القسم العاممختارات

استذكار المناضلين واجب وطني وأخلاقي

صالح بوزان*

“الفقيد عثمان سليمان”

يوم الإثنين 18 / 2 /2019 تحلّ علينا الذكرى السنوية الحادية عشر على استشهاد البرلماني الكردي والشخصية الوطنية والاجتماعية الأستاذ عثمان سليمان والمعروف / بأوصمان دادالي / في سجون النظام البعثي في دمشق . حيث اعتقل الشهيد عثمان دادالي في 27 / 11 / 2007 وبقي لمدة شهرين وتسعة أيام معتقلا في سجن المسلمية بمدينة حلب, وتعرض خلالها لشتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي، حتى تدهورت حالته الصحية، فوضعوه في المشفى الكندي الحكومي باسم مستعار، لكي لا يتعرف عليه أحد, ومن خلال متابعة ذويه وعائلته تم التعرف عليه, إلا أن حالته كانت سيئة، فنقل إلى مشفى الأشرفية الخاص، ومن ثم إلى مشفى مارديني تحت إشراف الدكتور المرحوم زبير حسو وعلى مسؤوليته الخاصة, لأن أغلب المشافي الخاصة في حلب رفضوا استقبال الشهيد عثمان بتوجيه من الأمن السوري. وفي يوم 18 / 2 / 2008 مساء استشهد المناضل أوصمان دادالي، وأنضم إلى قائمة شهداء الحرية. وبموكب رهيب تم نقل جثمان الشهيد إلى كوباني ومن ثم إلى مسقط رأسه دادالي ليوارى الثرى.

إن الشهيد عثمان دادالي ولد في قرية دادالي التابعة لمنطقة كوباني عام 1945 وهو الأبن الوحيد لوالده الذي توفي نتيجة حادث غرق عبارة في نهر الفرات في عام 1947، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية عمل معلماً بالوكالة في ريف حلب وقريته دادالي، وله ولدين أحمد وفتحي من زوجتين.

عُرف الشهيد عثمان منذ طفولته بالوفاء والتضحية من أجل أهله وشعبه, كان وطنياً ومناضلاً في صفوف الحركة الكردية في سوريا في الستينيات والسبعينيات ومحبوباً من قبل كل من تعرف عليه.  وفيما بعد تعرف على حركة التحرر الكردستانية بقيادة حزب العمال الكردستاني، وكان له دور بارز في نشر أفكار الحركة بين صفوف الشعب الكردي، لما له من احترام خاص بين الشعب، حيث كان للشهيد عثمان الدور البارز في حل الكثير من المشاكل الاجتماعية المستعصية بين أبناء الشعب، ولم يقتصر نضاله وتضحياته من أجل الشعب الكردي فقط, بل ناضل من أجل جميع مكونات المنطقة, وكان محافظاً على السلم الأهلي والعيش المشترك في المنطقة وعموم روجآفا. ومن المحطات التي مرّ بها المناضل أوصمان دادالي:

– في 1990-1994 انتخب لعضوية مجلس الشعب السوري.

– في 1995 اعتقل من قبل الأمن العسكري وبقي في فرع فلسطين السيئ الصيت لمدة خمسة أشهر.

– في 2002 اعتقل من قبل الأمن السياسي و بقي لمدة شهر.

– في 15/8/2005 اعتقل من قبل الأمن السياسي وبقي 45 يوماً في سجن المسلمية.

– في 27/11/2007 اعتقل من قبل الأمن السياسي و بقي لمدة شهرين و تسعة أيام.

– في 18/2/2008 استشهد عن عمر يناهز 65 عاماً.

إنني بدوري أجدد العهد، عهد القرابة، عهد العمومة، عهد الأخوة، عهد الوفاء، لأمثالك وللوطن… عهد تلامذتك، ولكل من واجه ظلم النظام الشوفيني البعثي دونما خوف… حينما لم تتملك الجرأة بأحد كي يرفع صوته الصداح عالياً… وليقول بملء فمه لجلاديه: الحرية تليق بشعبي أيها السجان… الحرية ملك لشعبي أيها الجلاد…

نعم لن ننساك ماحيينا… شهداؤنا مناراتنا وقدوتنا.

* جريدة الوحـدة – العدد 305 – شباط 2019 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى