لا قرار بيدهم سوى الاجرام بحق الناس والعيثُ في الأرض فساداً؛ يُساقون إلى حروبٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سوى جني الغنائم والأتاوى ونصيبٌ هائلٌ من الآثام والعدوان، يُحاسَبون عليها يوم القيامة وأمام محاكم قد تُنصف المعتدين عليهم ولو بقليلٍ من العدل والإحسان، حيث يُسترخص أرواحهم أيضاً، ولعل أحدهم يتركُ ورائه مثنى أو ثلاث أو رُباع من الزوجات المكلومات وكومةً من الأولاد اليتامى، دون أن يرف جفن عين قائده المؤتمن المُعظَّم.
من «مظلومين» إلى «ثوار»، ومن مسلحين لا وجهة صحيحة لهم إلى مرتزقة وإرهابيين؛ الداعمون والممولون خططوا لهم ودفعوهم نحو التهلكة وجعلوهم أكباش فداء لأجنداتهم وصراعاتهم، خارج الثقافة الوطنية السورية ومصالح الشعب والبلد، وبفتاوى من شيوخ الإسلام السياسي الجهادي الطامع بخلافةٍ موعودة، وساسة نَسَوا القيم والمبادئ وأوجاع مواطنيهم بعد أن تمتعوا بالجاه والمال الوفير.
ما يقارب العامين ونصف، الميليشيات الإرهابية «الحمزات، العمشات، سلطان مراد، الشرقية، الشامية…» وغيرها الموالية لتركيا بغطاءٍ من الائتلاف السوري – الإخواني وباسم «الجيش الوطني السوري»، ترتكب الموبقات بحق منطقة عفرين وأهاليها، تسرق وتنهب وتسلب، تحرق الغابات وتقطع الأشجار، تختطف وتعتقل وتُعذب، تَخفي قسراً وتقتل، تعتدي على النساء وتُهين كرامتهن، تُشارك في التعريب والتتريك والتهجير والتغيير الديمغرافي، تُخرب وتسرق الآثار التاريخية وتعتدي على المزارات والأضرحة والمقابر… تحت أعين وبإشراف رجال «السلطان الجديد».
هم وأسيادهم من الائتلاف وأنقرة يزعمون توفير الأمن والأمان! يتناسون الانتهاكات والجرائم والتفجيرات المتوالية وكيف يتقاتل المجرمون فيما بينهم على السرقات ونطاقات النفوذ، إذ لا تنتهي اعتداءاتهم، إنهم مجرد ميليشيات ومجموعات لصوص لا مبدأ لها ولا مكان للأخلاق لديها، تَشهر سلاحها بمناسبة ودون مناسبة على المدنيين العُزل.
فوضى وفلتان، لكل جهةٍ ميليشياوية أسلحة ومقرّات وسجون سرية، تستهتر بحياة المدنيين وأرواحهم، لتغدو عفرين جحيماً، والراعي – المايسترو التركي يخطط لها ويشرف على أعمالها، يوجهها ويطلق يدها ويدفع لعناصرها الرواتب ويمنحهم نياشين وامتيازات، دون أن يضع حداً للوضع المزري الدميم.
أفعالهم الشنيعة مكشوفة، ولكن انكشاف جريمة اعتقال أولئك النسوة وإخفائهن قسراً وهنَّ عاريات في مقرّ «الحمزات» فضح عوراتهم تلك كلها، فـ «العاريات»- طاهرات النفس والروح- عرَّتْنَ المجرمين وأسيادهم والمطبلين لهم ليل نهار.
إن قضية أولئك النسوة وغيرهنَّ من النساء والرجال المغيبين قسراً من أهالي عفرين، لوصمة عارٍ على جبين الكُـرد الصامتين المتخاذلين ومدعي «الثورة والتحرير» ورافعي الآيات والكتاب بهتاناً من متزعمي الإسلام السياسي السوريين والأتراك.
لابد أن يهلك المجرمون، طال الزمن أم قَصُرَ، خاتمتهم مزبلة التاريخ… ولـ «العاريات» أسماءٌ من ذهب في سجل التاريخ ولهنَّ شرفٌ ميمون.