جمهورية أرمينيا تضم بين مكوناتها حوالي /40/ ألف كردي إيزيدي من أصل /3 ملايين/ نسمة- عدد سكانها، إذ هجر منهم كثيرون؛ وقد اعترفت بهويتهم العرقية والدينية، حيث كان لهم إسهاماتهم في مجال الأدب والثقافة، إذ أسسوا جريدة «ريا تازة» التي صدر العدد الأول منها في 25 آذار 1930 بمدينة يريفان باللغة الكردية (الكرمانجية الشمالية) وبالحروف اللاتينية التي وضعها الكاتب الروائي الكردي الشهير عرب شامو في العام 1929، وشاركوا في افتتاح إذاعة يريفان؛ ومن بينهم أسماء لامعة في هذا المجال.
تناقلت وسائل إعلام عديدة، خبر افتتاح المعبد، حيث حصل وجهاء من الإيزيديين في عام 2015 على ترخيص بنائه، واختاروا قرية أكناليج الواقعة على مسافة 35 كم من يريفان، إذ يرتفع بناء أبيض وتعلوه قبة كبيرة وست قبب صغيرة، حيث بني بشكل فاخر وجميل، ويُعدُّ من أكبر المعابد الإيزدية، ولكن يبقى معبد لالش- 50 كم شمال الموصل- العراق محجاً أساسياً لجميع الإيزديين في العالم، وله قدسيته ورمزيته الدينية والتاريخية.
يعيش في القرية ثلاثة آلاف و/300/ نسمة، من بينهم /150/ إيزيدي، وينحدر منها رجل الأعمال الإيزيدي الثري ميرزا سليمان الذي تكفل ببناء المعبد على نفقته، فسمي بمعبد (قبة ميري ديوان)، وهو يضم أيضاً مدرسة دينية ومتحفاً.
وبمراسم خاصة، يوم الأحد 29 أيلول، تم افتتاح المعبد وإزالة الستار عن تمثالٍ للناشطة الإيزيدية ناديا مراد- الناجية من أَسر تنظيم داعش الإرهابي والتي نالت جائزة نوبل للسلام 2018، وعن تمثالٍ آخر لـ «درويشيه عبدي» على صهوة حصان- بطل ملحمة غنائية كردية شهيرة، وذلك بحضور جمعٍ غفير من الإيزديين، من جميع أنحاء العالم، ومسؤولين حكوميين وممثلي بعثات دبلوماسية في أرمينيا، وممثلون عن الطائفة الإيزيدية في العراق والقائم بأعمال السفارة العراقية أيضاً.
هذا ووجه رئيس جمهورية أرمينيا أرمين سركيسيان رسالة تهنئة بهذه المناسبة، التي جاء فيها- حسب «أرمن برس»:
«أهنئ الشعب اليزيدي الشقيق بصدق على تكريس وافتتاح معبد ميليك تاوس… على مدار قرون تعد أرمينيا وطناً وموطناً للعديد من اليزيديين الذين قمنا بحمايتهم وبنينا وتطورنا سوياً. مع افتتاح هذا المعبد اليوم أصبحت الأرض الأرمنية أيضاً مركزاً للحياة الروحية لإخواننا وإخواننا اليزيدية.
ينبغي أن نبذل قصارى جهدنا لجميع مواطني أرمينيا بصرف النظر عن هويتهم الدينية أو القومية لإتاحة الفرصة الكاملة لحماية لغتهم وتقاليدهم وتراثهم الروحي والثقافي.
أتمنى أن يجلب هذا المكان المقدس الجديد السلام والرفاهية لعائلات مواطننا اليزيدية ويثري حياتهم الروحية والثقافية».
يُذكر أن العديد من المصادر تقول عدد الإيزديين المهاجرين في العالم يصل إلى حوالي /2.5/ مليون، وهم يقولون أنهم تعرضوا لـ /72/ جريمة إبادة، آخرها على يد تنظيم داعش في سنجار- كردستان العراق عام 2014م، ولا يزال المتبقون منهم في منطقة عفري- شمال غرب سوريا يتعرضون للاضطهاد على يد الاحتلال التركي ومرتزقته.
ويعتبر افتتاح هذا المعبد سلواناً لنفوس جميع الإيزديين في العالم، وعزاءً لهم عن الحزن والألم الذي أصابهم من ارتكاب الجرائم بحقهم في مواقع وتواريخ عديدة.