشكُ المهتمُ بالحوار العربي- الكوردي في حقيقة مساحة اهتمام الأحياء بالحوار، فهل كان الحوار من اختصاص الراحلين، ولم يبقَ للأحياء نصيبٌ في الموضوع!؟
لا شك ثمة العشرات وهم مع ذلك قلة، وربما المئات من أبناء الكورد والعرب لديهم رغبة قوية في تنشيط الحوار ويؤمنون بالمصير المشترك للأمتين، لكن، وعلى الرغم من أن الظروفَ الراهنة في غاية التعقيد وآليات الحوار غير مريحة فضلاً عن أنّ المنابرَ الإعلامية والثقافية ضاقتْ عملياً لكثرتها شكلاً، يبقى من المهم جداً إعادة الروح لمبدأ الحوار والعمل على وضعه في سلم الأولويات على قاعدة عدم الاستسلام لليأس والقنوط.
من جانبنا، سنظلُ نطمح أن ننقل مستويات الحوار إلى قطاع واسع من الشخصيات المعاصرة، وليتحول الحوارُ إلى فعالياتٍ ثقافية وعلمية فسياسية… فلا خيار ولا بديل للحوار بين مكونات وشرائح مجتمعاتنا، ويظل السبيل الأفضل لبناء الثقة ومشاريع الشراكة وبناء مستقبلٍ أفضل للأجيال…
في هذا العدد خطوات جديدة، مساهمات نوعية، وأسماءٌ وقاماتٌ أخرى تساهم في الحوار، لكن في المحصلة لا غنىً عن دعمكم جميعاً لمسيرة الحوار المعرفية والتنويرية قبل السياسية.
* افتتاحية مجلة الحوار – العدد /78/- السنة 28- 2021م

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى