القسم العامبيانات و تصريحات

تُرتكب جريمة الإخفاء القسري في عفرين على نطاقٍ واسع وممنهج

بيان

يصادف الـ 30 من شهر آب كل عام، “اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري” الذي اعتمدته الأمم المتحدة، ولا يزال ذوي المخفيين قسراً من أبناء منطقة عفرين المحتلة- شمال غربي سوريا ينتظرون أخباراً سارة عنهم، أمهات وآباء وزوجات وأبناء وأصدقاء مفجوعين على غياب أحبائهم.

بين آذار – تشرين الأول 2018م، تم إخفاء ما بين /1500-2000/ معتقل من سكَّان عفرين الأصليين – 97% كُـرد-  قسراً، بينهم نساء وأسرى حرب، والعشرات في أوقات لاحقة، من قبل سلطات الاحتلال التركي التي أُفرجت عن القسم الأكبر منهم بعد قضاء /2-3/ سنوات احتجاز في سجون سرية وتردي أوضاعهم الصحية وبأحكام لاحقة لتنفيذ العقوبات مع غرامات مالية، صادرة عن قضاءٍ صوري يغطي على جريمة الاخفاء القسري؛ ولا يزال حوالي /500- رقم تقديري مستند لبعض المعلومات، وهو متغير، حيث يصعب الإحصاء بشكل دقيق/ منهم مجهولي المصير؛ مثل:

– “أحمد شيخو بن سيدو /22/ عاماً” من قرية “كيلا”- بلبل، منذ 29/3/2018م.

– “نوري إبراهيم جابو /43/ عاماً” من قرية “قره كول”- ناحية بلبل، منذ نيسان 2018م.

– الشقيقان “خليل عابدين حبش /38/ عاماً، بكر عابدين حبش /30/ عاماً” من بلدة “بعدينا”، منذ 23/9/2018م.

– “محمد حسن حسن /55/ عاماً” من قرية “قسطل مقداد”- بلبل، منذ أواخر 2018م.

– “إبراهيم خليل عبدو بن محمد /44/ عاماً” من بلدة “بعدينا”، منذ ٣ أيار 2019م.

– “عثمان مجيد نعسان /65/ عاماً “، وأبنائه (جانكين /32/ عاماً وزوجته بطفل رضيع، شيار /30/ عاماً، محمد /28/ عاماً وزوجته جيلان حمالو بطفل رضيع)، من قرية “روتا”- معبطلي، منذ 7 حزيران 2020م.

رغم مراجعة أهالي معظم المخفيين قسراً للمجالس المحلية وقيادات الشرطة وتقديمهم الشكاوى لسلطات الاحتلال التركي ومطالباتهم المتكررة للكشف عن مصير أبنائهم، لم يلاقوا آذاناً صاغية، فعادوا خائبين.

وكذلك تعرّض الآلاف للاختطاف والتعذيب لمدد متفاوتة على يدّ ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” المرتبط بالائتلاف السوري- الإخواني المعارض والموالي لتركيا، بغاية الانتقام والترويع وتحصيل فدى مالية لقاء الإفراج عنهم؛ زد على ذلك آلاف حالات الاعتقال التعسفي التي مورست ولا تزال، بإشراف مباشر من الاستخبارات التركية.

كان في سجن بلدة الراعي- منطقة الباب لوحده أكثر من /1500/ مخفي قسراً، علاوةً على سجون (معسكر كفرجنة – الجبهة الشامية، قريتي “إيسكا و ميدان أكبس”- فيلق الشام، الشرطة العسكرية وسط عفرين، فرقة الحمزة وسط عفرين…) السرية، وسجون أخرى خاصة بالميليشيات.

وأكّدت لنا شهادات عديدة على وجود غرف سرية في قبو سجن الراعي الذي تديره ميليشيات “فرقة السلطان مراد” التي يتزعمها المدعو “فهيم عيسى”، بإشراف الاستخبارات التركية، حيث عانى فيها المخفيون قسراً من ظروف قاسية للغاية، منهكين، وفي شبه ظلام، لا شمس ولا تهوية، وأُصيب الجميع بمرض الجرب وأمراض معوية، والطعام كان رغيفين في اليوم مع قليلٍ من شوربة العدس أو الرز المنقوع، والسماح لقضاء الحاجة فقط في الصباح والمساء، وعند الاضطرار يتبول السجين في قارورة بلاستيك أو يتبرز في كيس؛ إذ تعرّضوا للتعذيب منذ الساعات الأولى للقبض عليهم، ودون أن يتمكن أهاليهم من زيارتهم أو أن يوكِّلوا محامين عنهم، حيث تولى التحقيق معهم الاستخبارات التركية، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، الكثير منها دون دلائل وبناءً على الشبهات.

وأكدّت على وقوع حالات اغتصاب وتحرش جنسي بحق النساء، وحالات وفاة نتيجة التعذيب والأمراض التي أصابت الضحايا، دون تسليم جثامين المتوفين للأهالي، بل تم دفنها بشكلٍ سري، بينما ينتظر أهاليهم بلاغات رسمية عن مصيرهم من السلطات، علاوةً على مقتل بعض المختطفين على يد مسلحي الميليشيات.

إن الاخفاء القسري الذي جرى على نطاقٍ واسع وممنهج بحق أبناء منطقة عفرين، معظمهم من الكُـرد كمجموعة إثنية متمايزة بعينها، وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والاتفاقية الدولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري التي اعتمدتها الجمعية العامة، يعتبر جريمة ضد الإنسانية، تستوجب المساءلة ومعاقبة مرتكبيها وتعويض الضحايا.

كما أنّ الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال التركي في مجال الاختطاف والاعتقال التعسفي والاخفاء القسري تعتبر مخالفات جسيمة لاتفاقية لاهاي 1907م واتفاقيات جنيف الأربعة 1949م والبروتوكولين الإضافيين لعام 1977، واتفاقية مناهضة التعذيب.

في هذا اليوم الدولي الخاص بالإخفاء القسري، نطالب الأهالي والهيئات والمنظمات الحقوقية المهتمة والمعنية بالمزيد من التعاون على الاهتمام بأوضاع ضحاياه وتوثيقها؛ كما نناشد المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة المعنية للالتفات إلى مراقبة أوضاع عفرين وتوثيق الانتهاكات والجرائم المرتكبة وإدانتها وللعمل على محاسبة مرتكبيها، وممارسة الضغوط على حكومة أنقرة لوضع حدٍ لها وللكشف عن مصير المخفيين قسراً والإفراج الفوري عنهم، على طريق إنهاء وجود الاحتلال ومرتزقته.

30/08/2021م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

بيان- اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري-30-08-2021م– PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى