إذا كانت أنقرة- أردوغان غارقة في الشرّ والغرور، وتشهر حقدها وعداءها ضد الكُـرد جهاراً نهاراً، بالإجمال وليس بين بين! وتحاول أن تسحقهم في سوريا دون استثناء، وهي التي تبحث عن أمجاد آل عثمان في العراق وسوريا والخليج والصومال والسودان وفلسطين ومصر وليبيا وتونس وأفغانستان وأذربيجان وأرمينيا والبلقان وقبرص واليونان وغيرها!
وإذا كان الائتلاف السوري – الإخواني قد هزُل ولم يحقق أي تقدم سياسي بل إنه في تراجع، وغارقٌ في الفساد والإذلال أمام السلطان التركي الجديد، وما ميليشياته (الثورية الجهادية) إلا مرتزقة ودمية بين يديه، ترتكب الموبقات أينما وضد من أراد؛ ولا يتوانى «زعمائه الصوَّريون» عن إطلاق خطابات الكراهية ضد الكُـرد ولا ينفكون عن اتهام الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بالإرهاب والدعوة لإسقاطها وإزالتها من الوجود، معتبرين كل من يتفق أو يتعامل معهما إرهابي أيضاً!
وإذا كانت عفرين وكري سبي وسري كانيه مفجوعات بأبنائها وممتلكاتها وثقافتها وتراثها وغطائها النباتي على أيادي مجرمي أنقرة والائتلاف!
فما مبرر وجود المجلس الوطني الكردي ENKS و «كُـرد جيدين» في استنبول وفي إطار الائتلاف المهزوز، يتحملون مسؤولية قراراته وأفعال وممارسات ميليشياته الشنيعة، إلى جانب التغاضي عن الاحتلال الموصوف لمناطقنا والتعامي عن مسؤوليات أنقرة وسياساتها العدائية ضد الكُـرد وعن دورها السلبي المريب في الملف السوري عموماً؟!… غير منطقي أن نقول لا ندري! لكن يحق للمرء أن يتساءل.
أي «دبلوماسية لـ ENKS» هذه، التي لم تحقق أي تقدم أو تمثيلٍ متوازن في الائتلاف ووفوده، سوى عضوٍ يتيم في لجنةٍ دستورية مُعطّلة لا يمثل الكُـرد كمكون سوري رئيس، ولم تتمكن من المشي خطوةً واحدة في عمل «لجنة تقصي الانتهاكات» الخاصة بعفرين، ولا تَقدر على لعب دورٍ إيجابي لضمان استمرار تشغيل محطة علوك لمياه الشرب بالاتصال مع «الأصدقاء والحلفاء» الأتراك وحكومة الائتلاف المؤقتة؟!
وجود بعض الكُـرد السوريين في الائتلاف المذكور وترويجهم لسياسات أنقرة- أردوغان معادلة خاسرة كردياً بكل المقاييس، ولا معنى لها إلا تحت عناوين مريبة وفي الاستثمار ضد الكُـرد الآخرين المتهمين بـ «الانفصال والإرهاب والإلحاد».
فلا يستقيم وضع الحركة الكردية في سوريا بوجود قدم أحد أطرافه في استنبول وعلى تربةٍ رخوةٍ ومتفسخة، ولا نجاح لحوارٍ كردي- كردي عام وبالشكل المأمول إلا أن يكون شاملاً ومستنداً لإرادة الكُـرد في سوريا ومصالحهم وقرارهم المستقل، بعيداً عن التبعيات والمصالح الشخصية ونزعات الإقصاء والمحاصصة في السلطة والمال أو الرهان على الخارج.
تَطييبُ الخواطرِ لا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ!
* جريدة الوحـدة – العدد 321- آب 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).