استمراراً لسلسلة الندوات التي تقيمها دائرة أوروبا لحزب الوحـدة (يكيتي)، عُقدت ندوتان أونلاين زووم، سياسية و تأهيلية، حيث بتاريخ 1/9/2021م ألقت الكاتبة السورية هديل عويس، الصحفية المتخصصة بالشأن الأمريكي المتعلق بقضايا شرق أوسطية وخريجة العلوم السياسية من جامعة ميرلاند الأمريكية والمقيمة في واشنطن، في الندوة الأولى، محاضرة سياسية تضمّنت المحاور التالية:
1 – سبب عدم انضمام الكثير من مكونات الشعب السوري إلى الثورة، بل أبدوا تخوفهم من التغيير عبر نموذج انتفاضة 2011م، حيث أكدت المحاضرة على أن الثورة كانت ثورة محقّة في بدايتها – أي قبل انزلاقها وانحرافها – وشارك فيها جميع مكونات الشعب السوري؛ وتحدثت عن تجربتها الشخصية في المشاركة والقيام بأنشطة معارضة للنظام في شوارع مدينة حلب، إلى جانب بعض أقرانها، اللذين لا تربطهم أي علاقة عرقية او دينية، بل كان رابطهم الوحيد هو المطالبة بالحرية والكرامة.
2 – كيفية انزلاق الثورة إلى مستنقع التسلّح والعسكرة، وبالتالي إلى حربٍ أهلية؟ وكيف تمكنت الأفكار الجهادية المتطرفة من السيطرة عليها؟؛ حمّلت المحاضرة ثلاثة أطراف رئيسية المسؤولية عن ذلك، النظام السوري بتوحشه في التعامل مع المطالب العادلة للمتظاهرين واستخدام القوة المفرطة بدلاً من التعامل بمنطق الدولة مع مواطنيها، الدور القذر للدول الإقليمية وخاصةً تركيا ودول البترو دولار في تقديم مختلف الخدمات وتسهيل كل ما يتعلق بعملية العسكرة وضرب السلم الأهلي وتهيئة الظروف للسيطرة على المعارضة وتسخير مسلحيها خدمةً لأهدافها، تعطُّش الإسلام السياسي وسيلان لعابه وخاصةً جماعة الاخوان المسلمين لاستلام السلطة إسوةً بشقيقاتها في مصر وتونس؛ هذه الأطراف الثلاثة التي تشترك في حبها للتسلُّط والممارسات اللاإنسانية لا تهمها كثيراً قضايا التنمية والحريات وحياة الناس. وقد تم تجميع الجماعات الجهادية المتطرفة في سوريا بمختلف الأساليب ليغيب أي دور ممكن للسوريين في بلدهم.
3- موقف المجتمع الدولي بين الأمس واليوم من الحالة السورية:
قارنت المحاضرة بين موقف المجتمع الدولي وحجم التأييد والدعم – بكافة أشكاله- الذي قدّمته أوساط دولية مختلفة في بداية الأزمة السورية، حيث وصل عدد الدول الداعمة للمعارضة السورية إلى مائة وعشرين دولة، في ظاهرةٍ قلّ مثيلها، وبين ما يحدث الآن ومواقف تلك الدول وكيفية ذوبان تلك المجموعة التي سميت بأصدقاء سوريا ودرجة امتعاض الأوساط الدولية من الدور الارتزاقي للمعارضة السورية التي تحوّلت إلى غطاء للراديكاليين الجهاديين وأداة لتنفيذ سياسات تركيا في بلدهم؛ ثم تطرّقت بنوع من الإسهاب في كيفية ودور الصدفة في بدء العلاقات بين أمريكا ودول التحالف لمحاربة داعش من جهة، وقوات الوحدات الكردية التي كانت تحارب داعش ببسالة في كوباني ودورها البطولي في إنقاذ الإزيديين في شنكال من جهة أخرى، وتحوّل تلك العلاقات إلى تحالف مشترك لمحاربة داعش وتطوير القوات الكردية لتصبح قوات سوريا الديمقراطية تضم في صفوفها أبناء معظم مكونات المنطقة، وهي كانت رسالة اطمئنان هامة للجميع للمشاركة في الحرب على الإرهاب الداعشي وإنهاء الدولة الاسلامية.
أما في الندوة الثانية، بتاريخ 8/9/2021م، فقد ألقى الأكاديمي خليل رشيد خريج كلية التربية قسم المناهج والتقنيات والمنسق السابق للعلاقات العامة في شبكة روداو الإعلامية ومدرب معتمد من منظمة البرمجة اللغوية العصبية للتدريب والاستشارات – مدير فرع المنظمة في هولير محاضرةً حول الكاريزما وأسرار الشخصية الناجحة، حيث تحدث عن:
1- أهمية الكاريزما بالنسبة لأي شخص، وأهم أنواع الكاريزمات (اللحظية، المؤقتة، المصطنعة، الدائمة).
2- سرّ نجاح بعض الشخصيات بعملهم في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والمهنية.
3- دور وأهمية القائد في حياة الشعوب وخاصةً في الأزمات.
4- أهم المواصفات والكاريزما التي يجب أن تتوفر في شخص القائد، أمثلة متعددة عن بعض القادة (مانديلا، قاسملو… الخ).
5- كيف يمكن بناء الشخصية القيادية وتطوير قدراته الذاتية والتدريبية على التعامل والتعاطي مع محيطه ومختلف ظروف وأماكن تواجده.
هذا، وتفاعل الحضور بطرح أسئلة تؤدي إلى توضيح جوانب هامة من المواضيع المطروحة.
* جريدة الوحـدة – العدد /333/- 30 أيلول 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).