تراجع في عدد الصحفيين القتلى خلال عام 2019، ولكن السجن والتهديدات القانونية والمضايقات والرقابة مستمرة عليهم
جريدة الوحـدة*
صدر عن «لجنة حماية الصحفيين»، منظمة دولية مستقلة غير ربحية تعمل على حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم، التقرير السنوي حول الصحفيين القتلى، من إعداد إيلينا بيسير، والذي نشر في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2019، وخلص إلى «تَراجَع عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم أثناء أدائهم لعملهم في عام 2019 إلى أدنى مستوى له منذ 17 عاماً، مع توجه النزاعات الإقليمية إلى التهدئة وانخفاض عدد الصحفيين الذين قُتلوا انتقاماً منهم على عملهم إلى أدنى مستوى له منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين تحتفظ بسجلات في هذا الشأن. وكانت سوريا والمكسيك هما البلدان الأشد فتكاً بالصحفيين»، حيث قُتل 25 صحفياً على الأقل في عام 2019م، ويغطي العدد لهذا العام الفترة ما بين 1 يناير/ كانون الثاني إلى 13 ديسمبر/ كانون الأول 2019، مقارنة مع /56/ صحفياً قتيلاً بدوافع مؤكدة مرتبطة بعملهم في عام 2018 بأكمله؛ إذ أكد التقرير على «يأتي هذا التراجع في عدد جرائم القتل وسط اهتمام عالمي غير مسبوق بقضية الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين…».
وجاء في التقرير: «قد وثّقت لجنة حماية الصحفيين على امتداد عدة سنوات تراجعاً في جرائم قتل الصحفيين وتزايداً في الرقابة الذاتية في الأماكن الخطرة تقليدياً من قبيل باكستان وروسيا، حيث أدى نقص العدالة بشأن الجرائم السابقة إلى ترهيب بعض الصحفيين وامتناعهم عن نشر تغطية ناقدة. علاوة على ذلك، ثمة وسائل أخرى عديدة متاحة لأولئك العازمين على تهديد الصحفيين. إذ لم يقل عدد الصحفيين السجناء في العالم عن 250 صحفياً للسنة الرابعة على التوالي، في حين واجه الصحفيون من هونغ كونغ إلى ولاية ميامي الأمريكية مضايقات قانونية، وقرصنة لحساباتهم الرقمية، ومراقبة، وحملات تشهير، حسبما تُظهر تقصيات لجنة حماية الصحفيين».
وأوضح التقرير: «احتلت المكسيك المرتبة الثانية من حيث عدد الصحفيين القتلى- خمسة، وذلك بعد سوريا التي قُتل فيها سبعة صحفيين على الأقل. وقُتل ثلاثة منهم من جراء غارات جوية تركية في أواسط أكتوبر/ تشرين الأول، عندما توغلت القوات التركية في المناطق السورية… وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول، أدت غارة جوية تركية إلى قتل مخرج الأفلام الوثائقية الكردي التركي فيدات أردميشي بينما كان يصور طائرات تحلّق فوق منزله. وفي 13 أكتوبر/ تشرين الأول، شنت القوات التركية غارة جوية ضد قافلة مدنية كان على متنها صحفيون محليون ودوليون، وأدى الهجوم إلى مقتل الصحفي السوري الكردي سعد أحمد، وجرح الصحفي السوري الكردي والمصور محمد حسين راشو الذي توفي في اليوم التالي متأثراً بجراحه».
وأضاف: « قُتل في سوريا ما لا يقل عن 134 صحفياً منذ بدء الحرب هناك، وقد تراجع عدد الصحفيين القتلى منذ عام 2012…»
وقال المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، جويل سايمون، «إن تراجع عدد الصحفيين القتلى هو خبر طيب بعد سنوات من تصاعد العنف، وهو يعزز عزمنا على مكافحة الإفلات من العقاب والقيام بكل ما في وسعنا للمحافظة على أمان الصحفيين. ولكن يجب ألا يدفعنا ذلك الاكتفاء بما تحقق. فالواقع المرير هو أن أعداء حرية الصحافة يمتلكون في جعبتهم العديد من الأدوات، بما في ذلك سجن الصحفيين، والتهديدات القانونية، والمضايقات عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى الوسائل المتطورة للرقابة التي يتزايد استخدامها».
وللمزيد من الاطلاع يمكنكم زيارة موقع اللجنة: www.cpj.org