إلى جانب عقد الكونفرانسات التنظيمية الدورية للفروع والمنطقيات تمهيداً لعقد كونفرانس دائرة أوروبا حسب بنود ومواد النظام الداخلي، عقدت دائرة أوروبا لحزب الوحـدة (يكيتي) ندوتين عبر تطبيق الزوم – أونلاين، لمناقشة مواقف روسيا من الأزمة السورية ونظرتها للحلّ، كونها أحد اللاعبين الأساسيين، ولها دور رئيسي في الساحة السورية، سلباً كان أم إيجاباً:
– الندوة الأولى كانت في 6/10/2021م، بعنوان «سوريا في العقل السياسي الروسي»، حاضر فيها مسلم شعيتو دكتوراه في العلاقات الدولية واقتصاد الطاقة وأستاذ جامعي سابق ومسؤول طلبة لبنان في الاتحاد السوفياتي سنوات 1986 – 1991م وعضو مؤسس لمركز دراسات ترويكا (تسنتر)- بيروت، مؤسس وكاتب في مجلة سيوز انفست.
بدأ شعيتو بالحديث عن المكانة التاريخية لسوريا لدى روسيا وعمق العلاقة الروحية بين المجتمعين نتيجة التأثير الديني المسيحي منذ عهود القياصرة إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى الموقع الجيوسياسي لسوريا الذي يشكل عقدة التواصل بين بلدان عديدة وهو نقطة ارتكاز مهمة ووحيدة على الشواطئ المياه الدافئة لروسيا الاتحادية، لهذه الأسباب روسيا تعتبر سوريا جزءًا أساسياً من أمنها القومي، لاسيما أن سوريا هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي حافظت على معاهدة الصداقة مع الاتحاد السوفيتي السابق. كما تطرق شعيتو إلى انعكاس طبيعة العلاقة المعقدة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على الوضع السوري، وحاجة روسيا الملحّة لإرضاء أمريكا، كي تلعب دوراً بارزاً في عملية إعادة إعمار سوريا، نظرا لضعف الاقتصاد الروسي وعدم قدرته على تحمل أعباء ما دمّرته الحرب الأهلية. وتحدث مطولاً عن الدور التركي السلبي والمهيمن على قرار المعارضة السورية- الائتلاف – والذي يجير أنشطتها لمصلحة تركيا على حساب مصلحة الشعب السوري.
كما ركّز على الانتهاكات والجرائم المرتكبة، من القتل والخطف والاعتقال والتغيير الديمغرافي وتعليم السوريين الجانب المتطرف من الدين الإسلامي الحنيف، والتي تنفذها مرتزقة الائتلاف بتوجيه وخطة معدة مسبقاً من قبل الجيش والمخابرات التركية السيئة الصيب، وفي هذا الإطار تحدث شعيتو عن الغاية الروسية لإعطاء هذا الدور لتركيا وإغرائها بوعودٍ لم تكن تحلم بها مثل خطوط غاز السيل الجنوبي التي تمرّ من تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي وبناء محطة الطاقة النووية بكلفة 25 مليار دولار دون أن تدفع تركيا أية سلفة تذكر، وذلك لأجل زعزعة موقع تركيا في حلف الناتو وبث الخلاف بين تركيا والغرب، وجرّها إلى جانبها؛ وفي معرض الرد على سؤال حول مسودة الدستور التي قدّمتها روسيا أكد بأنها متمسكة بتلك المسودة.
– الندوة الثانية كانت في 27/10/2021م، بعنوان «بعض المشاكل التي تواجه التسوية السورية والموقف الروسي منها»، ألقاها جي.إي.فوربيوف وهو عقيد متقاعد ومدير الجامعة العربية الروسية في موسكو ومستشار نائب رئيس الحكومة سابقاً وعمل مستشار في السفارة الروسية في بيروت، كما زار سوريا ومدينة قامشلو لأكثر من مرة خلال فترة الأزمة؛ ومن المشاكل التي تحدث عنها فوربيوف، حسب وصفه، الأدوار السلبية والمعرقلة للدول المتدخلة في الوضع السوري، وفي مقدمتها دور روسيا على الرغم من مشروعية تدخلها وفق القانون الدولي، ولم يستثني دول الخليج العربي – جماعة البترودولار- ودورها في تسليح المعارضة السورية حسب مطالب تركيا. كما تطرق إلى التدخل الأمريكي وتأثيره القوي على أي تحرك روسي، وإلى دور تركيا وطموحها في استعادة أمجاد السلطنة العثمانية ليس فقط في سوريا بل في أماكن أخرى أيضاً، مثل ليبيا وأذربيجان، وفي الخلاف الروسي الأوكراني – جزيرة القرم – ودول البلقان، الذي يزعج روسيا يوماً بعد يوم، خاصةً وهناك أكثر من /15/ معركة وحرب وقعت بين جيشي البلدين؛ ثم تطرق إلى القضية الكردية وعلاقة الصداقة التاريخية بين روسيا والكُـرد منذ أيام الخالد ملا مصطفى البرزاني، وشدد على ضرورة تمتين علاقة الكُـرد مع الروس والابتعاد عن الأمريكان وتوحيد الخطاب الكردي السوري وعزله عن الأجزاء الأخرى، والحرص على عدم الاعتداء أو التضييق على مكونات المنطقة مثل الآشوريين والسريان وغيرهما.
* جريدة الوحـدة – العدد /334/- 19 تشرين الثاني 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).