القسم العاممختارات

اغتيال الزهـر في عفرين… دحرّ الإرهـاب في بـاغوز

زاوية نقاط على حروف*

آذار الأفراح والأتراح, آذار شهر الكُـرد, شهر الانتصارات والانكسارات, أبت تركيا احتلال عفرين إلاّ في آذار، لتُحاول إطفاء شعلة كـاوا الحداد، ولم يهدأ لها بال، حتى رأت تمثاله يتهاوى؛ نعم، وللأسف بتصفيق نفرٍ من الكُـرد احتلّت عفرين، واستبدلت اسم كاوا باسم (غصن الزيتون)؛ فما حملت تركيا مع غصن زيتون سلاماً ولا نشرت محبةً وإخاءً, بل إن جيشها ومرتزقتها من مسلحي ما يسمى (الجيش الوطني والحرّ)، قد أجهضت السلام، ووأدت الأمان والاستقرار في كُـرداغ بلد الزيتون، وخلّفت دخاناً أسوداً، وقتلاً وخراباً.

حكومة العدالة والتنمية- تركيا تستهدف الهوية الكردية لعفرين، بجبالها وقراها وبلداتها ومدنها، بناسها وتراثها وثرواتها، أجل اُغتيل الزهر وبُترت الأشجار وأُطفأت نيران نـوروز, ولكنّ الربيع باقٍ، زهر عفرين ينبت من جديد، والأشجار تتفرع وتزهر, والينابيع تتفجر، والحقول تخضر؛ وما كانت النيران التي أُوقدت في سائر أماكن تواجد الكُـرد واحتفالات نـوروز فيها، إلا دلالةً على الإرادة الحيّة والتّمسّك بالحياة والكفاح في السير قدماً نحو تدوين تاريخ جديد؛ وما كان منع إيقاد نار نـوروز وإلغاء مظاهر الاحتفال به في عفرين من قبل تركيا إلا لكسر إرادة كُـردها وقتل الحياة فيهم, على خلفية نزعات الحقد والكراهية نحوهم.

وما كان إعلان إنهاء الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) بعد عيد نـوروز بيومين، ودحرّ الإرهاب في باغوز- آخر معاقله، سوى دلالة على ميلاد الملايين من أمثال كـاوا الحداد، من رحم أمهات الكُـرد، حاملين شعلة الحرية متّقدة أبداً, وما بطولاتهم في ساحات الوغى ضد قوى الشرّ والظلام سوى دلالةً على شجاعتهم ومدى إيمانهم بقيم الحرية والعدالة، وهم يدافعون عن العالم برّمته وعن القيم الإنسانية النبيلة، ودلالة على نبل وسماحة المقاتلات الكرديات اللاتي أرعبن داعش وأفزعن الأعداء، واللاتي واجهن زيجات وسبايا مقاتلي داعش بالابتسامات, ولم يُعامل المستسلمين من الدواعش ونسائهم وأطفالهم والمدنيين بالإعدام أو الاغتصاب أو السبي.

لم يرق انتصار قسد على داعش لطاقم العدالة والتنمية ورئيسها في تركيا، أغاظهم التضامن العالمي المنقطع النظير مع أبناء سوريا ضد زبانيتهم.

أردوغان الذي يتباكى على الجولان السوري ويعلن رفضه لقرار ترامب الاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي عليه- طبعاً دون أن يُزحزح علاقات بلاده مع إسرائيل سنتيماً، في الوقت نفسه يحتلّ ويستبيح مناطق جرابلس والباب وإعزار وعفرين في الشمال السوري.

ولكن!!! بإرادة الشعب وشجاعة الأبطال وقوة الحق والمنطق، ستبقى شعلة كـاوا وقّادةً، ستحرق الحقد والكراهية، وستعلن ميلاد يومٍ جديدٍ يسوده السلم والحرية والمساواة. 

* جريدة الوحـدة – العدد 306 – آذار 2019 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى