يسير على نهجه الاستبدادي القمعي الجهادي «الثوري» منذ أكثر من /42/ عاماً، نظام الملالي في إيران لم يتوقف يوماً عن إعدام النشطاء السياسيين واغتيال بعضهم في الخارج أيضاً، بمحاكمات صورية سريعة على خطى قاضي الإعدامات الشهير آية الله خلخالي- الذي عينه الخميني شخصياً بعد يومٍ من تسلمه للسلطة في إيران – أو بعمليات استخباراتية في العديد من الدول، وكان النشطاء والسياسيين الكُـرد ولا زال على رأس قوائم تصفيات نظام طهران، فكان نصيب الحزب الديمقراطي الكردستاني منها كبيراً، اغتيال د. عبد الرحمن قاسملو ود. صادق شرف كندي وغيرهم، آخرهم موسى باباخاني عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك)، الذي استدرج إلى فندق «گُلي سليماني» في أربيل مساء الخميس 5 آب 2021م وقُتل في إحدى غرفها، حيث عثر على جثمانه يوم السبت 7/8/2021م وهو ملطخ بالدماء وعليه علامات التعذيب؛ وقد فتحت قوات الأمن تحقيقاً وأوضحت يوم الأحد 15/8/2021م، أن المتهم الرئيسي في العملية يدعى سرمد داوود عبد علي ويُعرف بـ»سامان إيلامي»، وأنه كان يقيم في مدينة أربيل منذ عام وأربعة شهور بصفة تاجر ويقيم في الفندق، واصطحب المغدور مساء الخميس إلى الفندق وغادره فجر الجمعة، تاركاً اربيل ومتوجهاً إلى خانقين ومنها إلى إيران.
هذا، وأصدرت اللجنة المركزية للحزب بياناً في 8 آب 2021م، وأكّدت على أن موسى باباخاني اغتيل على يد إرهابيي جمهورية إيران الإسلامية في أربيل، وقالت: «زادت الجمهورية الإسلامية من نشاطاتها الإرهابية في إقليم كردستان وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وداخل البلاد، في وضعٍ تواجه فيه أزمة حكم وتزايد الاحتجاجات في البلاد. ومن ثم فهي تفتقر إلى القدرة على التعامل مع مختلف التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا يمكنها تلبية المطالب المشروعة لشعب كردستان والشعب الإيراني. وخوفاً من اندلاع احتجاجات جماهيرية جديدة، يعتبر القمع والإرهاب والترهيب وسيلة للسيطرة على الوضع وإطالة أمد وجوده، وهي سياسة مستمرة منذ قيام الجمهورية الإسلامية»- ترجمة عن النص الإنكليزي.
وأضافت، إنها تتوقع أن تقوم سلطات إقليم كردستان بالكشف عن الأيدي التي وراء هذا العمل الإرهابي، وتعتقل الجناة وتسلمهم إلى القضاء لتحقيق العدالة. وشدّدت على أنه مطلب عادل بأن مسؤولية حماية أرواح وأمن معارضي النظام الإيراني من الكُـرد المتواجدين في الإقليم تقع على عاتق حكومته.
وذكر البيان، موسى باباخاني من مواليد مدينة كرمنشاه 1981م، في سن /18/ بدأ كفاحه من أجل حرية شعبه وتقرير المصير بالانضمام إلى صفوف الحزب، وخلال /23/ عاماً من نشاطه كبيشمركه وعضوٍ مخلص ومتفاني تدرج في هيئاته وانتخب في المؤتمر السابع عضواً في لجنته المركزية. وكان باباخاني أحد القادة الشباب في الحزب ويتمتع بوعي سياسي عالٍ وشعور استثنائي بالمسؤولية، ونشط في مجال الإعلام والتواصل والتنظيم، وقدّم عملاً هائلاً، فأصبح هدفاً ثميناً لأجهزة الأمن الإيرانية.
وقد شُيّع جثمان الشهيد باباخاني بمراسم رسمية لائقة من قبل حزبه ووري الثرى بمقبرة في مدينة كويسنجق بالإقليم، بحضور العديد من ممثلي أحزاب كردية وكردستانية، من بينهم وفدٌ من حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا برئاسة عضو لجنته السياسية وممثله في إقليم كردستان محمود محمد، الذي سلّم لحزب الشهيد برقية إدانة لما اقترفته الاستخبارات الإيرانية من جريمة وقدّم التعازي لأسرة ورفاق الفقيد.
ويُذكر أن النظام الإيراني قد اغتال القيادي البارز في الحزب قادر القادري في آذار 2018م بقضاء «رانية»- السليمانية، وفي أيلول 2018 قصف الحرس الثوري الإيراني مقرّ للحزب في قضاء كويسنجق بالصواريخ أثناء انعقاد اجتماعٍ له، فسقط على إثره /16/ شهيداً وأكثر من أربعين جريح.
لقد شكّل رحيل الشهيد باباخاني خسارةً لحزبه ولعموم الكُـرد وحركاتهم السياسية في إيران والعراق وتركيا وسوريا، ويعتبر اغتياله عميلة إرهابية دولية، تتوجب الإدانة من قبل كافة الفعاليات الكردية والكردستانية والمجتمع الدولي.
* جريدة الوحـدة – العدد /332/- 19 آب 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).