القسم العاممختارات

الذكرى السنوية الـ /105/ لجريمة الإبادة الجماعية الأرمنية

جريدة الوحـدة*

ليلة الـ 24 نيسان عام 1915م، قامت الحكومة العثمانية باعتقال أكثر من /200/ من خيرة القادة المثقفين وكبار المسؤولين الأرمن في القسطنطينية/استنبول الحالية، وبعدها بفترة اعتقل أيضاً المئات غيرهم، وتم إرسالهم إلى سجون الداخل في الأناضول، حيث تم تصفيتهم جميعاً. فاعتبر ذاك اليوم لدى الأرمن ذكرى مؤلمة لمجازر جماعية وتطهير عرقي طالهم خلال أعوام 1915-1918م.

وإحياءً للذكرى السنوية الـ /105/، قامت أرمينيا بإطفاء أنوار مدنها التي أجراس كنائسها قُرعت، وزار رئيس وزرائها نيكول باشينيان والسيدة عقيلته نصب الشهداء في العاصمة يريفان استذكاراَ لضحايا تلك الفاجعة والوقوف إجلالاً لأرواحهم بخشوع.

وفد تجاوز عدد الدول التي اعترفت بالإبادة الجماعية الأرمنية الـ /30/، من بينها سوريا التي أقرّ برلمانها (مجلس الشعب) في جلسته المنعقدة يوم الخميس 13/2/2020 بإدانة الجريمة والاعتراف بها.

وإذ أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – الذي رفض العام الماضي تصديق قرار الكونغرس بالاعتراف بالجريمة- بياناً في 24 نيسان، جاء فيه: «اليوم ننضم إلى المجتمع العالمي في إحياء ذكرى الأرواح التي فُقدت خلال ميدز يغيرن (الفاجعة الكبرى). التي هي واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين. اعتباراً من عام 1915 مليون ونصف مليون أرمني رُحلوا وذُبحوا وتم تسييرهم نحو موتهم في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية. في يوم الذكرى هذا نحيي أولئك الذين عانوا وفقدوا حياتهم مجددين في الوقت عينه التزامنا بتعزيز عالم أكثر إنسانية وسلمية». متجنباً وصف تلك (الفاجعة الكبرى) بالإبادة.

ومن جانبها قالت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي في بيانها: «في هذا اليوم، وبعد 105 سنوات من بدء قادة الإمبراطورية العثمانية إبادتهم المنظمة لـ 1.5 مليون من الرجال والنساء والأطفال الأرمن، نأخذ الوقت لتكريم الضحايا والناجين من الإبادة الجماعية الأرمنية. إن الأعمال البربرية الرهيبة التي ارتكبت ضد الأرمن الأبرياء تظل وصمة في تاريخ البشرية وتذكيراً مروعاً بمسؤوليتنا واليقظة ضد الفظائع في عصرنا». وتابعت: « الحقائق لا يمكن إنكارها… ولهذا السبب، سعى الكونغرس الأميركي العام الماضي إلى تصحيح هذا الخطأ الفادح من خلال التصويت بأغلبية ساحقة والوقوف بحزم إلى جانب الصدق وإثبات حقيقة الإبادة الجماعية للأرمن إلى الأبد في سجلاته. وبذلك، كرّمنا أولئك الذين تم إسكاتهم إلى الأبد وأكدنا التزامنا بعدم الصمت أبداً أو السماح لهذه الجرائم بالحدوث مرة أخرى».

كما أن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أصدر بياناً، قال فيه: «ننضم في هذا اليوم إلى المجتمعات الأرمنية في كندا والعالم لإحياء وتكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية – وهي فترة مظلمة من التاريخ يجب ألا ننساها أبدًا… لا يجب أبداً مواجهة الكراهية والعنف بلا مبالاة بعد الآن. اليوم نؤكد من جديد التزامنا ببناء عالم يشعر فيه الجميع بالأمان من التمييز والاضطهاد، بغض النظر من هم ومن أين هم أو بماذا يؤمنون».

وبعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالةً إلى الرئيس الأرمني آرمين سركيسيان، قال فيها: «في 24 أبريل تحيي فرنسا ذكرى مذبحة 600 من المفكرين الأرمن في القسطنطينية، والتي كانت بمثابة بداية الإبادة الجماعية. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، فرنسا ملتزمة بحماية ذكرى ضحاياها، ومحاربة الإنكار، وتعلم درس جاد من صفحات هذه القصة المأساوية».

أما الرئيس اللبناني ميشيل عون قال في تغريدةٍ له على تويتر: «تظل ذكرى المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني، وصمة عارٍ في ضمير الإنسانية، تُذكرنا بأن الإنسان قادرٌ على ارتكاب الشرور إذا كان هناك تفلّت من العقاب والمحاسبة… العدالة هي السبيل الوحيد لعالم أكثر إنسانيةً».

هذا وترفض تركيا منذ وقوع تلك الجرائم الاعتراف بها، وتستنكر كل من يدينها، بل تحاول الحكومات التركية المتعاقبة إخفاء آثار وتداعيات الإبادة الأرمنية الجماعية للتنصل من المسؤوليات السياسية والقانونية والأخلاقية عنها.

مصدر الأخبار موقع:

http://khabararmani.com

* جريدة الوحـدة – العدد 319 – نيسان 2020م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى